دور حزب الله في الانتخابات اللبنانية عام 2018

تمارا كاظم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أن ملف رئاسة الجمهورية أصبح يدور في الحلقة المفرغة في ظل سياسة الصمت التي اتبعها حزب الله تجاه موقعه في المعركة الانتخابية التي أجريت في السادس من آيار 2018، التي خاضها حليفاه المرشحان للرئاسة رئيس تيار المردة النائب (سليمان فرنجية) ورئيس التيار الوطني الحر (ميشال عون)؛ بالمقابل أعلن حزب الله دعمه لعون في المعركة الرئاسية فقد صرح النائب (إبراهيم كنعان): " نحن نعلم أن مسار العلاقة مع حزب الله يتسم بالوضوح المتبادل ولم نستلم رسمياً أي موقف مغاير لدعم وصول العماد عون إلى الرئاسة"، إذ أن حزب الله اللبناني اكتسب سمعته من خلال عملياته المسلحة التي شنها ضد إسرائيل والتي أسهمت في انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، وعلى صعيد السياسة الإقليمية فإن الحزب بدأ من عام 2012 يقلل من كفاحه الأساسي ضد إسرائيل عن طريق انضمامه إلى جانب النظام السوري للرئيس بشار الأسد في حربه ضد المعارضة ، فقد تمركز ما بين(5) إلى (7) الاف مقاتل من حزب الله في سورية والتي شهدت معاركها مقتل ما يزيد عن(1500) من مقاتليه، إلا ان دخوله الحرب السورية وتزايد التحديات الاقتصادية التي تواجهها لبنان لم تؤدي إلى انحسار هامش المناورة لدى الحزب داخل حاضنته الشعبية.
بناءً على ما تقدم ترى الباحثة ان الانتخابات اللبنانية الأخيرة قد شهدت تقدماً كبيراً في شعبية الأحزاب السياسية ومن بينها حزب الله بعد حصول الحزب وحلفائه على أكبر مقاعد مجلس النواب البالغة (128) مقعداً في بيروت الثانية وجبل لبنان الثالثة، وفي دوائر البقاع الثلاث، إلا انه خسر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك- الهرمل الانتخابية بعد أن أصبحت القاعدة الشعبية للحزب في هذه المناطق لها اهتماماتها الاقتصادية المنفصلة عن التركيز الأساسي لقيادته، مما أسهم في تحالف الحزب مع ميشال عون ووصوله إلى الرئاسة ، والذي كلف بدوره رئيس الوزراء سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة وهي المرة الثالثة التي يتولى فيها الحريري رئاسة الحكومة ، إلا ان مهمته في تشكيل حكومة جديدة صعبة، إذ ان الانتخابات الأخيرة لم تفرز له ولحلفائه غالبية واضحة كما في الانتخابات النيابية عامي 2005 و2009، بعد أن كرست هذهِ الانتخابات نفوذ حزب الله وقوته.

#تمارا_كاظم_الأسدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل