أنت جاهل أم أنا

بهاء صادق الربيعي
مصور و صحفي اطمح لنشر الثقافقة والفنون
(Bahaa Sadik)

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 03:31
المحور: الصحافة والاعلام
    

أنت جاهل أم أنا
دقت اذهاننا اجراس العلم وروتنا بساتين الثقافة واستلهمتنا وسائل المعرفة في الوصول الى ذواتنا مسرعة، ورغم هذا نجد الجهل كلمة تطغى على مسامعنا في كل مكان وزمان في اللغة الفصحى والشعبية حيث قد يختلف المفهوم من الفصحى والشعبية حيث الجهل هو عكس المعرفة عموما و عدم الدراية او المعرفة بالشيء خصوصا، اما في اللغة الشعبية الدارجة نراها بمعنى الطفل الصغير او الطفل المتخلف وهذا الاختلاف وفر بيئة خصبة لانتشاره، حيث لم يبحث احد عن معنى او اصل الكلمة، حتى وصل الامر الى درجات خيالية من الرجعية والفقر الثقافي، والسبب جماعي او فردي، فضعف التعليم الحكومي سببا، وضعف التدريس سببا، آخر، بالاضافة الى ضعف المنهج والتدريس في مدارسنا، والجهل بالتعاليم الدينية والأخلاقية من اكبر الاسباب التي اهلكت المجتمع وزادت المعاناة، مما جعل الجهل ينخر اجزاء الحكومة الداخلية والخارجية، فنرى سفراء او سياسيين بل وحتى وزراء يغمرهم الجهل ويملأ افعالهم واقوالهم وتصرفاتهم، وسواء كان الجهل مقصودا او غير مقصود، فالمقصود هو تعمد المتعلم باجهال الجاهل وذلك للاستفادة منه جسديا وماديا، والجهل الغير مقصود هو جهل المتعلم في معرفة كيفية تعليم الجاهل.
وللجهل مخلفات يلقي بها في بئر المجتمع منها الكذب وهو من كبائر الخطايا في الحياة، فالكذب في مرافق الحياة العامة او الخاصة او الدينية او المالية وربما يستصغره البعض لأنه من البديهيات عند عدم المعرفة بالأمور لدى الناس ونستطيع ان نرى للجهل ثلاث درجات وهي: جهل الغير متعلمين: وهو الجهل الطاغي على الشارع ولا يؤثر على عامة المجتمع لأنه يقع بتصحيح المتعلمين ويمكن محيه بوسائل عديده منها توفير التعليم وتوفير وسائل للتعليم تناسب درجة الجهل. جهل المثقفين والمتعلمين: وهو من انواع الجهل الغير مرئي والاكثر خطورة على المجتمع وعلى مستو ى الافراد ايضا لان طبقة المتعلمين والمثقفين هي الطبقة الملاصقة لطبقة الغير متعلمين فجهلها يوثر سلبا عليهم. جهل العلماء وكبار المسؤولين بالدولة: وهو من اخطر انواع الجهل لأنه لا يتعدى المستوى الفردي للمواطن بل يصل لمستوى بلد والمجتمع فهم الذين يمثلون بلد بكل افراده وهم واجهة المجتمع امام الدول فجهلهم يعني جهل شعبهم الذي وضعهم ليمثلوهم وجهل رجال الدين يؤدي الى ازمات كثيره ومستنقعات دماء عميقه لان جهلهم يسبب التعصب والتعصب من اشد انواع الجهل خطورة لأن الجهل بالدين وهو العنصر الاساشي بأنفس الناس وهو العنصر الازلي لكثير من النزاعات. اما اسباب الجهل فهي كثيرة، لكن سنور ثلاثة منها وفقا للاكثر خطورة وهي: الكذب والتزييف: وهو من الاسباب المباشرة المتعمدة وهو من اشد انواع الجهل خطورة لأنه ليس على مستوى الفرد بل على مستوى دولي واعلامي يعمل على تزييف الحقائق ليبقى شعب ما غارقا بجهله وهو من السياسات التي نراها ولاسيما بعد الحرب او الغزو، والهدف منه
ابقاء المجتمع راضخا تحت علم مجتمع متعلم كنضام العبيد. حب الذات او ال (انا): وهو المنتشر عند اغلب المتعلمين او المثقفين نجده طاغيا على مستوى عال من الطبقة المتعلمة، لأنه طبيعي وغريزي في النفس البشرية. كتم العلم و الغرور: وهو تجده عند الماديين وهو الذي يأتي عادة من نقص الثقافة التعاونية او ثقافة المشاركة. ويمكن من خلال هذا العرض المبسط لواحة من ادهى واخطر الامور تاثيرا وتخريبا في المجتمع ان نسلك الطرق السليمة للخلاص من هذا الغرق الذي احل بنا وذلك من خلال محاربة الفرد من داخله لهذه الافة او المرض المستشري بين اوساطنا، من خلال تغيرنا لطريقة تفكيرنا، فمثلما نقاتل من اجل الحصول على وظيفة او مكسب، علينا ان نقاتل من اجل ان نخدم الاخرين بهذه الفرصة التي حصلنا عليها، واضا مثلما نعاني من التصرفات والسلوكيات التي تؤلمنا وتؤثر علينا، يجب ان نتخلص من هذا العناء ونغيره الى واقع خالي منه ومن الجهلاء الذين يقومون به.

##bahaa_sadik_#بهاء_صادق (هاشتاغ)       Bahaa_Sadik#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل