أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الشيوعية - المؤنسنة ! -















المزيد.....

الشيوعية - المؤنسنة ! -


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5962 - 2018 / 8 / 13 - 18:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية "المؤنسنة !"

لعبت صيحة "الشيوعية المؤنسنة" الفاجرة دوراً رئيساً في تقويض الإشتراكية الشيوعية . فكان أن صاح بها عالياً الرئيس الأخير للإتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في النصف الثاني من الثمانينيات . وقد رافق ذلك تشكيل لجنة واسعة من أيتام خروشتشوف في موسكو رسمت غورباتشوف "إبناً لخروشتشوف بالمعمودية"، العراب خروشتشوف الذي كان قد وصف في خطابه السري في شباط فبراير 56 الإتحاد السوفياتي كدولة تم بناؤها بالإرهاب وبالدكتاتورية الدموية، ثم قطع على نفسه عهداً بأنه سيأخذ بالديموقراطية والإشتراكية المؤنسنة . لكن وكما يقال "حبل الكذب قصير" قام هذا الغبي السفيه بانقلاب عسكري في حزيران يونيوه السنة التالية 57 انتهى إلى طرد جميع أعضاء المكتب السياسي باستثاء واحد لم يسحب الثقة من خروشتشوف، والمكتب السياسي هو أعلى سلطة في النظام السوفياتي تخضع له جميع أجهزة الحزب والدولة بما في ذلك نفس الأمين العام للحزب .
في المؤتمر العام للحزب الثاني والعشرين في العام 61 برّ خروشتشوف بوعده حول الإشتراكية المؤنسنة فألغى دولة دكتاتورية البروليتاريا ليحل محلها ما سماه "دولة الشعب كله" وتساءل هذا الغبي – وقد عرف ستالين غباءه كما اعترف ابنه سيرجي فقال للصحفيين في أميركا أنه لم يرَ أباه يوماً يقرأ صفحة من أعمال ماركس أو لينين ..ولا أدري لماذا تم اختياره أميناً عاماً للحزب – تساءل .. لماذا ينبغي لبعضنا أن يقاتل البعض الآخر لنبعث السرور في نفس الأعداء !! وهكذا ينقض هذا الغبي مبدأً أسياسياً في الماركسية يقول أن تطور المجتمع يتحقق بفعل الصراع الطبقي، كما ينقض تعريف لينين للإشتراكية الذي يقول أن الإشتراكية إنما هي محو الطبقات وينقض بذات الوقت مبدأ ستالين الذي يقول ..كلما تقدم البناء الإشتراكي كلما ازدادت حدة الصراع الطبقي .

ما يعيد هذا الموضوع، "الشيوعية المؤنسنة"، إلى الذاكرة والتعليق هو أن جماعة من أدعياء الشيوعية، كيلا نقول أعداء الشيوعية، ينتظمون اليوم على الساحة العراقية في "حزب شيوعي عمالي يساري في العراق" تعلن بغباء لا يقل عن غباء خروشتشوف أنها ستحقق الشيوعية المؤنسنة وليس الشيوعية الإرهابية الدموية مثل شيوعية ستالين، بل إن سفه هذه الجماعة يغالب سفه خروشتشوف الذي إفتتح المؤتمر الحادي والعشرون للحزب في العام 59 يقول .. "استطاع حزبنا بقيادة ستالين أن يتغلب على سائر صنوف الأعداء ويبني لنا دولة اشتراكية عظمى نفاخر بها " .
الإشتراكية المتأنسنة التي نقلها غورباتشوف عن عرابه خروشتشوف واليوم ينقلها أدعياء الشيوعية بل أعداؤها العراقيون هي الوصول للشيوعية بدون صراع طبقي حيث صراع الإنسان ضد الإنسان ليس إنسانيا . ليس إنسانياً أن تشكل البروليتاريا دولتها الدكتاتورية من أجل أن تقمع وتلغي طبقة البورجوازية . ليس من الإنسانية أن يقود ستالين البروليتاريا السوفياتية في صراع صعب ومرير ضد أعداء البروليتاريا من مختلف صنوف البورجوازية وأمراء العقارات . علماً بأن الصراع الدموي في روسيا بدأته البورجوازية وأذنابها حيث شكلوا جبهة واسعة وأعلنوا في مارس آذار 1918 حرب إبادة على الشيوعيين البلاشفة الذين ترتب عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم في الحرب الأهلية وحروب التدخل . هل إلغاء الصراع الطبقي هو فعل إنساني ؟ إلغاء الصراع الطبقي لا يعني غير قبول استغلال البورجوازية للطبقة العاملة وتأبيد الرأسمالية بالتالي . الفعل الإنساني الحقيقي هو قيادة البروليتاريا في صراعها ضد البورجوازية حيث تطور المجتمع لا يتم إلا من خلال الصراع الطبقي وهو ما يعني التقدم الحضاري وتحضّر إنسانية الإنسان بالتالي .

