أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن بالضياف - الحذر من المثل والقيم وخاصة باسم التدين














المزيد.....

الحذر من المثل والقيم وخاصة باسم التدين


سوسن بالضياف

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 12:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


..... ذكرت سيدة يوما موقفا حدث معها مفاده أن زميلا لها في العمل تعودت أن تسلم عليه بطريقة ( البوس ) يمينا وشمالا كلما رأته وكان هناك زميل لهم آخر في العمل وكان كلما رآهم يسلمون على بعض يمتعض ويتذمر بحجة الحرام والشرع ومخالفة الآداب العامة - رغم أن الأمر عادي جدا - ..... وفي يوم رآها تسلم عليه كعادتها فذهب وأراد أن يسلم عليها بنفس تلك الطريقة فلم تسمح له واكتفت بمصافحته فاستشاط غضبا وقال لها : لماذا هو تسلمين عليه بتلك الطريقة وأنا لا !!

هذا الموقف وهذه الصورة لها أشكال عديدة نراها بأعيننا وقد لا نلق لها بالا وصادفت الكثير منها حتى في مواقع التواصل الإجتماعي لأناس يدعون المثل العليا والحلال والحرام والقيم والمباديء كعدم الحديث مع النساء في الخاص ثم ما يلبث أن يتحين أول فرصة ويحدثهن ويتودد لهن وعندما يرفضن ذلك منه يستشيط غضبا ويخرج كل مابداخله من قذارة ألفاظ وتربية لا لشيء فقط لتصوره وحجته أنها مادامت تحدث غيره فلماذا ترفض الحديث معه هو ..... ومادامت متاحة وموجودة - من وجهة نظره - فواجب عليها استغلال ذلك قدر الإمكان .....

إن المتأمل لما سبق ذكره يلحظ جليا أن السيدة التي رفضت أن تسلم على الرجل المتدين كما تسلم على الآخر هي تعاملها معه من باب المبدأ والقيم التي يتشدق بها والحلال والحرام وكذلك البنت التي رفضت الحديث في الخاص مثلا فهي تتعامل معه بالمبدأ الذي يتشدق به و أن ذلك في شرعه وقيمه ومبادئه حرام أو لا يجوز أو لا يصح ..... وعندها سنقف حائرين فعلا وندرك أن كل ذلك الزيف من التدين والقيم سينهار في أول فرصة تحين لهم وندرك فعلا أنها مجرد شماعة لتلميع صورة خارجية أمام الناس بينما هم أكثر قذارة من القذارة نفسها ..... وفوق تلك القذارة زيف ونفاق وخداع .....

إن الثقة في مثل هؤلاء كوضع مصير على المحك فشخص خان شريعته ومبادئه ومثله العليا التي يتشدق بها ليلا ونهارا مقابل نزوة لا تستحق حتى ، تفقده كل أشكال مصداقيته والتي لا يملكها من الأساس فهو أصلا غير قادر حتى على الظهور بوجه واحد وشخصية واحدة ويعيش منفصما مزدوجا بوجه يعتقد أنه سيكسبه احترام الغير ظاهرا وبذئب مخادع في الخفاء .....

ونفس هذا الكلام ينطبق على المتحرشين في الشارع والأماكن العامة خارج البيت لأن ماذكر سلفا كذلك تحرش ولكن بصور أخرى ولا يخفى على أحد أننا نعيش في مجتمعات متدينة ورغم ذلك توجد بها أعلى نسب التحرش لأن المسألة ببساطة ماتم ذكره أن الشخص هنا يتحين أي فرصة يجدها أمامه ليضرب بتدينه وعفته المزيفة عرض الحائط ليقوم بالتحرش بحجة أنها مادامت لبست كذا فمن حقي التحرش بها أو مادامت خرجت فمن حقي التحرش بها واستغلال ذلك معتقدا أنها مادامت خرجت فهي ذاهبة لغيره فلماذا لا تكون معه كما الرجل الذي اعتقد أنها مادامت تسلم على زميلها بتلك الطريقة فلماذا لا تسلم عليه هو كذلك أو طالما هي موجودة في مواقع التواصل فأكيد هي تحدث غيري فلماذا لا تحدثني أنا ..... وغير ذلك .

لندرك حقا حجم المأساة في هذه الثقافات الشعبوية والتي تكدست وتكرست وأصبحت بمثابة الواجبات المباحة والحياد عنها شذوذ ..... التبرير للمتحرش فعله بحجة ملابس أو خروج المرأة هو نفسه تبرير الرجل لنفسه القيام بالسلام عليها وعندما ترفض يغضب لأن ذلك يخالف ثقافة السذج من التي يؤمن بها وهو نفسه تبرير وجود بنت في مواقع التواصل ليعطيه الحق بازعاجها ..... لنخلص في النهاية أن هؤلاء لا يغرونكم بالقيم والمباديء والدين والمثل لأن ما يمنعهم والسبب الحقيقي لمنعهم هو عدم وجود فرصة فقط ..... يعني لا يحكمه دين ولا أخلاق ولا تربية بل عدم خروج المرأة من بيتها فقط أو عدم ارتدائها ملابسا معينة أو ما يمنعهم فقط هو رفض الفتيات والسيدات الحديث معهم فقط فلو وافقن فلن يتوانى لحظة أو ما منع الرجل من السلام على زميلته مثل ما تسلم على زميلها الآخر هو رفضها هي ذلك وليس الدين والحلال والحرام الذي يتشدق به ليلا ونهارا ..... لمن يعقل من أولي الألباب



#سوسن_بالضياف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أختار الحقيقة خاتما في إصبعي
- ما لن أعلمه ﻹبنتي


المزيد.....




- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن بالضياف - الحذر من المثل والقيم وخاصة باسم التدين