أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - نداء نداء نداء














المزيد.....

نداء نداء نداء


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظة: هذا ليس مقالا مستقلا، بل هو مقدمة لكتابي القادم بعنوان: "نحو الاتحاد الشرق أوسطي...على غرار الاتحاد الأوروبي".

المقدمة
هذه ليست مقدمة اعتيادية كتلك التي توضع عادة في مقدمات الكتب أيا كان نوعها أو مضمونها. فهذه على أرض الواقع، هي نداء حار موجه لشعوب ودول منطقة الشرق الأوسط القائمة حاليا، وللشعوب الأخرى المتواجدة في المنطقة، لكنها لم تزل تشكل جزءا من بعض دولها، وتتطلع الى الاستقلال عنها بعد مرحلة ما ربما تستغرق ربع قرن أو أكثر... انه نداء للشروع بدون تلكوء أو تأخير في تشكيل الاتحاد الشرق اوسطي.
فما كان يبدو الى حين مجرد حلم لأبناء منطقة الشرق الأوسط، بل وحلم بعيد المنال، بات الآن ضرورة يتوجب تحويلها الى حقيقة وواقع تجنبا لما يحيق بالمنطقة من مخاطر.
فدول هذه المنطقة، القائمة حاليا، تواجه خطر التجزئة والتفتيت تنفيذا لمشروع الولايات المتحدة المسمى بالشرق الأوسط الجديد، المعدل ليكتسب ثوبا جديدا يعتمد على استفتاء الأقليات المقيمة بين ظهراني الدول القائمة حاليا.. فالدول العربية خصوصا، وهي الأكثر عددا بين دول المنطقة، طالما خطط الأميركيون لتجزئتها الى أقاليم، بل الى دويلات صغيرة. وطال هذا المخطط الخبيث حتى المملكة السعودية حسب مخططات جولدبرج ورالف بيترز وغيرهما من مخططي الحزب الجمهوري الأميركي المحافظ.
ولكن المخطط لا يطال الدول العربية فحسب، لأنه سيطال أيضا كلا من تركيا وايران أيضا. واذا كان المخطط سيكتفي بالنسبة لتركيا، باقتطاع المنطقة الكردية في الجنوب الشرقي منها لتشكل دولة كردية مستقلة، فانه بالنسبة لايران، قد يقتطع الكثير من أجزائها، ومنها منطقة البلوش في الشرق، والتركمان في الشمال الغربي، وكردستان ايران في الشمال الشرقي أيضا، اضافة الى خوزستان في الجنوب، وتلك هي المناطق التي شهدت ثورات وحركات تمرد منذ شهر أذار (مارس) 1979، أي بعد انتصار الثورة الاسلامية الخمينية في طهران بأيام قليلة. وقد شهدت بنفسي تلك الثورات، وغطيتها اعلاميا، اذ تواجدت في ايران لدى وقوعها.
ولمواجهة هذا المشروع القاتل والضار بدول وشعوب المنطقة (مشروع التقسيم والتفتيت)، توجب على هذه الشعوب وعلى حكوماتها، أن يعملوا عاجلا معا للاتحاد فيما بينهم، لمواجهة خطر التفتيت الى أقاليم أو دول صغيرة، سواء بالنسة للدول القائمة حاليا، بل أيضا بالنسبة للدول القادمة ولو بعد حين.
فالدول القادمة في المسقبل القريب أو البعيد، لن تكون أوفر حظا من الدول القائمة حاليا. فرغم أن مخطط الشرق الأوسط الجديد سوف يسعى لايصالها لمرحلة الاستقلال عبر استفتاءات تحت اشراف دولي لتقرير مصيرها، فانه سيحرص على ألا تبلغ تلك المرحلة كدولة واحدة بأجزائها المتعددة، بل يريدها هي أيضا مجزأة الى دويلات خدمة لأهدافه الساعية للسيطرة عليها، وادارتها حسب ما تمليه عليها من توجيهات وأوامر تتناسب مع مصلحة الولايات المتحدة.
ومثال ذلك الكيان الكردي الذي يتطلع الى دولة كردية موحدة تضم كل الأقاليم الكردية الموزعة على الأراضي العراقية والسورية والتركية والايرانية. اذ قد يفاجأ هؤلاء في نهاية المطاف، بدولة مجزأة الى أربع دويلات، كل منها في واحدة من الدول التي شكلت في الماضي جزءا من أراضيها.... وذلك لتمكين الأميركيين من الهيمنة على كل منها على حدة، الأمر الذي قد لا يتوفر لها اذا باتت كردستان بأقاليمها الأربعة، دولة كبرى موحدة وغير مجزأة.
والأمر ذاته قد يسري على دولة الأمازيغ وغيرها من الدول الجديدة المتوقعة. فدولة (أو دول الأمازيغ) التي ستظهر أيضا ولو بعد حين، ابناؤها منتشرون في عدة دول افريقية وخصوصا في المغرب والجزائر وتونس وليبيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى. وبالتالي فانهم عندما يقتربون من مرحلة الاستقلال ولو بعد زمن أكثر بعدا مما يتوقع لحصول الأكراد على استقلالهم، قد يجدون أنفسهم مجزأين الى أقاليم أو دويلات صغيرة منتشرة هنا وهناك، وليس في دولة واحدة موحدة كما يتوقون ويتوقعون.
وهذا يعني بصريح العبارة، أن مصلحة جميع الشعوب والدول القائمة حاليا في منطقة الشرق الأوسط، أو تلك التي سوف تتبلور ولو بعد حين نتيجة مخطط الشرق الأوسط الجديد بثوبه الجديد... من مصلحتها العمل السريع والعاجل لتأسيس الاتحاد الشرق أوسطي الذي سيغذيهم بالقوة والمناعة، القادرة على الوقوف في وجه المخططات الأميركية الساعية لنوع جديد من الاستعمار المقنع، مما يساعد أيضا على انبثاق الدول الجديدة القادمة مستقبلا، من رحم الدول الأصلية التي طالما شكلت جزءا منها، بطريقة ودية تفاهمية للحفاظ على علاقة الصداقة والجوار والتعايش السلمي بين بعضهم البعض.
فعلى ضوء هذا وذاك، يمكن استيعاب الأسباب التي تدفعني لأن أصف ما كتبته للتو، بأنه ليس مقدمة كتاب، بل هو نداء...نداء...نداء، لللاستعجال بتشكيل الاتحاد الشرق أوسطي. ففيه وحده بقاء الدول القائمة قوية وموحدة، وقادرة على مواجهة المخططات المحاكة ضدها، والمانعة لتحول دول المنطقة الحالية المشكلة من 24 دولة، الى ثلاثين أو خمس وثلاثين دولة أو أكثر، حسب مقتضيات التقسيمات الجديدة للدول القادمة للمنطقة مستقبلا.
صحيح أن هذا التطلع للاتحاد الشرق أوسطي، قد يبدو للبعض وكأنه حلم مستحيل. لكن السكوت عن السعي لتحقيقه بالسرعة الممكنة، سيقود دول المنطقة وشعوبها، الى الاستيقاظ لاحقا على كابوس مريع يحل محل الحلم الوردي نتيجة تلكؤهم في تحقيقه.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات الطائفية بين السعودية وايران
- العوامل التي تستدعي الاستعجال في التوجه نحو الاتحاد الشرق أو ...
- الاتحاد الشرق أوسطيعلى غرار الاتحاد الأوروبي: هل هو مجرد احت ...
- لماذا تحجب مقالاتي ومتى تحجب عن صفحات فيسبوك
- هل يعرف أحدكم ماهو النشيد الوطني الإسرائيلي الصهيوني ؟؟
- متى يشمر الفلسطينيون عن سواعدهم وينطلقوا نحو ثورة شاملة مسلح ...
- مفاجاآت تليها مفاجاآت في عالم ألف مفاجأة ومفاجأة
- اليهود من الموحدين فلا يجوز قتالهم: هكذا أفتى الشيوخ وبعض ال ...
- الطروحات الأساسية التي أسقطها ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة ل ...
- الارهاب في سيناء، أسبابه ودور اتفاقية كامب ديفيد في تناميه
- حرب الرياض وطهران الباردة، تتحول لحرب ساخنة باكتمال التحقيق ...
- أسرار خفية وراء التطورات الأخيرة في السعودية، يرافقها دور غا ...
- غموض واسرار وراء التطورات الأخيرة في السعودية، ودور سعد الحر ...
- هل تؤدي التطورات المتسارعة في السعودية الى اقتراب المملكة من ...
- الممرات الآمنة لداعش في معارك الفلوجة والرقة والموصل وانعدام ...
- هل يتوجه الأمير محمد بن سلمان نحو العروبة التي يحاول الاسلام ...
- أهم افرازات القضاء على دولة داعش، تكريس ظهور دولة الاكراد
- Aloha ساخنة أو ساخرة للرئيس ترامب، صادرة عن ولاية هاواي المؤ ...
- هل ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية أم للولايات المتحد ...
- هل يشكل استفتاء كردستان العراق على الاستقلال في ايلول القادم ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - نداء نداء نداء