أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء عبوشي - أشواك البراري وتخطي الطفولة الذبيحة














المزيد.....

أشواك البراري وتخطي الطفولة الذبيحة


اسراء عبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


اسراء عبوشي
أشواك البراري وتخطّي الطفولة الذبيحة
صدر كتاب أشواك البراري للأديب المقدسيّ جميل السلحوت مؤخّرا عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، ويقع الكتاب الذي يجمل غلافه الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصرالله في ٢١٤ صفحة من الحجم المتوسّط.
لأول مرة أرى منّ يلصق للطفولة صفة الذّبح بقوله " طفولتي الذَبيحة" كان ذلك عندما شرفني الأديب: جميل السلحوت بالحديث عن سيرته الأدبية في حفل توقيع كتابي، بحضور الأديبة " ديمة السمان"، كان يسرد سيرته الأليمة بأسلوب هزلي مدهش، أثار إعجاب الحضور ، يدلّ على أنه تخطى تلك المرحلة وخرج منها منتصرا.
ذبح طفولته في معركة الحياة ليعيش وعي المرحلة، ويسرد جهل وتخلف ومرارة ذلك الزّمن، يعيش وما الموت -كما ذكر- إلا نجاة من واقع أشد مرارة من الموت.
في ( أشواك البراري) أثبت الأديب جميل السلحوت لمن يعرفه، ومن لا يعرفه قدرته على تخطي الجراح ومدى قوّته، فكل منّ عاش حياة أليمة يعزف عن الكلام عنها، حيث أن الألم أحيانا أصعب من أن يقال، وتذكّر ما تجاوزه المرء يعيد بعثه في النّفس من جديد، فهل شفي كاتبنا من جرحه، حين يتكلم عنه بروح طلقة تركض في البراري ، رغم الأشواك ؟
أم أن الكاتب ملك للنّاس، لم يكن كالماس ثمينا إلا بعد أن صهرته الحياة، وشكّلته جوهرة يتناولها القاريء فتبرق في عينيه.
أم من ناحية إنسانيّة ومهنيّة، يجب أن يوثّق ككاتب مرحلة مضت من حياة الشّعب الفلسطينيّ، سياسيّا، اجتماعيّا، اقتصاديّا وتراثيّا.
بأسلوب مشوّق تحفّه البساطة سرد الأحداث، وتنقّل من حدث لآخر بترابط وسلاسة، انتقى الكلمات البسيطة وأدرجها في عمق المعنى، فكان لكلمة " إمبو" ولأنين العمّ خضر وقع الصّاعقة على القاريء، ولك أن تتخيّل ويضيق صدرك يضيق وأنت تتخيّل طفلين يجريان في البراري بلا هدى، في رحلة البحث عن حضن الأمّ التي اعتادا على النّوم في دفئه كلّ خميس، وهي العطلة الأسبوعية للمدارس، طفل لم يكمل السّنة الثّانية من عمره يرافق شقيقه ابراهيم ابن الثلاث أعوام، لوحدهما بعد أن رحل والداهما الى منطقة الكرك في ترحالهما المعتاد بحثا عم الماء والكلأ، وحين كان في الصّفّ الأوّل وشقيقه إبراهيم في الصّفّ الثّاني، ينتهي الدّوام عصر يوم الخميس ويذهبان راكضين إلى البرّيّة ليناما ليلتهما في حضن الأمّ، وعندما يعلمان برحيلها، يواصلان سيرهما راكضين عبر "واد الدّكاكين" حيث الكهوف الكثيرة، الى أن وصلا " الزرانيق" وهي منطقة شديدة الوعورة تكثر فيها الضّباع والذّئاب، هبطا الجبال المرتفعة حتى أشرفا على "البقيعة"، إلى أن وصلا ليلا إلى خيمة رجل أشفق عليهما وأخذهما على ظهر حماره إلى أهلهما، لقضاء يوم في حضن الأمّ، والعودة إلى المدرسة في اليوم التالي، تلك القصّة التي يجب أن تُدرّس في المدارس لما تحتويه من مضامين وقيم وأخلاق وحرص على الدّوام والتّعليم.
نعم تجاوز الشّيخ الكاتب تلك الحياة محاربا العادات والتقاليد رافضا لها، منطلقا بفكر نيّر يثري الحياة ، هناك جوانب كثيرة في " أشواك البراري" ويجب أن تُثار من خلال مضامينه الكثير من الدّراسات، ولكنها تبقى الطّفولة فقط من سيرة جميل السلحوت، فما بالكم بالشّباب حيث بداية انطلاقة الطّموح وتحقيق الأهداف؟



#اسراء_عبوشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والإنسان في سردية اليافعين - اللفتاوية-
- عذارى في وجه العاصفة رواية نسويّة بامتياز
- قراءة في كتاب- في بلاد العم سام للكاتب - جميل السلحوت-
- يا قدس


المزيد.....




- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء عبوشي - أشواك البراري وتخطي الطفولة الذبيحة