أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بوابة الاشتراكي - الاشتراكية والطبيعة البشرية















المزيد.....

الاشتراكية والطبيعة البشرية


بوابة الاشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 5951 - 2018 / 8 / 2 - 12:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


“الاشتراكية فكرة جميلة ونبيلة لكنها غير قابلة للتطبيق.. فأنت لا تستطيع أن تغير الطبيعة البشرية!” كثيرًا ما نسمع مثل هذا الكلام من خصوم الاشتراكية، والغريب أننا نسمعه أيضًا أحيانًا من أناس يرغبون حقًا أن يروا مجتمعًا أفضل إلا أنهم لا يرون ذلك ممكنًا. والنتيجة تكون إما وقوعهم أسرى للتشاؤم واليأس الشديدين، أو تبنيهم. إذا ما كانوا يعتبرون أنفسهم اشتراكيين. لصيغ “مخففة” و”واقعية” للاشتراكية لا تمثل تجاوزًا وتغييرًا جوهريًا للمجتمع القائم وإنما مجرد تعديل طفيف لبعض مظاهره السطحية.

والواقع أن الفكرة القائلة بعدم انسجام الاشتراكية مع الطبيعة البشرية مفيدة وعملية للغاية لأعدائنا الطبقيين! فهي فكرة تبدو للوهلة الأولى معقولة وواقعية. وهي ترتبط بأفكار أخرى شائعة مثل القول بأن “الإنسان أناني بطبعه” و”لا بد أن يكون هناك دائمًا أغنياء وفقراء.. وحكام ومحكومين” و”الثورات تفشل دائمًا وتؤدي إلى الطغيان”، إلى آخره. وتستخدم فكرة “الطبيعة البشرية السيئة” هذه لا لرفض إمكانية الثورة فقط وإنما لتبرير الكثير من موبقات مجتمعنا الراهن مثل العنصرية والعنف الدموي وقهر المرأة والاستبداد السياسي والإمبريالية وغيرها.

هل يوجد حقًا عيب جوهري في الطبيعة البشرية يحول دون المساواة الحقيقية بين البشر ويجعل المجتمع اللا طبقي مجرد حلم غير قابل للتطبيق؟ وهل هناك مجموعة من الخصائص الجوهرية وأنماط السلوك والمواقف الأساسية المشتركة بين الناس جميعًا تجعل التغيير الشامل للمجتمع مستحيلاً؟

إننا جميعًا نواجه في حياتنا اليومية مواقف وخبرات يبدو أنها تعزز مثل تلك الأفكار. من منا مثلاً لم يتعرض لمرارة الخذلان من جانب صديق عزيز، أو لم يشعر باليأس والسخط إزاء ما يظهره الناس أحيانًا من قسوة مفرطة أو ما يبدون عليه في أحوال كثيرة من سلبية وأنانية وعجز؟ ومن شأن خبرات كهذه أن تدفعنا للقبول ولو على مضض بفكرة “العيب المتأصل في الطبيعة البشرية الذي يجعل الاشتراكية مستحيلة”. ومع ذلك، فإن هذه الفكرة، كما سنرى، خاطئة تمامًا.

الطبيعة البشرية تتغير
لا يحتاج المرء لعبقرية فذة لكي يدرك أن صفات الناس وسلوكياتهم ومواقفهم تتأثر كثيرًا بالمجتمع الذي ينشئون فيه. ونحن في مجتمع رأسمالي يشجعنا ليل نهار على الأنانية والمنافسة والصعود على حساب الآخرين. ومن هنا فإن “الحكمة” الشائعة القائلة بأن “الإنسان أناني بطبعه” لها أساس ما موضوعي في واقع الحياة في مجتمعنا المعاصر. ومع ذلك، فحتى في هذا المجتمع ذاته يظهر الناس تنوعًا واسعًا في الأخلاق والسلوك. نعم هناك أمثلة كثيرة على الجشع والأنانية بل والخسة والقسوة المفرطة – وليس فقط داخل صفوف الطبقة الحاكمة. ولكن هناك أيضًا نماذج لا تحصى للرقي الإنساني والإخلاص في حب الآخرين والتفاني في أداء الواجب والتضحية من أجل ما يؤمن به الإنسان.

إذا دل هذا التنوع في سلوك الناس وأخلاقهم على شيء فإنما يدل على أن الإنسان ليس خيرًا أو شريرًا بطبعه. وينبغي هنا أن نلحظ أن التفاوت ليس فقط بين فرد وآخر وإنما بين المواقف والسلوكيات المختلفة للفرد الواحد ذاته. فأنا أعلم مثلاً أنني أفكر وأتصرف أحيانًا بأنانية مفرطة، بينما يتملكني في فترات أخرى شعور عميق بالمسئولية إزاء الآخرين. ويتوقف الأمر بالأساس على الظروف. قد يظهر الإنسان “أحسن ما عنده” أو “أسوأ ما عنده” اعتمادًا على ما إذا كان يشعر بالثقة والقوة والأمان أو بالضعف والتهديد. كما يتوقف الكثير على علاقة الموقف الذي يد المرء نفسه إزاءه بما نشأ عليه من توجهات وما كونه من مواقف خلال حياته. وباختصار، يتغير الناس مع تغير ظروف حياتهم ومع تطور خبراتهم.

وإذا كان هذا صحيحًا بالنسبة للأفراد، فإنه يصح أكثر في حالة المجتمعات والطبقات الاجتماعية. ولننظر للثورة الروسية كمثال. على مدى قرون، رزحت الجماهير الروسية تحت وطأة حكم القياصرة. كانت روسيا أرض الجهل والخرافة، أرض المواقف الأكثر رجعية إزاء النساء وأشد أنواع العداء للسامية (اضطهاد اليهود). وبالنسبة للعديد من “المفكرين” المبتذلين، بدا أن هناك شيئًا عميقًا في طبيعة الشعب الروسي يجعله يقبل بالرضوخ والقهر، على خلاف الشعب الأمريكي “المحب للحرية” مثلاً. (لاحظ أن شيئًا قريبًا مما يقال عن الشعب الروسي يقال أيضًا عن الشعب المصري).

ثم إذا بهذا الشعب الروسي ذاته يثور ثورته العارمة في 1917 (وقبلها على نطاق أضيق في 1905) مسقطًا القيصرية. لقد تمرد العمال والفلاحون الروس على كل ما يمت بصلة للعالم القديم. وحاولت الثورة أن تقلب العالم رأسًا على عقب: سيطر العمال على المصانع، واحتل الفلاحون الأرض، وانسحبت روسيا من الحرب الإمبريالية، وحصلت الأقليات القومية والدينية على حقوقها وحريتها، كما حصلت النساء الروسيات “المتخلفات” على حقوق غير مسبوقة في العالم كله. بل إن يهويًا (هو ليون تروتسكي) انتخب رئيسًا لأهم المجالس العمالية كما تولى قيادة الجيوش الثورية. ولم يخجل نفس “المفكرين” المبتذلين من الحديث عن هذه المرة عن الطبيعة الروسية المتطرفة التي تشتعل بالحمية الثورية على العكس من الأمريكيين “المعتدلين”!

وبعد ذلك، في العشرينات والثلاثينات، انهزمت الثورة على يد البيروقراطية الستالينية التي سحقت العمال والفلاحين – حيث قضت على الملايين بالموت جوعًا بينما مات ملايين آخرين في معسكرات العمل العبودي في سيبيريا. والآن وجد خبيرنا العلامة المتبحر في الشئون الروسية فيما حدث تأكيدًا لميل الروس الأصيل نحو الطغيان.

