أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا وراء الاستقالات الجماعية في أفغانستان؟














المزيد.....

ماذا وراء الاستقالات الجماعية في أفغانستان؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرًا حدث في أفغانستان ما أجمع على وصفه المراقبون بالزلزال في هذا البلد المضطرب أمنيًا وسياسيًا منذ عقود. لم يكن المقصود بالزلزال نجاح حركة طالبان أو تنظيم داعش في الاستيلاء على المزيد من الأراضي أو نجاحهم في قتل المزيد من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين العزل، فذلك بات من الأمور اليومية التي يصحو أو ينام على أخبارها الأفغان.
الزلزال قـُصد به قيام ثلة من أبرز المسؤولين الأمنيين والعسكريين بتقديم استقالات جماعية إلى رأس الدولة الرئيس أشرف غني. وقد شملت الاستقالات كلاً من وزير الدفاع «طارق شاه بهرامي»، ووزير الداخلية «ويس برمك»، ومدير دائرة الأمن القومي «معصوم ستانكزاي»، علما بأن استقالة هؤلاء جاءت مباشرة بعد قرار مستشار الأمن القومي «حنيف عتمار» (49 عامًا) ترك منصبه.
وفي الوقت الذي رفض فيه الرئيس غني استقالة القادة الأمنيين الثلاثة الأوائل، متحججًا بأن الأوضاع الأمنية المتوترة في البلاد في حاجة إلى خدماتهم في هذا التوقيت العصيب، فإنه قبل استقالة مستشاره للأمن القومي الذي يعد الرجل الأقوى في البلاد من بعده منذ أن تولى «غني» سدة الرئاسة وشكل حكومة الوحدة الوطنية في عام 2014.
قيل في قبول الرئيس لاستقالة مستشاره للأمن القومي وساعده الأيمن أقاويل متضاربة كثيرة. منها أن الرجلين دخلا في الآونة الأخيرة في خلافات مريرة حول طريقة إدارة البلاد وحمايتها، وأن «حنيف عتمار» بدا مستاءً من طريقة معالجة ملفات الوحدة الوطنية، والإجماع الوطني، والسلام والأمن الوطنيين، والإدارة الحكومية، والحكم الرشيد، والشؤون الجهوية، وغيرها. ومنها أن استقالة عتمار جاءت بناءً على طلب الرئيس نفسه بعد أن فشل الأول في وضع خطط للتصدي للميليشيات المعادية لحكومة كابول التي استولت على عاصمة إدارية وقصفت مناطق قريبة من القصر الرئاسي قبيل عيد الأضحى. ومنها أن أشرف غني كان مستاءً من النفوذ المتعاضم لمستشاره في أجهزة البلاد، وقيامه بتعيين واستبدال رؤوس الأجهزة الأمنية دون الرجوع إليه. ومنها أن استقالة الرجل كانت مسألة صعبة على رئيسه لما كان بينهما من تعاون وتكاتف على مدى السنوات الأربع الماضية، لكنه اضطر للموافقة في نهاية المطاف خدمة للمصلحة العامة.
غير أن آخرين قالوا كلامًا مخالفًا مفاده أن أشرف غني تخلص من مستشاره دون تردد بناءً على معلومات تفيد بأنه يستعد لمنافسته في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأنه لهذا الغرض عقد اجتماعًا في دبي مع رموز الحزب الإسلامي بزعامة لورد الحرب «قلب الدين حكمتيار» طالبهم فيه بدعمه كي يصبح الرئيس المقبل لأفغانستان، علما بأن الحزب الاسلامي، وهو من أحزاب المعارضة الرئيسة، أكد خبر الاجتماع، لكن دون أن يؤكد عزمه على تأييد الرجل، بل أشار إلى أن حظوظه في الفوز قليلة بسبب خلفيته الشيوعية القديمة. فالمعروف لدى الأفغان أن «عتمار» عمل مع الحكومة الأفغانية الماركسية التي كان الاتحاد السوفيتي السابق يدعهما حتى سقوطها في أواخر الثمانينات، والمعروف أيضًا أن الرجل بدأ حياته المهنية موظفًا في جهاز المخابرات الأفغاني المعروف باسم «خدمات اتصالاتي دولتي» ذي الصلة بجهاز المخابرات السوفيتي (KGB) الذي كان يتجسس ويرصد حركة المجاهدين الأفغان طوال عقد الثمانينات. وفي أثناء ولاية الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، شغل منصب وزير الداخلية، لكنه أقيل في عام 2010 على خلفية هجوم كبير لحركة طالبان على المنشآت الأمنية.
