أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ساعة لا ينفع النّدم














المزيد.....

ساعة لا ينفع النّدم


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


ليس عيباً أن تقول لنفسك أنّك أخطأت وأنّك نادم على كلّ ما فعلت في حياتك، وتتساءل: لماذا فعلتُ ذلك؟
أتساءل أحياناً لماذا نكرّر أنفسنا، نعيش حالاتنا منتشين بالاعتداد الفارغ بالذّات، وماذا نملك من مقومات ذلك الاعتداد. نعيش الغيبوبة بكلّ معانيها. ننجب الأطفال وننسى أنهم أولادنا ، نرحل إلى الكلمات كي نعوّض الجوع إلى حديث حقيقي نثرثر به في ليل طويل مع من نحبّ، ومن كثرة ما نثرثر على وسائل التواصل . نُصاب بإسهال كلامي، ولا يمكن أن نوقف المرض.
قبل أن أندم ، وفي صلاة تأمليّة بوذية تجسدت لي الكلمة وحشاً قاتلاً أركعني أمام جبروته، تمنّيت أنّني لم أعرف من الكلمات سوى كلمات الحقل المتداولة، وبعض نكهات الخضار والحبوب لأتحدث بها، الحقل هو الوطن الحقيقي. هكذا تصوّرت زمناً.
لماذا تعلّمت الكلمات؟
لماذا أرى؟
ولماذا أردّ على العداء؟
لماذا أقتِلُ، وأُقتَل؟
لست داعية سلم ، ولا حرب. أرغب أن أنسى معظم الكلمات.
أمضيت جلّ أيامي في إعادة الدّروس، لم أفهمها ، ولم أحفظها. لو تفرغت لحفظ أمثال جدتي ربما كنت الآن أشعر بالحياة.
أن تكون صاحب كلمة ، أو جملة تعتقد أنّك تقولها لأنّك حرّ محض هباء، أنت ليس أكثر من عبد في سوق النخاسة مهما نظرت إلى نفسك، فقل لي ماذا تأكل. أقل لك من أنت .
أمّا عنّي: أضعت البوصلة منذ صرختي الأولى، وشاء الوطن أن أكون على مفترق طرق أركض في شتى الاتّجاهات. ركض، ركض، لا أرى في الرّكض حياة. أحب الرّفاه، والألوان، وأن أئمّ حبيبي في صلاة الحبّ على مدار الحياة.
لماذا تطلب منّي أن أكون ناسكة والعالم يضجّ بالمتع والرّفاه؟ لا تذّكرني بالجياع، أرغب في العيش، والجائع لا يعيش الحياة.
أرغب أن أجلس مع حبيبي عندما نشيخ على زاوية القدر. نتحدّث عن اللحظات التي خزّنتها ذاكرتنا، نجلس وحيدين تحت شجرة تمرّ بها ريح الخريف ، تنعش قلوبنا، يقول لي حبيبي: هل شعرت مثلما شعرت؟ الخريف أيضاً مليء بالحياة.
حبيبي كائن خرافيّ لا وجود عليه بين البشر، أستحضره عند الحاجة كي أتنمّر عليه، وعندما يضمّني إليه. أعود إلى طبيعتي التي تقدّم التنازلات.
هل تعرف حبيبي أنّني لست أنت؟
هل تعرف أنّني لا أتمتّع بكأس النّبيذ بل أخشاه.
كلّما قدّمت لك خبزاً ونبيذاً، وحبّاً. تمرّدتَ، وسمحتَ لنفسك أن تصعد إلى مرتبة الإله. بطبعي أتجنّب الآلهة كي لا يصبّوا آياتهم المحذّرة والناصحة على رأسي. أشفق على نفسي منك أيّها الإله!
عفوك يا رب!
خلقتني كي أجرّب الحياة. كنت مشغولة بالصدّ، والرّد، والقيل والقال. لم أجرّب، ولم أذق، لم أسمع، لم أرّ. هل يمكن أن تعطيني فرصة أخرى؟
كلّ أشخاصي لا وجود لهم . أجسدهم كما يطيب لي، ويجتمع حبيبي، والإله في ليلي فيملؤون المرّبعات الفارغة فيه، ولا بد أن يطلع الصّباح، أراني كعصفور يحبّ أن يغرّد في الصّبح ، أنسى أنّني ندمت طالما هنالك يوم آخر يمكن أن أعيشه.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة
- جينات حميريّة
- قمة هلنسكي أصبح اسمها اجتماع هلنسكي
- لا تعوّي حيث لاينفع العواء
- من قصص العولمة المظلمة
- وسائل التّواصل الاجتماعي وتطبيع العداء المجتمعي
- المختلف هنا لايقتل، فأنت في السّويد
- الحديث الأخير عن الوضع السّوري
- يجب أن يحول الأسد وضباطه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية
- ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟
- عن الصّفحة الثّقافية في صحيفة إكسبرسّن السّويدية
- سهرة في الهواء الطّلق
- كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً
- إلا الدّبكة!
- قد نشبه كروم العنب
- عندما يكشف مسؤول أمريكي الأسرار
- مجرد أفكار
- رجل محظوظ
- اسمها غضب-4-
- آلام صحفي إيطالي تحت حراسة الشّرطة


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ساعة لا ينفع النّدم