أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادي خلوف - مقصّات -3-














المزيد.....

مقصّات -3-


نادي خلوف

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


يضيق عليّ النهار، لا يتّسع لأفكاري المشتّتة، وبينما أمسك المقصّ كي أظفر بأوّل شعاع . أفشل. أراني على عجل . عجولة ، ملولة، ، غاضبة من الوقت . لا يكفي بضع ساعات لتدوين جميع التّرهات التي تعتريني، فقد تثمر إحداها عن ثروة طائلة. بعضهم يهرف بما لا يعرف، ويغرف من النّعم. فجارنا اللّحام ، يكتب عن البيئة، وأم مهروم تكتب عن علم الفيزياء، والقعقاع يكتب عن أدب العصور الوسطى في الغرب. يكتبون بأجر. كتبت عموشة زميلتي في الصف الثالث الابتدائي مقالة عن تربية الطفل، وعرّفوها بأنها شموسة ، وهي تحمل الدكتوراه في التربية المستمرّة. هي رسبت في الصف الثالث الابتدائي، وتزوجت في عمر الثالثة عشر، لكنّها أنضج منّي. أرى نفسي في السّاعة أمام نضجها .
لماذا أكتب عن عموشة والقعقاع، وأم مهروم؟
بصراحة: أغار. نعم أغار. تمنيّت لو أن تلفزيوناً ما كلفني بكتابة مسلسل عن الجدران الصّماء، وأقبل أن يعطيني عن كلّ حلقة مئة ولار، وأكون ضمن المتبرعين بأجري في التمثيل. ماذا ينقصني عن زمبيط مخرج مسلسل الأجيال؟
. . .
لا أحد غيره كان يطوي السّحاب. كنت أعيره مقصّي ، وعندما يلفّ السحابة كالقماش يقصّ اللفة ، يرميها صوب حديقتي، وتظهر الشّمس في السماء، ترقص الورود على مرأى من الجمال. نعم كان يمسك الغيم بكلتا يديه ويثنيه.
أفتقده. لروحه السلام.
لا تسألوا عن الغرام
سرّ الحياة
للعشق سبعة أرواح . كلما ماتت روح ظهرت روح أخرى.
أفتقده-أعني حبيبي- الذي سيظهر بعد أجيال
كان دافئاً مثل قيظ آب، حنوناً على أطفال النساء في الحي يتحفهم بالهدايا والقبلات، ولو صادف أن اصطدمت يده بثدي الأمّ التي تحمل طفلها. إن احتجّت يقول عفواً وينصرف عابساً ، وإن لم تحتّج يغلق خلفهما الباب.
خلق من أجل الحبّ، فعندما يقيم علاقة حب مع امرأة ما يقول أنّ القصّة تحتاج على بعض الفلفل، لذا يخونها كي تتمسك به، وهكذا أصبح نزيل شوارع الحبّ يقف على زواياها، وتأتي إليه النساء ليعطيهن مما وهبه الإله.
لروحه السلام.
هو حقيقة لم يمت. لا زال حيّاً. لكن الرّحة تجموز على الأحياء. أحنّ إلى الشّجار. عندما كنا نمثّل توم وجيري، فيمسك هو السّكين يريد قتلي، وأهرب، وأنا أنظر إليه، ويغفو من التّعب. ما أجمل الذكريات !
. . .
هذه الخاتون تلاحقني بقصصها. كأنها تعيش فيّ. أعترف أنّني واقعة تحت سحرها. نصّبت نفسها وصيّة عليّ، واستطاعت أن تفرض سيطرتها. قبل قليل انتزعت المقصّ منّي وهي تتعامل معي كطفل صغير، وأنا أبتسم لها كالبلهاء. أنا قمر ابنة الخمسين ربما فلا أعرف في أيّ جيل ولدت، وهي خاتون. أميرة في العشرين. اليوم مطّتني أصبحت كالحبل، ثم لفّتني عليّ أصبحت مثل طبق القشّ، أو مثل ثعبان يستعد لمجيء حبيبته التي أعطته إشارة قبل قليل. قالت لي خاتون: ممنوع العودة إلى طبيعتك إلى أن أفرج عنك . البدي في فراشك، تمتّعي بالاكتئاب. عليك أن تجربيه!
سردت خاتون قصّة عائلتها مع الاكتئاب:
نحن عائلة نلجأ إلى الجنون لتمرير رغباتنا، ولكل شخص فينا أسلوبه. نستطيع أن نخدع أطباء النّفس. عندما ذهب عمّي إلى طبيب نفسي كي يعطيه صدمات كهربائية لم يكن مريضاً. وقد استغرب الطبيب النفسي من ثقافته، وطلب بعض استشارته. قال لي الصّدمات ممتعة. لا أحد يقرب صوبه بالسّوء. جميع العائلة تقول: الله يشفيه" هو يسمعهم ويدير ظهره مبتسماً، وهم يجلبون الطّعام لأسرته.
قال لي عمّي: " أحزن على أطباء -المخ- يصرفون الملايين على الدراسة، وسنوات عمرهم، وشبابهم، وينتهون برخص اسمه طبيب نفسي، وأنا الذي رسبت خمس سنوات في السنة الأولى من الجامعة. أذهب إلى خمسة أطباء منهم. وأشكو لكل طبيب مرضاً يحاول البحث عنه، فأشرح له الملابسات. أصبحت أذهب خمسة مرات في الأسبوع في كلّ مرة أسهر مع واحد منهم، وعندما يثمل في آخر الليل يشتم زوجته ، وعائلته، والمهنة، والوطن، ثم يبكي، ويقول لي: تعبان!"
. . .
بينما كنت أصعد إلى السماء برفقة الملاكين، أوقفني كابوس كان يمرّ عليّ في الحياة. سخر منّي بينما أمّي تبكيني، والناس يتحدثون بحبّ عن سيرتي. كدت أعود لأقول لهم ما أكذبكم! أنا لست في صدد كتابة مقالة ليرضى عنّي في العالم الحيّ، وأقول بعض، وجزء، وليس الجميع. غادرت الحياة ، وفي طريقي إلى الجنّة مع الملاكين. لكن رميت بكلماتي على أمي، قلت لها: اطرديهم، فهم كاذبون. قالت: أخجل يا ابنتي. يقومون بالواجب كأنّهم أصحاب العزاء، وكأنّني أنا الغريبة . يخلطون البرغل مع الصابون. يسرقون اللحم والكعك، ويقولون إن لله راجعون. استأذنت الملاكين. رافقاني . عدت من قبّة السّماء. جلبت مكنسة السّاحرة. كنستهم بها، وقلت لأمّي لا تحزني. الموت أجمل ما في الحياة. لكن الملاكان رحلا، وتركاني على قيد الحياة. لماذا فعلت ذلك بنفسي، فليكذبوا ما شاءوا . هل سوف أربي البشر؟ عاقبني الله وأعادني لأعيش معهم. بينما كنت في طريقي إلى السماء.
أقيم اليوم على الأرض في انتظار أن يعود الملاكان. هل سوف يعودون قريباً برأيكم؟
تعودت على العيش في السماء . . . .





#نادي_خلوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادي خلوف - مقصّات -3-