أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح هاشم - حوارى مع صديقى الإرهابى .. !














المزيد.....

حوارى مع صديقى الإرهابى .. !


صلاح هاشم
(Salah Ahmed Hashem)


الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فى عام 1997 أجريت دراسة ميدانية حول دوافع «حِيّازة السِلاح» وكيفية الحد منها.. وأثناء تطبيق استمارة البحث على عينة من المجرمين «الجِنائيين» الذين ارتكبوا جرائمهم باستخدام أسلحة غيرة.. وبصرف النظر عن نتيجة البحث «المُوجِعة» والتى كانت بمثابة ناقوس يُنذرُ بخطورة تلك الظاهرة على أمن المجتمع؛ خاصة إذا ما شعر الحائزون لتلك الأسلحة بضعف قدرة الدول على كبح أهوائهم الطائشة. حيث تضمن البحث سؤالاً حول دوافع القتل..؟
وإجابة هذا السؤال بالتحديد، هى التى دفعتنى إلى إجراء حوار بسيط مع ذلك الجنائى القاتل.. وسألته مباشرة لماذا قتلت..؟ فأجابنى «السجين» بلهجة تملؤها الثقة والفخر: «كُنتُ أُطَبِقُ دينَ الله».. وحينما سمعت إجابته؛ نحَيِّتُ الاستمارة جانباً.. ونظرت إليه فى عجب، ثم قُلت: أىُ دين طَبَّقتَ يا رجل..؟فأجابنى القاتل بسؤال: ألست بمسلم أنت..؟! فقلت له «بلى» مسلم.. لكن دينى لم يأمرنى لا بقتل ولا بسب.. فللدين مفهوم «ضيق» وآخر « مُتَسع "..!
وما إن سمع القاتل إجابتى حتى قال: «لكن دينَ الله واحد.. فكيف يكون فيه ضيقٌ ومُتَسعٌ..؟ وكأنه أراد أن يستفهم عن الفارق بين المفهوم الواسع والضيق للدين.. فقلت له: فى المفهوم «الَضَّيق» للدين يكون الحلال «استثناءً»، وأفضل أنواع الدواء فيه هو «الكَى».. بينما فى المفهوم «الواسِع» للدين يكون «الحرام» هو الاستثناء.. وتكون فيه العبادة «فُسحَة» والقول بالمعروف خير من الصدقة التى يتبعها «أذى»..!. وبدون أن أدرى عَلا صوتى سائلاً إياه: يا رجل.. كم «بريئًا» مات بهذا «الفهم» على يديك..؟ يا أخى.. ما ضَيَّقَ الدين أحدٌ إلا وهَلك.. وما وَسَّعَه أحدٌ إلا ونجا.. يا رجل : ألم تعص الله قط.. ؟ فأجابنى - بعد أن طأطأ رأسه إلى الأرض: «بلى» فكُليِ مَعَاصٍ.. ولم أرد من الله سوى «رحمته».. فقلت له كيف تطلب رحمته وقد ضَيَّقَتها على عِبَاده.. ؟ يا رجل .. «الدينُ واسِعٌ» وكلٌ يأخذ منه على قدر فَهمِه.. وكلٌ يأخذ منه على قدرِ طاقته.. وكلٌ يُحَصَل منه على قدرِ إيمانه.. اللهُ رحيمٌ يا هذا.. فلماذا لا نُصبحُ رحماء مِثلُه.. ؟!
حوارى معك ربما لا يفيدك.. لكن الشىء الوحيد الذى خرجت به، هو أنك جعلتنى أعرف «لماذا أنت إرهابى..؟» ربما لا يُمكنُنى الآن مواجهتك ؛ لضعف الخطاب الذى أملكه، وقوة السلاح الذى بيدك.. لكننى حتمًا سألتقيك، فانتظرنى.. حينما يقوى «الخطاب» الذى فى عقلى.. على مواجهة «السلاح» الذى فى يديك..!.. وفى حين كنت أستهدف من دراستى أشياء.. لكن حوارى مع هؤلاء «القَتَلة» أوصَلنى لأشياءٍ أخرى. ربما كانت بالنسبة لى هى الأهم، رغم أنها لم تكن مقصدى..! فقد أدركت تمامًا أن الإنسان ليس مجرمًا بطبيعته.. ورغم أن «الفقر» يعد عاملاً أساسيًا فى معظم الجرائم التى أُرتكبت.. لكن يظل «الفَهم» القاصر أو المريض هو الأهم.. ! وأنه ليس هناك أناس يكرهون الدين، أو يعملون ضده عن عَمد.. وإنما هناك أناس لديهم «مفاهيم» مختلفة عن الدين.. وربما «تفسيرات» مغايرة لنصوصه.. وأن الأزمة دائمًا تكمن فى ذلك «الفَهم» المريض أو «الإدراك» المجترئ؛ اللذان غالبًا ما يؤديان إلى ممارسة سلوكيات منحرفة؛ لما يحملانه من أفكار قد تتجاوز المنطق الإنسانى، وربما تنتصر عليه..!
وذلك بعكس " الفهم السليم " الذى يُبنى على معارفٍ شبه كاملة، ويخرج من إدراك فطرى سليم .. يعترف بوجود الأخر، ويؤمن بالإختلاف، ولا يُنكِر التدينِ على أحد .. ولا يحتكر الفَهم الصحيح للدين على نفسه .. وينطلق من " فرضية " مفادها: : أن الكُلَ يفهم الدين على طريقته .. ولكن فى أحايين كثيرة " تتقاطع " الطرق .. ويصبح على كل فريق إما أن يسمح بمرورالأخر، وإما أن يَدهَسه، أو يطغى عليه ..!


ربما كان ذلك منسحباًً على أحد صنوف الإرهاب وهو " الإرهاب الفكرى " لكنى أرى أن مصر تشهد الأن نمطاً أخر .. فما زلت مُصراَ على أن ما يمارس من إرهاب فى مصر ليس له علاقة تماما بالدين .. وإنما هو جزء من مؤامرة خبيثة أريد بها زعزعزة منطقة الشرق الأوسط من محور التحكم فيها وهو " مِصر " .. مؤامرة لايديرها فريق واحد وإنما فرق متعددة ، هدفها واحد وهو اضعاف شوكة الجيش المصري أو على الأقل توظيفه لخدمة سيناريوهات عالمية معادية للعروبة والإسلام على حد سواء .. وربما لا أكون مبالغاً حينما أقول أن هذه الموجات الإرهابية العنيفة المنتشرة هنا وهنا لا تستهدف دينا واحد ولا وطنا بعينه ، وانما تستهدف الاستقرار البشرى أينما كان .. لذا فلا غرابة أن نجد الارهاب يهاجم أمريكا ويقدم مبرراته ويهاجم فرنسا والمانيا وروسيا ويقدم مبررات مغايرة ..
وعلى أية حال فقد آن الآوان أن يدرك المجتمع الدولى أنه لا دين للارهاب ولا وطن .. وأن نظرية ربط الارهاب بديانة معينة أو بلد بذاته باتت محض عبث.. فرسالة الارهاب واضحة محددة .. وهى ضرورة أن يتوحد العالم للحفاظ على تجمعاته البشرية .. وأنه إذا تخلت الدول الغنية عن مسئوليتها تجاه العالم الفقير .. فسوف تجتاحها عواصف الإرهاب التى لا ترحم ..!
ومن ثم فمن الخطأ أيضا أن نتصور أن عمليات الارهاب تتم بصورة فردية أو عشوائية .. ومن الخطأ أن نتصور أن سببها واحد .. ومن الخطأ ان نتصور أن العصابات الارهابية على علاقة قوبة ببعضها .. فالواقع يشير أنها عصابات مختللفة باختلاف أهدافها والتجارة التى تعمل على ترويجها ..



#صلاح_هاشم (هاشتاغ)       Salah_Ahmed_Hashem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سوريا.. بيان من 10 دول عربية وتركيا يعدد 6 نقاط لدعم دمشق
- ما هو مخطط حكومة نتانياهو في سوريا ودور الدروز الإسرائيليين؟ ...
- رئيس الشاباك الأسبق يعلق لـCNN على ضربات إسرائيل بسوريا: دخل ...
- سوريا.. العشائر والقبائل العربية تشعل تفاعلا في السويداء.. م ...
- كارثة الطائرة الهندية: من هما الطيّاران اللذان كانا في قمرة ...
- لتحقيق الأمن المائي.. تونس تبحث عن حلول في الأرض والسماء
- دراسة لناسا: الحياة خارج الأرض دون ماء ممكنة
- ماكرون يدين -بأشد العبارات- القصف الإسرائيلي لكنيسة -العائلة ...
- القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
- ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح هاشم - حوارى مع صديقى الإرهابى .. !