والواقع أن “طبيعة” الشعب الروسي – أي مواقفهم الجماعية، ونفسيتهم وأنماط سلوكهم، والتي اختلفت على كل حال ما بين الطبقات الاجتماعية – قد تغيرت جوهريًا في ظل ظروف مادية واجتماعية متغيرة. كان حكم القياصرة الطويل، مع الحالة النفسية المصاحبة له، قائمًا على أساس التخلف الشديد للاقتصاد الروسي. وكان لسقوط القيصر وصعود الحمية الثورية جذور عميقة في طريقة تطور الرأسمالية الروسية، حيث واجهت برجوازية ضعيفة طبقة عاملة شديدة التركيز وقادرة على تعبئة الفلاحين وراءها. وأخيرًا كانت هزيمة الثورة وصعود الستالينية نتاجًا لعزلة الثورة بسبب فشلها في الانتشار والدمار الفعلي للطبقة العاملة خلال سنوات الحرب الأهلية الرهيبة بين 1918 و 1921.

الأوضاع المتغيرة إذن تنتج “طبيعة” متغيرة. وما يبينه عشرون عامًا من التاريخ الروسي يظهر أيضًا على نحو واضح من مجرى التاريخ العالمي ككل. إن أنماط السلوك التي يتم التسليم بها بوصفها طبيعية ودائمة من جانب مجتمعات معينة في فترات زمنية معينة ترفض كلية بوصفها غير طبيعية من جانب مجتمعات أخرى في أزمنة أخرى. ولنذكر مثلاً أن غالبية الأمريكيين في القرن الثامن عشر اعتبروا استعباد السود أمرًا طبيعيًا، حيث زعموا أنه ينبع من الطبيعة الدونية للسود. وفي ظروف مستجدة، في نحو منتصف القرن التاسع عشر، بدأ الكثيرون في شمال الولايات المتحدة يرفضون العبودية كانتهاك لحقوق الإنسان – وتزامن هذا الرأي حول طبيعة وحقوق السود بل تصارع مع استمرار الإيمان بالعبودية في الجنوب. ويمكن للمرء أن يضيف عشرات الأمثلة على الطابع المتغير للمواقف والأخلاق والسلوكيات الإنسانية، لكننا نكتفي هنا بمثلين.

بالنسبة لسكان أمريكا الأصليين كانت الملكية الخاصة للأرض “غير طبيعية”، بينما كانت أكثر الأمور طبيعية وأهم حقوق الإنسان بالنسبة لملاك الأراضي في القرن الثامن عشر في أمريكا وأوروبا على السواء. وبالنسبة لليونانيين القدامى، كانت المثلية الجنسية أرقى أنواع الحب، في حين اعتبرها الإنجليز في العصر الفيكتوري (والكثيرون اليوم) أحط هذه الأنواع، بل وربما أيضًا مرضًا يتطلب العلاج.

إن هذه الأمثلة وغيرها تؤكد على الدور الهائل الذي تلعبه الثقافة – بمعنى الأشياء التي نتعلمها من المجتمع لا التي نرثها بيولوجيًا – في صياغة حياة الإنسان، كما تؤكد أيضًا على تطور الثقافة وفقًا لتغير الظروف المادية.

ما هي الطبيعة البشرية؟
يتغير الناس إذن مع تغير الظروف. ولكن هل يعني ذلك أنه لا توجد طبيعة بشرية على الإطلاق؟ في مواجهة تأكيد خصومنا على فكرة الطبيعة البشرية الثابتة (والمعيبة)، يميل الاشتراكيون أحيانًا لإنكار وجود شيء يسمى “الطبيعة البشرية” أصلاً. إلا أن هذا الموقف خاطئ في الواقع وينطوي على مشكلات عدة.

أولاً، يمكن أن يقود القول بعدم وجود طبيعة بشرية من أي نوع إلى تصور عن البشر يجعلهم قابلين للتلاعب بهم على أي نحو، حيث لا تكون هناك أية حدود مثلاً على قدرة نظام شمولي يسيطر تمامًا على الأعلام وعلى تنشئة الأطفال على تشكيل الناس كما يرغب – فيقضي بالتالي على إمكانية التمرد والثورة. لكننا نعلم أن هذا ليس صحيحًا. لم يستطع الحكام أبدًا أن يمنعوا تمامًا كل أنواع المقاومة أو التفكير المستقل، حتى في ألمانيا هتلر وروسيا ستالين، حيث بلغت الشمولية ذروة غير مسبوقة. بل إن هناك أدلة على مقاومة الناس للقهر حتى في معسكرات الاعتقال والإبادة.

هناك دائمًا حدود لقدرة الدولة على ممارسة “غسيل المخ”، ويتم بلوغ هذه الحدود حينما يتعارض قهر الدولة مع الاحتياجات الأساسية الطبيعية للبشر، أي حينما يتعارض مع “الطبيعة البشرية” بمعنى ما.

وثانيًا، يوحي القول بعدم وجود طبيعة بشرية بأنه ليست هناك أي صفات مشتركة بين البشر تميزهم عما عداهم. وبالطبع فإن هذا ليس صحيحًا، وهو لو كان صحيحًا لما أمكن لنا الحديث عن النوع البشري والتاريخ الإنساني.

ما هي الطبيعة البشرية إذن؟ يتعين أن تبدأ إجابتنا من التكوين البيولوجي للإنسان. إن الإنسان جزء من الطبيعة ونتاج لعملية تطور طبيعي طويلة. لكنه في الوقت نفسه جزء متميز من الطبيعة، إذ يشكل البشر كما هو واضح نوع بعينه يمتلك شفرة جينية أو وراثية خاصة. من الصحيح بالطبع أن هذه الطبيعة البيولوجية ذاتها ليست ثابتة. إلا أن النطاق الزمني للتطور البيولوجي شديد البطء بالمقارنة بحياة الإنسان أو حتى بالتاريخ الإنساني. فالبشر اليوم ليسوا مختلفين جوهريًا من الناحية البيولوجية عما كانوا عليه قبل عشرة آلاف أو عشرين ألف عام. من وجهة نظر التاريخ البشري إذًا، ومن وجهة نظر السؤال الذي يشغلنا عما إذا كانت الاشتراكية متسقة مع الطبيعة البشرية أم لا، يمكننا أن نفرض أن الطبيعة المادية للبشر ثابتة.

إن هذا الطبيعة المادية تجعل للبشر حاجات مشتركة معينة وقدرات بعينها لتلبية تلك الحاجات، ويعد الاثنين معًا أساسًا للطبيعة البشرية. تتضمن الحاجات الأساسية بالطبع الهواء والماء والغذاء، ثم يلي ذلك الملبس والمأوى والدفء. كما يحتاج الإنسان أيضًا للنوم؛ ولنوع ممتد نسبيًا من الرعاية في الصغر، حيث أن الإنسان على خلاف الأنواع الحيوانية يحتاج لسنوات طويلة نسبيًا لكي يحقق الحد الأدنى من الاعتماد على الذات؛ وللجنس، وغير ذلك.

أما القدرات فتتضمن الحواس الخمس، وحجم الدماغ الكبير (بالمقارنة بالقردة والحيوانات عمومًا)، والقدرة على الوقوف على قدمين، والأيدي القادرة على أداء المهام الدقيقة، والأحبال الصوتية التي تسمح بالكلام، وهكذا.

إن هذا الحاجات والقدرات يشترك فيها الناس جميعًا في كل المجتمعات وكافة الأزمنة خلال السنوات العشرين ألف أو الثلاثين ألف الأخيرة، وهي تعد حجر الأساس بالنسبة للطبيعة البشرية. ولكن ما يميز الإنسان حقًا عن غيره من الكائنات هو الطريقة الفريدة التي يستخدم بها قدراته لتلبية حاجاته. إن البشر يلبون احتياجاتهم من خلال العمل الجماعي المنظم الذي ينتج ما يحتاجون إليه.

إن الحيوانات تعمل بالطبع، إلا أن عملها يتسم بالتكرار والغريزية إلى حد كبير، بينما يتميز العمل الإنساني بالتطور والابتكار والتفاعل الخصب مع الطبيعة. والإنسان من خلال عمله يغير الطبيعة كما يغير أيضًا المجتمع الذي يحيا فيه وبالتالي يغير أيضًا من صفاته الشخصية في سياق عملية للعمل.

يعد “العمل” الإنساني إذًا أهم الصفات التي تميز البشر عن غيرهم، وتضفي عليهم سمات خاصة. ولما كان هذا العمل يتسم بالجماعية، فالأرجح أنه كان العامل الأساسي وراء تبلور اللغة، بوصفها أداة التفاهم والتفاعل الراقية بين البشر. ولا ينفصل تطور اللغة طبعًا عن تطور الفكر الإنساني والحياة الذهنية عمومًا.

نستطيع بالتالي أن نقول إنه توجد بالفعل طبيعة بشرية، إلا أن العامل الأساسي الذي يميز هذه الطبيعة البشرية هو عامل ديناميكي يتمثل في العمل الإنساني. ومن ثم، فإن التغيير الدائم سمة أساسية لحياة الإنسان، كما أن القدرة على التغيير والتطور هي في صلب الطبيعة البشرية، وهي من أبرز ما يميز الإنسان عن غيره من الحيوانات.

هناك إذًا “طبيعة بشرية” إلا أنها ليست ساكنة أو جامدة. فهل هذه الطبيعة البشرية جيدة أم سيئة، خيرة أم شريرة؟ الواقع أنها لا هذا ولا ذاك. إننا لا نستطيع أن نفكر في الخير أو الشر إلا من وجهة نظر الإنسان ومصالحه – أي من وجهة نظر متنافرة ومتعارضة في مصالحها، فإن تقدير الخير والشر يختلف بالضرورة باختلاف المصالح والرؤى الطبقية.

الاشتراكية والطبيعة البشرية
كثيرًا ما يزعم أنصار الرأسمالية أنها بتأكيدها على المصلحة الفردية والمنافسة تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن الطبيعة البشرية، وأن أي محاولة لتجاوزها تتجاهل السمات الجوهرية للإنسان. وهم ينسون عندما يقولون بذلك حقيقة بسيطة تقول إن البشرية احتاجت لنحو 2 مليون سنة لكي “تكتشف” طبيعتها الرأسمالية هذه. وإذا تذكرنا أن التاريخ البشري يعود لأكثر من مليوني سنة إلى الوراء. في حين أن المجتمع الطبقي لم يظهر سوى قبل نحو 10 آلاف سنة فقط فإنه يتبين بحسبة بسيطة أن الإنسان قضى أكثر من 99% من تاريخه حتى اليوم في ظل مجتمعات غير طبقية.

ليس المقصود من ذلك القول بأن الطبيعة البشرية “في جوهرها” اشتراكية. فنحن لو قلنا بذلك نكون ببساطة قد قلبنا فكرة “الطبيعة البشرية المعيبة” على رأسها مع الوقوع في نفس الخطأ المنهجي. أما ما تؤكده بالفعل الأدلة الأنثروبولوجية المتوفرة عن تاريخ الإنسان، فهو أن الاشتراكية لا تتعارض بالضرورة مع الطبيعة البشرية.

كانت “المشاعية البدائية” تعبيرًا عن فقر المجتمع بالأساس وعدم وجود فائض اقتصادي يسمح بتبلور المجتمع الطبقي. أما اشتراكية المستقبل فستكون نتاجًا لمجمل منجزات الحضارة الإنسانية، كما ستعبر عن ذروة عظيمة في وعي الإنسان. ستعني الاشتراكية الحديثة الاستفادة من الثروة الهائلة والتقدم العلمي المذهل الذي حققته الرأسمالية بالفعل (والذي تسيطر عليه اليوم طبقة ضيقة وتدفعها أزمتها للتوحش والبربرية) لصالح البشرية ككل، وإطلاق طاقات الإبداع لغالبية البشر الذين يسحقهم المجتمع الطبقي اليوم.



#بوابة_الاشتراكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بوابة الاشتراكي - الاشتراكية والطبيعة البشرية