أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى يوسف - خرافة مجتمع المعرفة














المزيد.....

خرافة مجتمع المعرفة


مجدى يوسف
(Magdi Youssef)


الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتفعت الأصوات فى الفترة الأخيرة تهلل ل"مجتمع المعرفة" متمثلا فى شبكة النت. وقد تبدو هذه الدعوة للوهلة الأولى مبهرة، لكنها للأسف تضع الوسائل مكان الأغراض، أو بعبارة أخرى تضع العربة أمام الحصان. فالمفروض فى الإنترنت أن تتيح للجميع معارف وخدمات لم تكن متاحة من قبل بتلك السهولة. لكنها فى الوقت ذاته تسمح لجهات معينة بالتجسس على توجهات الناس وتسعى للتدخل فى حياتهم الخاصة ومراقبة أفكارهم وصورهم الذهنية حتى تضمن التلاعب بها كما حدث فى فضيحة انتخابات "ترامب" الأخيرة فى أمريكا.
صحيح أن الإمكانات التكنولوجية الحالية تتيح الكثير من التواصل الاجتماعى ، والمعلوماتى، لكن فيم يوظف ذلك فى أكثر الأحيان ؟ لإشباع احتياجات المواطنين فى مجتمع معين ، أم لغير ذلك ؟ وما الثمن الذى يدفعه المواطنون فى ظل هذه التقنية الجديدة ؟ أما أن توصف بها الحقبة الحالية من تاريخ البشرية فهذه آخر نكت هذا الزمان. لأن الأصل دائما هو علاقة الإنسان بالطبيعة الأولية فى محاولة إشباع احتياجاته عن طريق "طبيعته" الاجتماعية المفترض فيها أن ترتبط بالأولى فى سياقها الخاص. ومهما كان شأن التقنيات التى توظف من أجل ذلك فهى لا تزيد عن كونها وسائل ، وليست غايات. لذلك من العجب أن تقلب المسائل لتصبح الوسيلة غاية ، والغاية وسيلة.
وغنى عن البيان أن استخدامات التقنيات تتوقف على نوعية العلاقات الاجتماعية ومدى عقلانيتها أو صراعيتها. ففى هذه الحالة الأخيرة توظف التقنيات بما يجعل الأقلية القصوى فى المجتمع التى تستحوذ على معظم ما ينتج مستحوذة بدورها على مستوى "أعلى" من التقنيات التى تسمح لها بتحقيق هيمنتها. خذ التليفون مثلا ، هنالك شبكة عامة للشعب، وشبكة خاصة للإدارة ، الثانية يمكنها أن "تدخل" على الأولى ، وليس العكس. وكذلك النت. هنالك الشبكة التجارية التى تطلق يد الشركات لتحقق من ورائها أرباحها المهولة على حساب عامة الشعب. وهنالك الحاسبات الآلية العملاقة التى تصمم من أجل الإدارات الحكومية خاصة فى البلاد الغربية التى تستحوذ على معظم ثروات هذا العالم ، وليس ما تنتجه شعوبها وحسب. فلكل مولود فى هذا العالم "ملف" يمكن استرجاعه بنقرة واحدة. ولكن لمصلحة من ؟ وعلى حساب من ؟
التركيز على التقنيات صار اليوم مصدرا هاما لإزاحة الوعى العام من الغرض الأساسى لتحقيق الصالح العام ، إلى التعلق بالوسائل بدلا من الغايات التى تتطلب توازن الحقوق فى أى مجتمع وعدم الجور على حقوق الآخرين. فمن يعرف القراءة والكتابة مثلا يفضل على من لا يعرفها مهما كانت قدراته الإبداعية ومعرفته بما تحتاجه بيئته المحلية من خبرات ومهارات عملية. خذ الفلاح المصرى نموذجا. هل تتصور مثلا أن الخليج العربى كان يستورد الفلاحين المصريين لمجرد أنهم "أميين" ؟ أم أنه كان يستورد خبرتهم العملية فى الزراعة ، وهى التى يعجز عنها أفضل دارس نظرى لذلك العلم ؟ فمعظم الزراعة فى بلاد ما بين النهرين كانت قائمة قبل الاحتلال الأمريكى على أكتاف هؤلاء "الأميين" المصريين الذين طالما وصفناهم بالجهل والمرض، بينما كنا نعيش من فضلة خيرهم علينا، وها هم هجرونا ليعودوا إلينا ليس لفلاحة الأرض ، وإنما لتبويرها وإقامة العمارات عليها بما أتوا به من بلاد الخليج من أموال وأفكار متزمتة. لا بأس من التقنية ، سواء كانت الكتابة ، أو النت ، لكن على أن نسعى فى توظيفها لما يخدم عقلنة العلاقات بين البشر ، وليس لتكريس الهيمنة والصراع بينهم.






#مجدى_يوسف (هاشتاغ)       Magdi_Youssef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد الخميسي يكتب عن الوحدة الوطنية


المزيد.....




- -أوهام سياسية-.. بيان للأزهر يرد على تصريحات نتنياهو عن -إسر ...
- استدعاء ماهينور المصري للتحقيق في قضية جديدة أمام نيابة أمن ...
- لماذا قررت قطر والأردن حظر روبلوكس؟
- مستشفى شيبا الإسرائيلي: ارتفاع حاد في استهلاك المواد الأفيون ...
- العراق: كفاح لإحياء فن رقص الباليه
- التدمير الممنهج يحيل حيي الشجاعية والتفاح بغزة إلى أطلال
- الصومال يعلن قتل قيادي بارز في حركة الشباب
- مجلس الشيوخ الأميركي يطارد -ميتا- بسبب روبوتات الذكاء الاصطن ...
- أمريكا تتصدر قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات إلى أوكرانيا ...
- تطورات الحالة الصحية للفنّانة الكويتية حياة الفهد


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى يوسف - خرافة مجتمع المعرفة