ولعل ما أثار حفيظة العديد من القوى الأفغانية العاملة على الساحة، سواء من تلك المؤيدة لحكومة كابول أو المعارضة لها، هو استبدال «عتمار» في منصب مستشار الأمن القومي بـ«حمدالله محب» (39 عامًا) سفير أفغانستان لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من منطلق أن الأخير لا يمتلك الخبرات والكفاءات اللازمة لمثل هذا المنصب الرفيع، خصوصًا في المرحلة المضطربة الراهنة.
صحيح أن «محب» يحمل درجتي الماجستير والدكتوراه من المملكة المتحدة في تخصص هندسة الكمبيوتر، وصحيح أنه اكتسب خبرة سياسية من عمله في حملتي الرئيس أشرف غني الرئاسيتين في سنة 2009 وسنة 2014 ثم أضاف إليها خبرة دبلوماسية وعلاقات مع العديد من المنظمات الدولية والشخصيات الدولية المرموقة منذ تعيينه سفيرًا لدى الولايات المتحدة الامريكية سنة 2015، إلا أن الصحيح أيضًا خلو سيرته من أي شيء يفيد بإلمامه بالاستراتيجيات السياسية والعسكرية والأوضاع الأمنية الأفغانية، كونه لم يحارب يومًا إلى جانب أي فصيل مقاتل، وبالتالي فهو لا يعرف بدقة خرائط الحروب القبلية والايديولوجية والجهوية التي تشكو منها بلاده منذ تسلم المجاهدين للسلطة وما تلاه من انشقاقات ومماحكات ومعارك عبثية.
وردًا على هذه الأقاويل، اعترف «محب» بحساسية منصبه الجديد في هذا الظرف الأفغاني الدقيق، وعدم إلمامه بكل متطلبات المنصب، لكنه أكد أنه سوف يسعى إلى معرفة كل شيء من خلال طلب المشورة، ليس من زملائه في القيادات الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما من المواطنين المتضررين أيضًا. أما أولئك الداعمون لتوليه منصب مستشار الأمن القومي فقد أعربوا عن ارتياحهم لتعيينه، قائلين إن حقيقة عدم تلطخ يديه بدماء الأفغان يجعله في وضع أفضل للاتصال بالفصائل الأفغانية المتقاتلة كافة، وبالتالي تحقيق التهدئة المفضية إلى السلام، مضيفين أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى الدبلوماسية أكثر من الإجراءات الأمنية.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البهلاني.. شاعر زمانه وفريد أوانه
- من الخاسر الأكبر من اتفاقية بحر قزوين؟
- الجشي.. أول رئيس لأول برلمان بحريني منتخب
- سيئول وسياسة الباب المفتوح مع الشمال
- ابن معمر.. رجل المهمّات الصعبة في المراحل الدقيقة
- رحيل زعيم هندي لا يُعوض
- المرزوق.. أم الخير.. وأم الصحافة النسوية في الخليج
- حرب المياه بين ماليزيا وسنغافورة
- المنديل.. وكيل ابن سعود في البصرة وبغداد
- جديد مؤتمر آسيان الأخير في سنغافورة
- هداية السالم.. أول ناشرة ورئيسة تحرير كويتية
- قراءة في نتائج انتخابات باكستان الأخيرة
- محمد نصيف.. الصرح المنيف
- الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا
- أمل جعفر.. 3 عقود من الهيام بالمايكروفون
- حديث اليابان.. تعديل الدستور من عدمه
- أبومدين.. رجل الحكاية والكدح والصدق والحداثة
- انتخابات باكستان على الأبواب.. والتوقعات صعبة
- الديكان.. ترسانة الإيقاعات الشعبية
- النفط.. مرتكز العلاقات الخليجية الهندية


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا وراء الاستقالات الجماعية في أفغانستان؟