آباء الشيوعية، ماركس وإنجلز ولينين وستالين، جميعهم أكدوا أن لا إشتراكية بدون دولة دكتاتورية البروليتاريا المكلفة بمحو الطبقات مما يسمح بالدخول إلى الحياة الشيوعية . محو الطبقات لا يتم إلا باحتدام الصراع الطبقي . أما أن يلغي الحزب الشيوعي السوفياتي دولة دكتاتورية البروليتاريا بقرار من مؤتمره العام عام 61 فذلك يعني دون لبس أو إبهام أنه لم يعد هناك نظام إشتراكي في الاتحاد السوفياتي .
عدم الإقرار بهذه الحقيقة واعتبار النظام السوفياتي في ظل دولة دكتاتورية البروليتاريا قبل العام 61 هو نفس النظام بعده في ظل "دولة الشعب كله" إنما هو الخيانة العظمى لطبقة البروليتاريا وقضيتها الشيوعية .
هات حزباً شيوعياً واحداً وقف عند حد إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا في الإتحاد السوفياتي واستبدالها ب "دولة الشعب كله" !! ليس هناك حزب شيوعي واحد وقف عند ذلك الحد باستثنا الحزب الشيوعي الصيني ثم فشل بعدئذٍ . جميع الأحزاب الشيوعية في العالم أيدت إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا السوفياتية وخانت بذلك البروليتاريا في العالم وقضيتها الشيوعية . القفز عن هذه الخيانة هي خيانة بحد ذاته .
عن أية شيوعية تتحدث الأحزاب الشيوعية اليوم وهي لا تعلم لماذا انهارت الثورة الشيوعية في بلادها رغم أن البروليتاريا الروسية كانت قد برهنت على أنها أقوى من البروليتاريا في إنكلترا وفي ألمانيا كما جاء في خطاب لينين يفتتح الجلسة الأولى والتأسيسية للأممية الشيوعية . من سيصدق الأحزاب التي ما زالت تعلن عن نفسها أنها شيوعية وهي بنفس الوقت لا تعلم لماذا انهارت أقوى دولة قامت على وجه البسيطة وهي أول وآخر دولة شيوعية !؟ يقول ما يسمي نفسه "الحزب الشيوعي العمالي اليساري في العراق" أن سبب انهيار الإتحاد السوفياتي هو التسلط الدكتاتوري الدموي لستالين . اختار هذا الحزب أن يتبنى ما عممته المخابرات البريطانية (MI6) المشهورة بالقذارة عن ستالين وبالمقابل هناك من يتبنى ما خطب به ونستون تشيرتشل يحتفي بذكرى مولد ستالين الثمانيني في العام 59، أي بعد رحيل ستالين بست سنوات إذ قال فيما قال .. "قلب ستالين يعمره حب الإنسانية" ناهيك عن أقواله الأخرى في نفس الخطاب الذي يرن بالصدق والصداقة كتساؤله .. " من أنا، ونستون تشيرتشل، ربيب الديموقراطية الإنجليزية في ويستمنستر لتقارنونني بستالين !! ستالين كان أعظم القادة في كل العصور" . التساؤل الذي يفرض نفسه في هذا المقام هو .. من يعرف ستالين أكثر هذا الحزب الطارئ في العراق أم ونستون تشيرتشل صديق ستالين في الحرب !؟

الأحزاب الشيوعية قاطبة باتت تؤمن أن ثورة أكتوبر الإشتراكية كانت حدثاً طارئاًعلى التاريخ ؛ بعضها يعلن ذلك والبعض الآخر يخشى الإعلان، لكنها جميعها تؤكد أن النظام الرأسمالي عاد يسيطر على العالم وبوحشية فائقة الأمر الذي يعني بالضرورة أن ثورة أكتوبر عبرت التاريخ وكأنها لم تكن .
لكن هذه الأحزاب الشيوعية جميعها دون استثناء قامت أصلا لاستكمال مشروع لينين المتجسد بثورة أكتوبر فلماذا ما زالت قائمة حتى اليوم بعد أن تلاشى مشروع لينين كما تؤمن هذه الأحزاب !؟ لماذا لا تتلاشى هي أيضاً بعد أن تلاشت ثورتها !!؟
لينين برر ثورته الشيوعية بأن البروليتاريا الروسية كانت في العام 1918 أقوى من البروليتاريا في انكلترا وفي ألمانيا، فهل البروليتاريا العراقية هي الأقوى اليوم لتقوم بثورة شيوعية عالمية !؟



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 12
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 11
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 10
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 9
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 8
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 7
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 6
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 5
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 4
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 3
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 2
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية
- يا أيها الشيوعيون المفلسون !!
- الحزب الشيوعي الأردني عدو الشيوعية
- المُسْتثقِفون..-المثقفون- !!
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ - 2
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ
- اليسارَويّة مجرد نفاق سياسي
- في الهذر المذر لحسين علوان حسين
- من ينفي الشيوعية وكيف !؟


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الشيوعية - المؤنسنة ! -