من بنى بغداد ؟

علي طاهر البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من بنى بغداد؟

عندما زرت البوندستاغ (مجلس النواب) في برلين في عام 2008 جذبني انهم احتفظوا على جدران المبني من الداخل بعض من الكتابات الحقيقية للجنود الروس الذين دخلوا المبنى في الاربعينات من القرن الماضي . ولاحظت ايضا انهم ياخذوك لترى صندوقا اسودا من دون كتابه يقع ضمن حائط وضعوا عليه اسماء الاعضاء السابقين ومن ضمنهم هتلر الذي يشير اليه ذلك الصندوق الاسود .

وكذلك ياخذك الالمان لترى الجدار الذي فصل الالمانيتين سابقا الى شرقية وغربية وكذلك لازالت المانيا تحتفظ نقطة تفتيش شارلي . واذا سالت اي الماني وهم اصحاب فخر واعتزاز بالنفس لاخبروك بانهم يتالمون لما تشير له هذه الرموز من احداث تاريخيه ولكنهم رغم ذلك ارادوا الاحتفاظ بها لان من حصل في الماضي قد حصل ولن تغييره بمسح هذه الاثار ولكنها تغييرها يتم بان نتعلم من اخطائنا .

وعندما ذهبت الى مدريد استغربت ان اشاهد اثار العمارة الاسلامية في العديد من المباني التي يجذب نظرك لها الاسبان هذا بالرغم من ماساة الموريسكيون وماحصل لهم في محاكم التفتيش بعد زوال شمس الخلافه الاسلمية من هناك .اعتقد ان الرساله وصلت واستطيع شخصيا وانتم كذلك الاستشهاد بالعديد من الامثلة فالتاريخ لاينسى ودفن الراس في الرمال لن يغير الحال . تصالحوا مع الماضي حتى يفتح المستقبل لنا ذراعيه .

فمن بنى بغداد معروف ومن هدم بغداد معروف ومن سرق بغداد معروف رحم الله معروف الرصافي حين قال :
إذا ما الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا.

#علي_طاهر_البياتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل