أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبيرخالد يحيي - (شدو الأفاعي)للدكتور / حسن أحمد محمود/ بصمة توثيقية في تاريخ ثورة يناير















المزيد.....



(شدو الأفاعي)للدكتور / حسن أحمد محمود/ بصمة توثيقية في تاريخ ثورة يناير


عبيرخالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 03:33
المحور: الادب والفن
    


(شدو الأفاعي) للدكتور /حسن أحمد محمود/ بصمة توثيقية في تاريخ ثورة يناير
دراسة ذرائعية تقدّمها الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي

المقدمة:
عندما نتناول عملًا أدبيّا بالنقد الأدبي لابدّ لنا من تجنيسه أولًا, حتى نختار المقاييس النقدية التي سنستخدمها في معايرته, نقول إن العمل رواية أو قصة أو شعر أو سوى ذلك من الأجناس الأدبية المعروفة للجميع, فالعمل الأدبي يُجنّس أولًا ثم يُحدّد نوعه الدقيق, على سبيل المثال تجنيس العمل الذي بين أيدينا هو رواية, ونوعها تاريخي, فهي رواية تاريخية.
ما يحدّد نوع الرواية هو مضمونها أو الغالب على مضمونها, ولا تخرج الروايات عن الأنواع التالية:
- الرواية الاجتماعية
- الرواية التاريخية
- الرواية البوليسية
- الفانتازيا
- الرواية الفلسفية والتأملية
- الرواية العاطفية أو الرومانسية
- الرواية السياسية
- السيرة الذاتية
- ويمكن أن نضيف حديثًا رواية الخيال العلمي والرواية النفسية.
جرى الاتفاق على أن: " الرواية التاريخية عمل فني يتّخذ من التاريخ مادة للسرد, لكن دون النقل الحرفي له, حيث تحمل الرواية تصوّر الكاتب عن المرحلة التاريخية وتوظيفه لهذا التصوّر في التعبير عن المجتمع أو الإنسان في ذلك العصر, أو التعبير عن المجتمع في العصر الذي يعيشه الروائي ولكنه يتّخذ من التاريخ ذريعة وشكلًا مغايرًا للحكي".
يعتبر كل من ألكسندر دوماس الأب و فيكتور هيجو من أبرز الكتّاب الفرنسيين الذين كتبوا العديد من الروايات ذات المواضيع التاريخية في الفترة المضطربة من تاريخ أوروبا, بينما كتب توليستوي رواية ( الحرب والسلام) التي تعتبر من أعظم الروايات التاريخية في العصر الحديث, وكانت تتحدّث عن الحرب الفرنسية الروسية و محاولة نابليون احتلال روسيا. أما الرواية التاريخية العربية فقد ارتبط تطورها بتيارات عدة أهمها تيار مقاومة الاحتلال والتذكير بأمجاد الأمة, بدأ بها جرجي زيدان ومن بعده توفيق الحكيم و نجيب محفوظ و جمال الغيطاني.
لكننا- ومع أحداث ثورات الربيع العربي- بدأنا نشهد روايات عربية ترصد أحداث هذه الثورات بشكل مبكّر, من منطلق توثيقي وتأريخي, ولا يغيب عنه المنحى السياسي, في إطار حبكة اجتماعية واقعية, وهذا ما يجعل هذه الروايات متأرجحة بين الروايات التاريخية السياسية والاجتماعية الواقعية.
الرواية التي بين أيدينا هي من هذا النوع من الروايات, سنأتي على دراستها بعد التعرّف على كاتبها الدكتور حسن أحمد محمود من خلال :
السيرة الذاتية:

الاسم / حسن أحمد محمود
المهنة / طبيب استشاري طب الأطفال
حاصل على درجة بكالوريوس الطب والجراحة 1978مـ
حاصل على ماجستير طب الأطفال 1984مـ

النشاط العلمي:

- عملت بمستشفيات وزارة الصحة المصرية لمدة عشرين عامًا.
- عملت كباحث رئيسي في خمسة بحوث علمية في مجال صحة أطفال المدارس ( الصحة المدرسية) تم نشرها في العديد من المجلات العلمية العربية والأجنبية.
- شاركت في العديد من البحوث العلمية الخاصة بصحة الطفل والأم.
- ترأست قسم بحوث ودراسات الصحة المدرسية بالمملكة العربية السعودية لمدة ثمان سنوات متواصلة.
عضو في العديد من الدوريات العلمية العربية والأجنبية.

النشاط الأدبي:

- بعد عودتي من الخارج منذ عامين اتجهت لممارسة هوايتي القديمة الحديثة وهي كتابة المقالات السياسية والروايات والقصص القصيرة.
- صدر لي ثلاثة أعمال خلال العامين الماضيين، مجموعتين قصصيتين تحت عنوان ( مشاعر آيلة للسقوط) و( ضحك ولعب وجد وحب) ورواية ( شَدوُ الأفاعي)، وهناك رواية تحت المراجعة اللغوية بعنوان ( دماء على ثوب ملائكي).

- مؤسس لبعض الصفحات الثقافية على موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك) مثل(لغتنا العربية يُسر لا عُسر)، ( أصدقائي المبدعون)، ( نغمات وألحان)، (حكايات عمو حسن) وأخيرًا ( منتدى المحكيات الصغرى للآداب والفنون) .


مستويات التحليل الذرائعي


أولًا – المستوى البصري و اللساني الجمالي External and Linguistic Level::
يضمّ هذا المستوى مداخل الجوانب العينية والمنظورة في النص، فالشكل في النص العربي في سباق مستمر مع المضمون من ناحية جمالية وهو أحد سمات اللغة العربية التي تتميّز بها على اللغات الأخرى، قد نجد التفوّق مرّة في الشكل وأخرى في المضمون, وأحيانًا يتوازى الاثنين بالجماليات المنظورة, ويبرز هذا الشأن في المداخل التالية:
1- المدخل البصريExternal Trend :

مطبوع ورقي من الحجم المعروف للرواية يقع في /195/ صفحة, الغلاف لوحة مرسومة على خلفية سوداء, عبارة عن شخص متكوّر على نفسه, يضمّ ساقيه بيديه إلى صدره, ورأسه بينهما في وضعية المأسور في زنزانة, الغريب أنه لا يجلس على الأرض وإنّما على ارتفاع بسيط عنها, محشورًا في تمام الزاوية لجدرانٍ تحمل نقوشَ تقويم وذكريات لمساجين يعدّون أيامهم بانتظار الفرج... على الأرض يرقد ظلّه و آلة عود مرميّة كأداة ترف في غير مكانها- لعلها تذكّر بالحياة والأمل في قبر أسير منسي- ونتوءات كرؤوس المسلّات. اللوحة تأسر ألوان الظلم, الأحمر والأصفر والأسود والعفني الأخضر, بإشارة إلى أجواء الثورة والمعتقلات الكئيبة العفنة...
أعلى اللوحة مكتبوب جنس العمل ( رواية) بالبنط المتوسط, يليه اسم الرواية باللون الصفر وبالبنط الكبير ( شدو الأفاعي), أسفل اللوحة اسم الكاتب د/ حسن محمود.
الخلفية فقرة منتقاة من الرواية, كنت أفضّل انتقاء فقرة أخرى, لأنها صادمة, وهي كابوس راود أحد شخوص الرواية.. إلى جانب صورة المؤلف.
داخل الرواية : ذكر الكاتب نوعها ( من وحي ثورة يناير2011), وأهداها إلى شهداء ميادين الحرية, منهيًا إهداءه بعبارة:

لستم أمام عيني ... لكنكم كل ما أرى
بهذه العبارة حدّد رسالته الأدبية وأطلعنا على أيديولوجيته ...

قسّم العمل على 35 فصل تناوبت عناوينها بين:
• مكان(كنيسة القديسين, مدرج التشريح, عزبة القرود, ساحة الحرية, السلخانة, غرفة الاعتراف, ساحة قندهار, الطريق إلى المجلس العسكري, ثوار في المصحة النفسية)
• وشخصيات ( الجاسوس والثائرة, أصيلة والقصر, كابوس بدران, صابر في غياهب الجب, عودة تامر عز الدين, مينا عطا الله ثائرًا, ثوار خمس نجوم).
• و أحداث (دماء على الأسفلت, من الجاني؟, خليهم يتسلوا, حب من الدرجة الثالثة, ملحمة الثوار والجمل, السقوط الكبير, ضجيج الصمت, جهاد النكاح, يوم تفرّق الثوار, زفاف على حافة القفص, الاتجاه المعاكس, ضرب الحبيب, السقوط في الوحل, وتحقّق الحلم, الزوجة العذراء, الخيار الصعب, شدو الأفاعي, ثورة الشك).

الملاحظ أن الكاتب حرص على انتقاء عناوين الفصول بطريقة فنية, كل واحد منها ينفع عنوانًا لفيلم سينمائي, وهذا من أساليب الجذب والتشويق, و قد تكون الحاجة إليه ماسّة في هذا النوع من الروايات لكسر جفاء سرد الأحداث التاريخي.
تتبع الرواية نظرية الفن للمجتمع...
راعى الكاتب في روايته الصورة العامة للصفحة من ترتيب في العناوين والسطور والجمل والحواشي للصفحة, والفقرات, وأدوات التنقيط , النقطة والفارزة وعلامة التعجب والاستفهام, والهوامش ...

2- المدخل اللساني Linguistic Trend :
يحذف الباب اللساني حسب آلية الاستقطاع لعدم احتواء النص التاريخي العلمي على الجماليات البلاغية والجمالية, لذلك يقتصر الباب اللساني على المبدأ الدلالي فقط لتوزيع تلك الدلالات على المستويات الذرائعية وإسناد هذا المستوى اللساني بالمستوى الرقمي, لذلك ترقّم الدلالات لإسنادها إلى المستوى الرقمي لكون الأسلوب واقعي إخباري تقريري. فقط هناك بعض الصور الجمالية بين استعارات وتشابيه في مستهل بعض الفصول, يمكن ترقيم دلالاتها .
- يسدل الليل ستائره بألوانها المخملية السوداء
- يقبل القمر مختالًا مرتديًا عباءته الفضية
- يزحف الصمت بخطاه الواثقة
- تخترقها العديد من الشقوق التي تتلوى كالثعابين
- هزيم أمطار تعزف لحنًا جنائزيًّا كئيبًا
الألفاظ والتراكيب الفعلية والوصفية امتازت بالقصر والتتابع, أفعال مضارعة متتابعة بالعطف في سرد الأحداث, وجمل اسمية متلاحقة بالوصف:
- طرقة طويلة تتلوى كالأفعى في مبنى مديرية أمن الاسكندرية, تقودك إلى باب غرفة خشبي تعلوه التشققات , لافتة باهتة اختفت معالمها, تقرأها بعد لأي ومعاناة ( وكيل النيابة) .....
- غرفة واسعة رحبة, يغطي جدرانها لون رصاصي غامق, تزدان بصورة ملونة للرئيس, في جانب منها مجموعة كبيرة من لقطات لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخمسين, يغلب عليها التصوير الضوئي بلونيه الأبيض والأسود, غالبيتهم مطلقو اللحي وحليقو الشوارب, تبدو على معظمهم آثار للعنف, ندب لجرح قديم, عين متفجرة, أنف مجدوع, أذن مشقوقة.
- مكتب صغير يكاد يكفي بالكاد لكرسي يتيم, ثلاثة هواتف عتيقة سوداء يعلوها الغبار لا تتوقف عن الرنين, رائحة نتنة بنبعث من صندوق قمامة قابع وراء الباب ....

ظهرت في الرواية التقارير ذات الطابع الطبي الشرعي والأمني الوثائقي:
- يصل ضابط قسم سيدي جابر إلى مكان الحادث, يستدعي سيارة الإسعاف التي تصل متأخرة كعادتها, يرفض الطبيب حمل الجثة طبقًا للقانون, يهدده الضابط لكن الطبيب لا ينصاع لتهديده, يؤكد للضابط أنه ممنوع من حمل الجثث, يضطر الضابط إلى حمل الجثة بسيارة شرطة إلى المستشفى, يهدّد طبيب الاستقبال الذي يكتب تقريرًا بأن الشخص دخل المستشفى وهو حي يرزق, يتم تغسيل الجثة و وضعها في كمية كبيرة من الثلج علّها تخفي معالم التعذيب و يتم دفنه خلال سويعات......

- تسارع وزارة الداخلية بإصدار بيان لامتصاص الغضب الشعبي جاء فيه ..:
( يبين المحضر الذي حرّره ضابط الشرطة الموجود بالقسم وحمل رقم 7539 إداري سيدي جابرأثناء تفقد عريف الشرطة " محمود صالح" و زميله" حنا نسيم" الحالة الأمنية للمنطقة, شاهد شابًا _ مسجل خطر_ أثناء جلوسه في " سيبر أنترنت" ما أن رآهما حتى أسرع بالهرب من مكانه, وأثناء ذلك التهم كيسًا بلاستيكيًا ملفوفًا)
- يستطرد بيان وزارة الداخلية: ( إن وفاة الشاب جاءت بعد تعاطيه اللفافة المخدرة والتي أكدها شهود خمسة ومنهم صديقه الذي كان يرافقه, كما أكّدته أيضًا على نحو قاطع تحقيقات النيابة في الواقعة التي توافقت مع نتيجة التقرير المبدئي للطب الشرعي الذي تضمن أن الوفاة نتيجة إسفكسيا الاختناق نتيجة انسداد القصبة الهوائية باللفافة التي حاول ابتلاعها) .
- يطعن أحد المحامين ضد التقرير الأولي للطب الشرعي حيث جاء بالطعن: ( أن التقرير الأولي للطبيب الشرعي لم يثبت جميع الإصابات ولم يربط بين الإصابات وبين الوفاة, لافتًا إلى أن لفافة البانجو التي قالت وزارة الداخلية أن القتيل بلعها لم يتم تحريرها وإرجاعها لمناظرتها ووضعها كحرز في القضية, لكن الطبيب الشرعي قام بإرسالها مباشرة إلى المعمل الكيماوي دون عرضها على النيابة العامة).
- تتصاعد حملات التنديد, تتسع دائرة المظاهرات لتشمل أغلب المحافظات, تنشط الأحزاب المعارضة, ندوات تندد, مؤتمرات شبابية تطالب بالثأر, اعتصامات وإضرابات, مانشيتات تمتلئ بالعناوين الرنانة و ثورة على صفحات الفيس بوك , الشاب فاضل غنيم يدشن صفحة باسم ( كلنا نفس المصير), يلتحق بها مئات الألوف من ساعاتها الأولى .
طبعًا هذا ما يخص مقتل (خالد سعيد).
- تقارير وزارة الداخلية تعارض التقارير المخابراتية وتنفيها تمامًا بل وتؤكد استتباب الأمن, وعدم وجود ما ينغص أمن وأمان الحكومة أو مؤسسة الرئاسة, واستعداد وزارة الداخلية ومؤسسة القضاء لإتمام الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها في موعدها بل ومعرفة نتائجها حتى قبل إجرائها.
سرد لأحداث سياسية مترافقة مع أحداث الثورة ووقائعها الحقيقية على شكل( مانشيتّات صحفية عريضة):
- أفول نجم زيدان الشاذلي أحد رموز الإقطاعيين الجدد ليسطع نجم طبال الأمس السياسي المعروف أمجد عز الدين.
- مناورات استعدادًا لتوريث الحكم للإبن البكر للرئيس.
- انتحار بوعزيزي حرقًا, مقتل شاب الاسكندرية.
- ثورة شعبية في تونس تصل رياحها إلى أرض الكنانة
- هروب الرئيس التونسي.
- يعلن الرئيس في خطاب درامي, بثّه التلفزيون الرسمي أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة, قائلًا أنه سيعمل خلال الشهور القادمة الباقية من ولايته للسماح بانتقال سلمي للسلطة.
- هتافات تعلو للمطالبة بإسقاط النظام.
- حشود المتظاهرين تتدفق على ساحة الحرية, يصل عددهم أكثر من مليون شخص, تلبية لمظاهرة مليونية للمطالبة برحيل الرئيس.
- جحافل من البلطجية يقتحمون الساحة, يمتطون الجمال والبغال والخيول البعض مسلح بالحجارة والعصي وقنابل الملوتوف, يسقط كثير من الثوار ما بين قتيل وجريح, ( واقعة الجمل).
- أنباء عن دفع القوات المسلحة بقوات كبيرة بكل المدن لحفظ الأمن وحماية الأحياء السكنية.
- حدوث تمرّد في سجن أبي زعبل.
- أنباء عن هروب قيادات الإخوان المسلمين وكثير من المعتقلين الآخرين .
- أنباء عن وقوع عشرات القتلى في اقتحام قوات الأمن لسجن القناطر.
- تدعو وزيرة دولة الشر الأمريكية إلى ما أسمته " تحوّلًا منظمًّا" بمصر لا يؤدي إلى فراغ السلطة.
- وزير الداخلية فرج المنوفي يصدر تعليماته بإعادة انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء مصر باستثناء منطقة ساحة التحرير وذلك بعد الانسحاب المفاجئ والغامض لها في وقت سابق.
- نائب الرئيس يعلن أنه لا الرئيس ولا ابنه سيترشحان لانتخابات الرئاسة.
- يعلن الرئيس الأمريكي عن دعمه لانتقال سلمي للسلطة تلبي تطلعات الشعب المصري.
- السلطات المصرية تمنع قناة الجزيرة من العمل في مصر.
- الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي تدعو الرئيس للدخول في حوار فوري مع المعارضة.
- قائد المنطقة العسكرية المركزية يطالب المتظاهرين بمغادرة ساحة الحرية
- يصطف المتظاهرون أمام الدبابات, يطالبون بالسير على جثثهم قبل مغادرة الميدان.
- يزداد إصرار الثوار على إسقاط النظام.
- نائب الرئيس يطالب بالحوار مع وفد من الثوار
- ينعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية لأول مرة في غياب الرئيس ويعلن البيان رقم واحد.
- خطاب الرئيس قبيل منتصف الليل, يعلن تمسكه بالحكم حتى انتهاء ولايته, وتفويض نائبه اختصاصات رئيس الجمهورية وفقًا للدستور, يدعو المتظاهرين للعودة إلى منازلهم واستئناف أعمالهم.
- آلاف المتظاهرين يتوجهون إلى القصر الجمهوري ومبنى التلفزيون.
- الجيش ينصب الأسلاك الشائكة حول القصر الجمهوري.
- إعلان التحفظ على وزير الداخلية تمهيدًا لمحاكمته عسكريًّا.
- تتواترالأنباء عن قرب بث بيان من الرئاسة, موسيقى عسكرية تنبئ عن حدث جلل, يظهر نائب الرئيس على شاشة التلفاز
- قرر الرئيس التخلي عن منصب رئيس الجمهورية, وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
- لغة الصحافة و المقابلات التلفزيونية المعتمدة على الأسئلة المحفّزة لإستجابة سريعة وحادة و مستفزة, كما حدث في مشهد برنامج (الاتجاه المعاكس) في قناة الجزيرة لمقدّمه ( فيصل القاسم) ....






ثانيًا – المستوى النفسي Psychological Level:

3- المدخل السلوكي: Behaviorism Theory:
هناك فقط بعض التساؤلات الوجدانية الحائرة التي أطلقتها أصيلة بينها وبين نفسها عندما زارت صابر في المصحة النفسية تحمل ابنها:
- هل يمكن أن يصدّق أنني بريئة
- هل أزوره في المستشفى لأكون بجانبه؟ لقد اختلّ عقله بسببي
- كيف أكون أنا الداء والدواء بنفس الوقت؟
- إذا وقفت معه في محنته, فهل يصدّقني ويقف بجانبي في مصيبتي؟
- هل لو عرفت والد الطفل, أأفضح نفسي وأفشي سري؟
- هل أترك صابر لأرتمي في أحضانه؟
- هل أترك له طفلي وفلذة كبدي؟

4- المدخل الاستنباطي :Inference and Empathy Theory :
يحذف هذا المدخل كون الرواية تاريخية سياسية تخلو من الحكم والمواعظ.
5- المدخل العقلاني :Mentalism Theory
يتناص الكاتب مع كل من كتب الرواية التاريخية, وكل من كتب عن ثورة 25 يناير تحديدًا بإرهاصاتها الإنسانية والسياسية والاقتصادية, وهم كثر.

ثالثًا- المستوى الأخلاقي Moral Level

6-البؤرة الاساسية الثابتة للنص(static core):
رؤية الكاتب الفكرية والتحليلية عن أحداث ثورة 25 يناير 2011التي أطاحت بحكم حسني مبارك, مع رصد لإرهاصات هذه الثورة, و رصد أحداثها ووقائعها حتى إسقاط النظام, مع التأكيد على صنّاعها الأصليين, وأن كلّ الشعب بكل تياراته الحزبية والسياسية والدينية, حتى بعض أفراد النظام الحاكم -مثل الدكتور تامر- قد شارك بالثورة, لكنّه يشكّك في أن منهم من ركب موجتها نفاقًا وسرق انتصاراتها, وأن مكتسباتها نالها من انتهكها لا من صنعها.... هذه هي أيديولوجية الكاتب وله كامل الحرية في عرضها علينا سواء وافقناه أم خالفناه, طالما أنه ذكر وقائع مشهودة غير مشكّك بحدوثها لقرب عهدنا بها, منّا من رأى رأي العين ومنّا من تابعها عبر وسائل التواصل والمحطات الفضائية باختلاف اتجاهاتها.

7- الخلفية الأخلاقية للنص أو الثيمة :Theme´-or-Moral Background:

تمتاز كل النصوص و الأعمال الأدبية الرصينة برمتها على موضوع خاص يبنى عليه النص بشكل كامل، كأن يكون سياسي أو اجتماعي أو إنساني.
ملاحقة السلبيات وتثبيت القوائم الأخلاقية في المجتمع, وذلك هو واجب الأدب والأديب الحقيقي الرصين،
يشترط أن يلتزم الأديب بقوائم الأخلاق والمثل الإنسانية العليا،
يشترط أن ينضوي الأديب الرصين تحت خيمة الالتزام الأخلاقي الأدبي، ويخضع لمقومات مذهب التعويض الأدبيDoctrine of Compensation , وهذا المبدأ يفرض على الأديب الالتزام بالقواعد الأخلاقية في المنظومة الأخلاقية العالمية، ولا يتبنى أي أفكار هدامة.
كان الكاتب ملتزمًا بكل ما سبق, حتى عندما عرض لتجاوزات بعض أفرد التيارات الدينية عرض لهم كتصرفات أفراد أخطؤوا وليس كأديان.

رابعًا – المستوى الحركي في التحليل Dynamic Level
ندرس في هذا المستوى :
1- البناء الفني:
بمفاصله التالية:
- العنوان: ( شدو الأفاعي), عنوان أحد الفصول بالرواية اختاره الكاتب ليكون عنوان الرواية, جملة اسمية من مضاف ومضاف إليه, الشدو: صوت المغني المترنّم ( معجم الأصوات), فإذا أضيف إلى الأفاعي كان التي يسمى صوتها من فيها (فحيح), وهو صوت برتم واحد له أثر نفسي مخيف عند من يسمعه, قد يُجمّد الشخص في أرضه, فلا يستطيع الهروب من أمام الأفعى أو الثعبان الذي يطلقه, تشبيه بليغ جدًا استخدمه الكاتب في هذا العنوان, وكناية موفقة جدًا عندما اختاره كعنوان لفصل اجتمع فيه رجال الرواية في مجلس طربوا فيه فأنشدوا وغنّوا وترنّموا بأغاني الوطن, لكنّ أفاعي دواخلهم كانت تتربّص بالأنثى الوحيدة التي استضافتهم في دارها وأمّنتهم على عرضها, و كل منهم شدا بوطنيّته نافثًا مع شدوه فحيح غدره, لم تدرِ هي من فضّ عذريّتها تحديدًا, لكنها تأكدت أن جميعهم رقص وغنّى حول الغنيمة قبل الاقتناص.

- المقدمة والاستهلال:
بدأها الكاتب بزمكانية وصفية جميلة لافتة:
" ليلة من ليالي يونيه الحزينة, وما أكثرها في عمر هذا الوطن, يسدل الليل ستائره بألوانها المخملية السوداء, يقبل القمر مختالًا مرتديًا عباءته الفضية, تأوي الطيور إلى أعشاشها.....
ظلام يخيّم على شوارع وأزقة منطقة سيدي جابر بالإسكندرية, مقهى صغير للأنترنت قابع في أحد الأزقة, رواده مجموعة من الشباب صغار السن ......
- الزمكانية:
نعني بها الزمان والمكان, أي زمن الرواية الذي يجمع بين الحقبة الزمنية العامة التي حدثت فيها الأحداث, والزمن الخاص للرواية مثل الشهر واليوم, الزمن العام للرواية تمتد من شهر يونيه 2010وصولًا لثورة 25 يناير 2011 وأشهر قليلة من بعدها, تقريبًا حتى المطالبة بخلع الرئيس محمد مرسي .
المكان متعدّد: الاسكندرية بمناطق فيها ( سيدي جابر, عزبة القرود, شارع شامبليون, كلية الطب, باكوس, الحي اللاتيني....)
القاهرة ( ساحة الحرية,....)

- التشابك السردي أو الدرامي (الصراع الدرامي):

هو أوسع المفاهيم لمدلولات البناء الفني:
تنظر النظرية البراغماتية للتشابك الدرامي بخريطة منتظمة الأبعاد والحدود, هي عبارة عن مثلثين متطابقين وملتقيين بالرأس, متشكّلان بثلاثة محاور أساسية, الأول هو الارتفاع العمودي على قاعدتي المثلثين ( العنوان و النهاية) مارًّا بالعقدة( التقاء رأسي المثلثين) هذا المحور يسمى (محور التوليد) الذي يحمل كل الأحداث من المقدمة فالزمكانية حتى العقدة, ومنها ينقلب الأداء فيه نحو الانحسار فيسمى عندها المحور الانحساري ينتهي عموديًّا على (النهاية) قاعدة المثلث العلوي.
المحور الثاني( محور التكوين) ينطلق من الزاوية اليسرى لقاعدة النص, ويحمل فوق تياره جميع الشخصيات المساندة للبطل ( الشخصية الرئيسية) التي تمثّلها دراميًّا ( أصيلة) برمزية (الوطن مصر), ومشاركة كل شخصية من تلك الشخصيات المساندة ك( صابر) برمزية (جيل الشباب المثقف الثوري) هو ظهور مشهد جديد أو حادثة جديدة أو قصة جديدة, حتى يتقاطع هذا المحور مع المحور التوليدي في العقدة, ليبدأ بانحسار تلك الأحداث متجهًا إلى أقصى الجهة اليمنى من النهاية .
وينطلق المحور الثالث ( محور المعارض) من الجهة اليمنى لقاعدة النص متجهًا والذي يحمل كل الشخصيات المعارضة نحو الأعلى ليتقاطع مع المحورين السابقين في العقدة, ويكمل بانحسار جميع الشخصيات المعارضة ظاهريًّا وباطنيًّا( طارق, تامر, الشيخ حسان, مينا عطا الله , بهجت, ....)التي شاركت في الصراع الدرامي في المثلث الأول.
وبذلك يُرسَل مثلثان ملتقيان بالرأس في نقطة الوسط (العقدة) ليشكل لدينا صراعًا دراميًّا منتظمًا وحلًّا راقيًا. كما في الشكل التالي :

وهكذا تنظر البراغماتية السردية بشكل علمي نحو التشابك الدرامي في الرواية...
وسوف أقوم بتوضيح ذلك بشكل نقدي تحليلي ذرائعي مع تحليل للشخصيات السلبية المعارضة, والإيجابية المساندة .
استخدم الكاتب في بناء الحدث الطريقة التقليدية ذات التطور السببي, وفيها يتدرج القاص بالحدث من المقدمة إلى العقدة فالنهاية .
أما عن سردية الحدث فقد استخدم الكاتب طريقة السرد المباشر بضمير السارد العليم.
- عناصر التشابك السردي:
1- الموضوع:أحداث ثورة 25 يناير التاريخية, ورصد لكل إرهاصاتها, إلقاء الضوء على أيديولوجية كل الجماعات التي ساهمت في تصعيد وإذكاء شعلة تلك الثورة, كيف تتفق الجماهير على اختلاف طبقاتها وانتماءاتها الحزبية والعقائدية على إسقاط نظام حكم, وتنجح بذلك, ثم كيف تسنّ أنيابها لتنهش الغنيمة بأنانية مفرطة, تتهافت على سرقة الثورة من أصحابها الحقيقيين, فتسقط شعاراتها في الحضيض, وهل لا يستحق الشعب الأصيل وطنه؟ ولماذا لا تحبل الأمة من زوجها الشرعي ( الشعب الكادح) ؟ لأنه عقيم ؟ أم لأنه عاجزعن إتيانها؟ وهناك من قام بالمهمة عوضًا عنه ( وكان أخو منبته وأصله) فحملت الأمة بجنين الخطيئة والاغتصاب؟ ورمت طفلها لصاحب الفراش الشرعي الذي فقد عقله!

2- الحبكة:حبكة بسيطة اعتمد فيها الكاتب على تسلسل أحداث تاريخية معروفة أدارها عن طريق شخصيات اعتبارية, منها شخصيات سياسية معروفة, وأخرى رمزية تمثّل انتماءات حزبية وتيارات دينية وأخرى فكرية وعقائدية وجهات أمنية,تبدأ الرواية باعتقال شاب من داخل مقهى من قبل رجلين من جهة أمنية, يقومان بضربه وسحله حتى الموت ليكون بداية شرارة لأحداث دامية معروفة, شكلت إرهاصات للثورة, ليظهر بعدها ( طارق الديب) أول الشخصيات التي أطلقها الكاتب, ممثلًا عن التيار السلفي, مع شيخه ( الشيخ حسان) مقيمان في عزبة القرود, يتفقان على قيام طارق بعملية تفجير انتحارية في كنيسة القديسين, يُتّهم بالقضية شخص آخر غير طارق يُدعى سيد جلال, يظهر (مينا عطا الله ), الشخصية الثالثة التي أطلقها الكاتب, وتمثّل التيار القبطي ألمسيحي, يدلي بشهادته في بقضية التفجير حيث أنه رأى الجاني رأي العين, ولم يكن بحال من الأحوال ضمن صور المشتبه بهم التي عرضها عليه الضابط, عندما يخرج من مبنى مديرية الأمن يرى شخصًا شديد الشبه بصاحب التفجير يدخل إلى مبنى مديرية الأمن من المدخل الخلفي يتلقى التحية من طاقم الحراسة ما يدلّ على أنه ذو مكانة عندهم. تقوم المظاهرات, يظهر (بهجت)مندوب قناة الجزيرة, الذي يجيد فن المفبركات الصحفية, والذي يطلب منه تغطية الأحداث بدءًا من ملف ( نشطاء كلية الطب) الذي يتصدّره اسمي( أصيلة آدم) و( صابر الشرقاوي) اللذين يمكن اعتبارهما الشخصيتين الأساسيتين بالرواية, اللذين نجدهما في الصفوف الأولى في المظاهرات, ويلتقيان مع كل الشخوص السابقين بالإضافة إلى الدكتور تامر ابن أمين التنظيم بالحزب الحاكم, تجتمع جميع هذه الشخصيات وتغادر معًا الاسكندرية إلى ساحة الحرية في القاهرة حيث يعتصم الثوارلكل من هذه الشخصيات حادثة تحرّش بأصيلة, بالنظرات الشبقة أم بالملامسة ( برمزية مطامع كل التيارات بانتهاك حرمة مصر), لكنها تصدّ الجميع وتختار صابر( رمز الشباب الثائر المخلص لمصر لكنه عاجز عن حماية مكتسبات ثورته) الذي يتعرض للاعتقال ويفقد بصره ويكسر ظهره تحت التعذيب.
الشخصيات هنا تخدم الحدث على غير المعتاد, وهذا ما يميز الروايات التاريخية, حيث الأحداث فيها حقائق بالمجمل وليست متخيّلة, مهمة كاتبها أن يبتكر شخوصه فيها بما يخدم تلك الأحداث.
فقط أضع إشارة استفهام على اختيار الكاتب إلباس الشخصية المحورية ( أصيلة) -وهي التي اختارها رمزًا لمصر- ثياب الفقر, وأسكنها في عشة, وجعلها مطمع الجميع؟ ومصر أصلًا بلد الخير والغنى ؟
3- العقدة : لحظة الاحتفال بانتصار الثورة, وبغياب صابر صانع الثورة, في عشة أصيلة مطمع كلّ شخصيات الفاعلة في الرواية ( الثوار), الذين لم يخفوا شبقهم إليها وطمعهم في مفاتنها, وفي غيبة عن الوعي بتأثير مخدر دُسّ في كأس الشاي خاصتها انتهك عرضها غالبًا بحفلة اعتداء جماعية أم فردية لم يصرّح الكاتب بذلك, لكن الجميع تحت الشبهة, وكلّهم يبتعدون عنها, تحمل أصيلة من هذا الاغتصاب.
" كلهم في نظرها متهمون, مذنبون, أحدهم وضع لي المخدّر وفعل فعلته المشينة, ليس لدي الشجاعة لفضح نفسي أمامهم, كلهم يعلمون أن المولود الذي أحمله شرعي إلا واحد فقط يعرف الحقيقة, يكتم سرّه, ليتني كنت أعرفه, ولو عرفته, أأفضح نفسي وافشي سري؟ هل أترك صابر لأرتمي في أحضانه؟ هل أترك له طفلي وفلدة كبدي؟
4- الانفراج: تجتمع كل الشخصيات ( الثوار ) في المصحة النفسية حيث يرقد صابر الذي أصيب بالاكتئاب الحاد يوم أكله الشك بخيانة أصيلة له, والذي عاش حياته تحت هاجس صوت يهتف في أذنه دومًا: أصيلة مش ليك يا صابر. تدخل أصيلة إلى غرفة صابر يتبعها دكتور تامر ودكتور السوهاجي وطارق وبهجت, لا يلتفت صابر إلى أصيلة التي تقدّم له المولود على أنه ابنهم, تقول له أن الولد شبهه, يرد بابتسامة ويطأطئ رأسه ويعاود النظر إلى السقف! يهرول مينا عطية إلى الغرفة ومعه استمارات ( تمرّد) لجمع التوقيعات لعزل الرئيس المنتخب بعد الثورة, يتذكّر أين رأى طارق الذي كان عميلًا مزدوجًا للأمن وللجماعة السلفية, يغادر طارق الغرفة مسرعًا لأداء صلاة المغرب, كما ينصرف كل من دكتور تامر للحاق بعيادته, وينصرف السوهاجي دون استئذان, ويغادر بهجت مراسل ( الجزيرة) لحضور مؤتمر صحفي للرئيس, ويذهب مينا لمقابلة أشرف الضابط بأمن الدولة. وهكذا تنحسر الأحداث بمغادرة الشخصيات, ويخلو مثلث الانحسار إلا من البطلة أصيلة منزوية بأحد أركان الغرفة ترضع مولودها, بينما "لا يزال صابر جالسًا على حافة سريره في هدوء وسكينة, مطأطئ الرأس, ملتصق الفخذين, فاغرًا فاه, يحدّق في السقف بين الحين والآخر, صوت هادر يخترق أذنيه:
_ أصيلة مش ليك يا صابر ... أصيلة مش ليك".
بما يعادل : مصر مش للشباب المخلص.. مصر مش للشباب العاجز عن حمايتها وحماية حرمتها!
لكن أصيلة بحال من الأحوال لم تتخلَّ عن أمومتها, لم تتخلّص من فلذة كبدها ولو كان ابن سفاح, بل جلست ترضعه, فالوطن لا يرمي أطفاله كلقطاء, الأمومة تغلب... أصيلة بمفهوم ( الأنثى) هي من قامت فعليًّا بالثورة, حملتها على أكتافها, و تورّم بطنها بآثامها...
وكانت هذه رسالة الكاتب و ملخّص أيديولوجيته عن الثورة!

التشابك السردي والصقالة وإعادة البناء الجمالي:

الأسلوب Style:
استخدم الكاتب الأسلوب الواقعي والأسلوب المباشر في سرد الأحداث, ولا ضير في ذلك, إذ أن الرواية تاريخية, والرواية التاريخية تميل إلى التوثيق القائم على الحقائق, الخالي بشكل عام من الأسلوب الأدبي الذي يحتوي العمق السردي والانزياح الرمزي والخيالي, لكننا نلمح بعض الصور الوصفية الجمالية طعّم بها الكاتب بعض فصول روايته, سيّما في استهلال بعض الفصول, أستعرضها كصور جمالية في الوصف والصور...
السرد Narration :
السرد كان بالمعظم بلسان الراوي العليم, الكاتب نفسه.
الحوار Dialogue:
أجاد الكاتب توظيفه بالتخفيف من رتابة السرد والتعريف بالسمات النفسية والمستويات الثقافية والانتماءات الفكرية للشخصيات, فمثلًا الشيخ حسان ندرك أنه ينتمي للجماعة السلفية التكفيرية من خلال منولوج:
ظلّ الشيخ حسان ينصت للخطاب حتى سمع هذه ( خليهم يتسلوا) انتفض من مكانه كأن عقربًا قد لدغه,... يشعل سيجاره, بنفث دخانه, يبتسم, يحدّث نفسه ساخرًا:
_ نتسلوا!! ... يا كافر, يا زنديق, والله لنرمي بك إلى مزبلة التاريخ.
استخدم الحوار باللغة الفصحى تطبيقًا للواقع الحقيقي في الحوار الذي أجراه ( فيصل القاسم ) في برنامجه ( الاتجاه المعاكس) في قناة الجزيرة, وبنفس الحدّة, ويحمل الآراء السياسية لتيارين بارزا بقوة في أحداث ثورة 25يناير, في المقابلة بين صابر ممثلًا عن ائتلاف شباب الثورة وعصام البخاري ممثلًا للتيار الإسلامي( الأخوان المسلمين) يتوجه فيصل القاسم بالسؤال لصابر:
_ ألا ترى معي أن نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية قد أظهرت ميلًا واضحًا للشعب المصري نحو توجهات القوى الإسلامية ؟
يعتدل صابر في جلسته, وبنبرة هادئة رزينة:
_ من الطبيعي أن تكون النتائج معبرة عن أكثر التيارات تنظيمًا, وأكثرهم ضخًا للرشاوي الانتخابية من أموال وزيت وسكر.
ينتفض ( البخاري) , يقف معترضًا , يصرخ:
_ وهل تعيبون علينا أننا منظمون ومخططون جيدون لمسارنا السياسي, نحن لنا رؤيتنا الواضحة التي لخّصها شعارنا ( الإسلام هو الحل), أما بخصوص الرشاوي الانتخابية من زيت وسكر فهذا كذب وافتراء.
...... إلى آخر الحوار.
استخدم الكاتب اللهجة العامية في معظم الحوارات الدائرة بين الشخصيات...
هناك منولوج جميل تنطق به نفس أصيلة عندما تثور الأنثى فيها أمام ذكر عاجز:
"تحتلني امرأة أخرى لم أعهدها, لا أستطيع تلبية احتياجاتها, لقد لبّيت احتياجات الوطن, وشاركت في ثورة يشهد لها التاريخ ........ حررت الوطن لكني الآن لا أستطيع تحرير نفسي, تحرير الأنثى التي بداخلي ...... الأنثى التي بداخلي هي الوطن, وطني الآن يطالب برجل يثور, يحقق رغباته......"

أنواع الشخصيات الفنية التي أدخلها الكاتب في روايته :
قدّم الكاتب شخصياته بالطريقة التحليلية المباشرة, اعتنى برسمها من الخارج, كما شرح دواخلها بأسلوب صريح تكشّفت فيه شخصيته هو, وجّه أفكارها وفق حاجته, لكن بما لا يخرج عن جانب معروف من حقيقتها الواقعية والتاريخية.
1- الشخصية المحورية:( أصيلة )
قامت بوظيفتها البارزة في تجسيد معنى الحدث القصصي, ترك لها الكاتب حرية الحركة والنمو داخل مجال الرواية, يختفي مراقبًا صراعها وانتصارها وسط المحيط السياسي والاجتماعي الذي رمى بها فيه.
أبعادها:
البعد الاجتماعي: شابة في العشرين من العمر, تدرس في كلية الطب جامعة الاسكندرية, تنتمي لعائلة متمرّدة, أبوها آدم ( رمز) من أصل نوبي, حريصون على ضرورة الحفاظ على نقاء السلالة ورفض زواج أي من أبنائهم بفتاة غير نوبية, وأمها ( حواء) فلاحة من قرية الحسينية التابعة لمركز المنصورة, نشأت على مبادئ الثورة و حب عبد الناصر, نزحت عائلتاهما إلى الاسكندرية مع بداية ثورة يوليو, التقيا في إحدى المظاهرات الشعبية خلال حكم السادات , تزوجا رغم العقبات وأنجبا اصيلة.
البعد الجسدي:جمعت أصيلة بين جمال أهل النوبة وطيبتهم, ورشاقة بنات المنصورة ودلالهم, بشرة سمراء مشربة بحمرة خفيفة , جسد ممشوق, جدائل شعر أسود, عينان واسعتان, ثغر صغير بشفتين مخمليتين.
البعد السلوكي: تعاني من شعور بالانتهاك الكرامة ومذلّة وقهر وإهانة منذ أن تهدّم منزلهم فوق رؤوسهم فمات أبوها وبترت ساق أمها في الزلزال الذي ضرب مصر في التسعينيات, ما ضطرها وأمها للمكوث في خيام الإيواء لخمس سنوات كانت فيها نهبًا لعيون المتلصلصين, ما جعل حصولها على غرفة في عزبة القرود ظفرًا كبيرًا, عشة صغيرة أسمتها قصر أصيلة, جرأتها الكبيرة جعلتها عضوًا بارزًا في مجلس الثورة, أحبّت صابر كثيرًا, طيبتها وحسن نواياها جعلتها تسامح كل من حاول التحرش بها من الثوار. صبرت على عجز صابر, أحجمت عن إخباره بواقعة الاغتصاب حتى لا تزيد همّه, لم تشأ إسقاط الجنين, شعور الأمومة والحرمانية منعها من ذلك.
2- الشخصية المساعدة: ( صابر)
دورها مصيري في حياة الشخصية المحورية.
أبعادها:
البعد الاجتماعي: شاب عشريني يدرس الطب في جامعة الاسكندرية, ينتمي إلى عائلة ريفية, تمتد جذورها إلى البطل الشعبي أدهم الشرقاوي, أبوه حسن الشرقاوي كان محفّظًا للقرآن الكريم بأحد كتاتيب قرية زبيدة بمحافظة البحيرةو نزح إلى الاسكندرية, نشأ صابر نشأة محافظة , حفظ بعض أجزاء القرآن في طفولته, عاش فقيرًا, لكن والده أصر على تعليمه, التحق بكلية الطب وبرع فيها, برزت ميوله الأدبية والسياسية, تعرّف على أصيلة في ندوة نقاشية يديرها حول ( دور المرأة المعاصرة في تنوير المجتمع) أعجب بآرائها الثورية , تقدّم لخطبتها, رفضته أمها بسبب صغر سنهما, لكنها وعدته أنها لن تكون لغيره.
البعد السلوكي أو النفسي: كان ثوريًّا, مدافعًا شرسًا عن التجربة الناصرية, أسس أسرة جامعية أسماها ( أسرة أمل) اهتمت بالشؤون السياسية والأدبية والفنية كانت سببًا في صدامه مع الكثير من الطلاب المنتمين للتيار الإسلامي.
عند إقامته ندوة عن تاريخ أدهم الشرقاوي ودوره في مقاومة الاحتلال الانجليزي, اعترض عليه أحد طلاب التيار الإسلامي متهمًا أدهم الشرقاوي بانه لص وقاطع طريق, يسطو على أموال الإنجليز ليصرفها على ملذاته, هاج صابر و تقدّم نحو الطالب وأوسعه ضربًا ولكمًا, أكلته الهواجس منذ الطفولة, كابوس يطارده, أكد شيوخ القرية أنه ملبوس بعفريت من قبيلة بني الأحمر, يأتي له في صورة الشقي بدران الذي سلّم جدّه أدهم الشرقاوي إلى الإنجليز, ثم أكله هاجس ذات العفريت يقول له : أصيلة مش ليك يا صابر .. أصيلة مش ليك. فقد بصره وكسر ظهره في نتيجة التعذيب أثناء الثورة, عانى من الكآبة الحادة إثر ظنّه أن أصيلة خانته أُثناء غيابه, وأن ما في بطنها هو ثمرة الخيانة.
3- الشخصيات المعارضة:
كانت عديدة, وأراها كلّ الثوّار الذين حضروا في فصل ( شدو الأفاعي), إضافة إلى الجهات الأمنية والحزبية الموالية للنظام الحاكم.
- طارق: العميل المزدوج للجماعة السلفية والأمن, وهو الذي رآه مينا عطا الله وقت تفجير الكنيسة, والذي تزوج لوزة التي كان يحبها (نكاح جهاد) بعد أن أفتى الشيخ حسان بطلاقها من حمودة الغائب, ثم تعرّض للطعن على يد حمودة, وأودع في أكبر المشافي للعلاج بدعم من الجهات الأمنية والسلفية.
- مينا عطا الله القبطي الذي استغل إحدى المظاهرات ورمى بنفسه فوق جسد أصيلة بغاية حمايتها, لكن تحرّكت فيه شهوته وحاول معاشرتها, والذي ثار عندما تمّ هدم مبنى عتيق في إحدى قرى أسوان, فيه نفر من المصليّن الأقباط, بمعاول ملتحين من التيار الإسلامي, وادعاء المحافظ أن المبنى كان من غير ترخيص, ما مهّد للتجمهر أمام ماسبيرو وحصول الحادثة الشهيرة. اعترف مينا عطا الله بخطئه أمام أصيلة و أمام الرب بالكنيسة, قاد حملة ( تمرّد) ضد الرئيس المنتخب.
- دكتور تامر: صديق شخصي لإبن الرئيس المخلوع, شارك بساحة الحرية مع الثوار بدافع حبّه لأصيلة التي أغرم بها وحاول الاعتداء عليها في بيته, شرح لها أنه أفضل من صابر, وأنه هو من يليق بها, لكنها رفضته, الغالب أنه كان عين النظام السابق في ساحة الحرية.
- بهجت الدحدوح: فلسطيني من عائلة نازحة من غزة, أكمل تعليمه بقسم الإعلام في كلية الآداب جامعة الاسكندرية, يتلقى راتبًا شهريًّا من الحكومة المصرية, وسيم ببشرة بيضاء وعيون زرقاء, وشعرأشقر أملس, عمل مندوبًا لقناة الجزيرة, يمتاز بالذكاء الحاد, وقدرته الفائقة على فبركة الموضوعات الصحفية والأخبار الكاذبة, لديه ملفات لكل النشطاء المصريين باختلاف انتماءاتهم, وملف أمن دولة كامل عن كل ما يحدث في مصر, توعّد أصيلة وكأنّه يتحدّاها.
- الشيخ حسان والسوهاجي : من التيار الإسلامي التكفيري الذين كفّروا كلّ من ليس منهم, لهم نوازع عدائية وشهوانية, وتصرذفات تناقض تعاليم الإسلام, أحلّوا ( نكاح الجهاد), وقادوا عمليات التفجير, الشيخ حسان يسب ويدخّن, السوهاجي دنيء وسيء الخلق وعربيد.

التجديد في الرواية العلمية التاريخية :
بما أن الأسلوب في الرواية العلمية يجب ان يكون تقريري بحت( إخباري) لأنه يخبر عن حقائق لا يمكن التلاعب فيها, لكن كاتبنا استطاع أن يعيد نظام التشويق الأدبي في النص العلمي, ليس بإدراجه قسرًا في التكوين الإخباري وإنّما نفذّه بشكل إبداعي منفصل كاستهلالات لفصوله, وهذه حالة جديدة تحسب لكاتبنا الواعي.
أولًا: الاستهلالات الأدبية
مثال : استهلال فصل – خليهم يتسلوا-
" سيمفونية بيتهوفينية زاعقة تصمّ الآذان, هزيم أمطار تتساقط منذ سويعات, تعزف لحنًا جنائزيًّا كئيبًا, ..... توقّف مؤشّر الحرارة عند الصفر, كأن الزمن قد تجمّد, كما تجمّدت قلوب اليتامى والثكالى, ولّت العصافير الأدبار ولبثت في أعشاشها".
ثانيًا: استخدم الشخصيات كرموز مع الحفاظ على تكويناتها العلمية الإخبارية:
استخدم الكاتب الرمز بالشخصيات, ف ( أصيلة) هي تشخيص ل( مصر), وقد خلط مرارًا بين اسم( أصيلة) و (بهية) ومعروف أن بهية هو اسم لمصر, كما أنه قدّم (صابر) رمزًا للشباب المصري الكادح الأصيل, لنرصد هذا المشهد الذي قدّمه الكاتب بتأثيرات تمثيلية, وكان موفّقًا فيه حين ربط بين مشاهدة تلفزيونية لمحاكمة الرئيس المخلوع وما ردّدته ( أصيلة) جوابًا على كل سؤال يوجّهه القاضي للرئيس, وكأن القاضي يسألها هي:
يبدأ القاضي في تلاوة قرار الاتهام, تقترب أصيلة من صابر.... تصغي للقاضي باهتمام وهو يوجّه حديثه إلى الرئيس :
_ اسمك وسنّك ووظيفتك؟
تردّد اصيلة وراءه:
_ اسمي أصيلة بنت آدم...
_ عمري عشرين, ويمكن خمسين أو ميّة... عمري سبعة آلاف عام.
_ عنوانك ؟
_ عزبة القرود... حي الزهور... قصر أصيلة.
_ مهنتك؟
_ مهنتي حب مصر
_ مصدر دخلك؟
_ أقتات من أنفاس حبي لصابر....
اللافت أيضًا أنه قدّم الشخصيات التاريخية السياسية والأمنية والاقتصادية بأسماء وهمية, بنفس رتم أسمائها الصريحة( أحمد زهدي بدل محمد مرسي), وهي نقطة أراها غير ضرورية, كنت أتمنى أن تذكر بالاسم الصريح طالما أن الرواية رواية تاريخية تذكر الحقائق والوقائع بكل صراحتها لحقبة معروفة, بغض النظر عن موقف الكاتب منها.
ثالثًا: هناك أيضًا الشعارات والأغاني الوطنية والقصائد التي ذكر الكاتب معظمها إن لم نقل كلها, هي أيضًا توثيق تاريخي وفني وسياسي لتلك الفترة,. يحسب له, نذكر منها:
الأغاني :
مصر يامه يا بهية .. يا ام طرحة وجلابية
صورة صورة صورة كلنا عايزين كده صورة.. صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة .
الشعارات :
قالوا اطمن قلت ازاي وأمن الدولة رايح جاي
مش حانخاف من أبوك يا كمال .. صوتنا العالي يهد جبال
ارحل ارحل يا خسيس ارحل بقى خليك حسيس
صحي الخلق وهزّ الكون..مصر بلدنا مش هتهون
أوعى تمشي جنب الحيط .. اصل سكاتك مش هيفيد
إسلامية إسلامية .. لا مدنية ولا علمانية
شعب مصر قال قراره.. الشريعة هي اختياره
اشهد اشهد يا الله.. شرعك هو اللي اخترناه
يا أوباما يا أوباما .. الميدان كله أسامة
يا مشير يا مشير .. جيش محمد رمز التحرير


خامسًا- المستوى الرقمي أو الإحصائي اللساني Supporting digital level

8- التقييم الرقمي الساند : Supporting digital analysis

وهنا لا نكتفي بالتحليلات الدلالات والمدلولات والمفاهيم والعلامات الحسية, بل نسندها بتحليل رياضي إحصائي رقمي مدروس، و نقوم بتحويل جميع تلك العلامات والدلالات الحسية والمدلولات بجميع محطات الدراسة النقدية إلى أرقام حسب تكرار مدلولاتها، ووضعها بمعيار حسابي دقيق كنقد رقمي ساند، يعرف من خلاله هوية الأديب ودرجة رصانة النص، فهناك علاقة وثيقة بين المستوى اللساني والرقمي، لكون جميع الدلالات والمدلولات اللغوية واللسانية والبلاغية والصور الأدبية موجودة فيه, و ترّقم وتجمع بعملية حسابية ثم تقسّم على عدد مئات المجموع لنستخرج حرفية الأديب ودرجة تمكنه الأدبي بالمئة(%) ....
الدلالات السياسية:245
الدلالات الوثائقية والتاريخية :258
الدلالات الوصفية :110
الدلالات الرمزية: 97
الدلالات النفسية: 86
الدلالات الاجتماعية:90
المجموع : 886
درجة رصانة الأديب 89%

9-الميل رقمي الذرائعي (rubric) :

ولا نكتفي بالأرقام التي عن طريقها منحنا الأديب درجته الأدبية, بل نبحث الآن عن منحه درجة الإبداع الذي بواسطته استطاع أن يكتب بتلك المفردات والدلالات نصًّا متفوقًّا، فنعمل بشكل عكسي، حين يحسب المائة بواحد (100=1) لنعطي الأديب البراعة في استخدام لغة الأدب والتمكّن منها لصناعة ميل براغماتي لقدرته التعبيرية بحساب درجة أرجحية الإبداع لدى الأديب، وهذا الميل يكشف الأمور الأخرى التي قد تفوت على الناقد في تحليلاته لمتون النص، ليتسنى للناقد إسناد تحليله على جدار نقدي علمي بحت قوي، وعليه أن يختبر(test) تحليله بجمع مجموع الدلالات الحسية، والأعمدة الرمزية وتحليلها، ثم حسابها رقميًّا بميل رقمي(rubric)، ليثبت رجاحة الدلالات وموازنتها، مع بعضها البعض وتحديد درجة الميل لكل واحدة منها، بذلك يكون قد أسند آراءه النقدية رقميًّا وحسابيًّا بأحكام رقمية بحتة لا تقبل الشك, وتزرع اليقين لدى كل متلق أو ناقد....وحدات التحليل هنا هي الأرقام فقط....
الميل البراغماتي للدلالات :
السياسية : 2,4 من 3
الوثائقية التاريخية: 2,6 من 3
الدلالات الوصفية :1 من 2
الدلالات الرمزية:0,9 من 1
الدلالات النفسية: 0,8 من 1
الدلالات الواقعية الاجتماعية:0,9 من 1
ما يؤكد إبداع الأديب وحرفيته في استخدام أدوات الروي, في إتيان الجانب التوثيقي التاريخي والسياسي والرمزي و والاجتماعي بالترتيب بميل براغماتي إجمالي 8,9 من 9 ... نتيجة رائعة.

الخاتمة: حاولت على قدر مبلغي من العلم بالآلية الذرائعية أن ألج إلى أعماق هذا العمل الأدبي, فإن قصّرت فمن نفسي, وإن وفّقت فمن الله, تحياتي إلى الأدييب المصري الرصين دكتور حسن محمود, وإلى أستاذي المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي.
#دعبيرخالديحيي



#عبيرخالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبيرخالد يحيي - (شدو الأفاعي)للدكتور / حسن أحمد محمود/ بصمة توثيقية في تاريخ ثورة يناير