أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - الأعلاف المغشوشة .. قصة قصيرة ذات بُعد علمي














المزيد.....

الأعلاف المغشوشة .. قصة قصيرة ذات بُعد علمي


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


غش العلف
بقلم
محمود سلامه الهايشه Mahmoud Salama El-Haysha – كاتب وباحث مصري
[email protected]

تخرج زكريا في كلية الزراعة، بعد أن تخصَّص في مجال الأعلاف الحيوانية، فتقدم بأوراقه إلى إحدى مصانع تصنيع الأعلاف للعمل، قُبلت أوراقه، استلم دوامه: أسبوعًا صباحيًّا، وآخر مسائيًّا؛ حتى يلم بكافة خلاطات وخطوط إنتاج المصنع، ولتفوقه في التحاليل الكيميائية الحيوية تم نقله إلى معمل المصنع.
وفي يوم من الأيام دخل مخزن فرعي غير أساسي بالمصنع، فوجد كميات هائلة من الأجولة المعدَّة للبيع، فسأل أحد العاملين به:
• هل تم أخذ عينة من هذه الكميات للتحليل؟
فنظر له العامل نظرة المغشي عليه، ثم أشار بيده "لا، لا":
• يا باش مهندس، اذهب من هنا حالاً؛ فهذا المخزن لا يتبع شغلك، ولا تقطع عيشك بيدك.
فظل زكريا يُحملق في هذه الأجولة، وقال في نفسه: "هيَّا اذهب الآن، وإن غدًا لناظره لقريب".
مرَّت عدة أسابيع على تلك الواقعة، وهو يراقب المخزن المشبوه، إلى أن تأكد أن هناك تشغيلات علفية خاصة، لا يتم تحليها أو التأكد من مطابقتها للمواصفات.
فدخل المخزن في غفلة من حراسه، أخذ عدة عينات عشوائية من أكثر من مكان، وطار بها إلى معمله، وبدأ رحلة استكشافه عما بها، فبتقدير نسبة الرماد، ونسبة كلوريد الصوديوم، ونسبة كربونات الكالسيوم - اكتشف إضافة مواد معدنية معدومة القيمة الغذائية: كالتراب والرمل، أو رخيصة الثمن كملح الطعام، ومسحوق الحجر الجيري.
وضع عينة في طبق تحت الميكروسكوب، فوجد ارتفاع نسبة الألياف، فقام بتقديرها كيميائيًّا فتأكد ارتفاع نسبتها، فكتب:
• يقومون بإضافة مواد خشنة فقيرة في قيمتها الغذائية؛ كالسرسة، أو القشور المطحونة.
فرن تليفونه المحمول، فوجده صديقه الذي يعمل في مصنع آخر بنفس المنطقة الصناعية، فتذكر أنه كان بينهم ميعاد، وهو قد نسِيه وتأخر عليه، فرد عليه واعتذر منه؛ لانشغاله بتحليل بعض عينات خامات العلف الواردة للمصنع، والتي يجب التأكد من مطابقتها للمواصفات قبل استلام الكميات المتعاقد عليها كاملة، فسأله صديقه:
• هل فيها عينات مركزات فيتامينات ومركزات عناصر معدنية نادرة؟
• بلى.
• تأكد من عدم زيادة نسبة المادة الحاملة فيها، مما ينجم عنه خفض نسبها عن الحد الأدنى.
• وماذا أفعل؟
• قم بتقدير نسب الفيتامينات أو العناصر المعدنية النادرة في المخلوط.
فشكره بشدة، وكرر اعتذاره، وانتهت المكالمة، فأسرع بالتحليل فاكتشف الغش كذلك في المركزات، فشعر بهبوط في ضغطه، فقام بعمل "فنجان من القهوة المحوَّجة"؛ حتى يضبطه، أعاد قراءة تقريره؛ فقال:
• لم يعد هناك شيء في هذا العلف لم يغش سوى نسبة البروتين الخام.
فهمَّ بتحليل نسبة البروتين الخام، فوجدها مرتفعة، توقف وذهب لصلاة الفجر، وهو راجع مرة أخرى لمعمله، هداه الله إلى أن يقوم بتحليل نسبة المواد الأزوتية غير البروتينية؛ للتأكد من أن نسبة البروتين المرتفعة حقيقية، فطالما هذا العلف مغشوش، "فما الذي يمنع من إضافة مصادر رخيصة أزوتية بديلاً عن المصادر الطبيعية النباتية للبروتين، ولما لا؟ فقد تعلمنا أنه يمكن أن يحل كيلوجرام يوريا محل 12 كجم كسب قطن غير مقشور به 24 % بروتين خام"، بالفعل بتقدير اليوريا في مخلوط العلف اكتشف الغش.
فقرر زكريا ترك المصنع نهائيًّا، بعد أن تقدم للنيابة ببلاغ اتَّهم فيه إدارة المصنع بالغش الصناعي والتجاري!



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ستؤثر الحرب التجارية المتوقعة بين ترمب وبقية العالم على ...
- من سير العظماء السابقين نستعير أساليب القيادة والقدوة!!
- كشكول العلوم! .. قصة قصيرة
- ملحوظة علمية : علم نفس البكتيريا
- هل لابد من موت الأبوين لانتهاء عنوسة البنات؟!
- أرقام لها معنى عن الجامعات السعودية التي تستقطب معظم جنسيات ...
- فيتامين -لا- لحل إشكالية انهيار منظومة القيم الأخلاقية بالمج ...
- كيف يمكن أن تُحدث تكنولوجيا البلوكشين ثورة فى الزراعة في منط ...
- آبار الخير بين الواقع والمجهول!! .. مقال تعقيبا على مقال
- فضفضة ثقافية (417)
- آكلي البطاطا بين الواقعية والخيال الفني
- س & ج: هل تصنيع العليقة الجافة يدويا افضل ام جلبها من المصان ...
- الكتابة الجيدة ما بين الكلمات الرئيسية وجودة الكتابة نفسها ! ...
- أدب السير الذاتية Biographies
- الكتابة والقراءة وجهان لعملة واحدة!!
- رحل عن عالماً خامة نادرة في المشهد الثقافي العربي وصاحب الفض ...
- نقل دم! .. قصة قصيرة
- الكتابة وصناعة الكتاب بالسعودية!!
- انفراجة كاتب!! .. قصة قصيرة
- كيمياء البصمات!!


المزيد.....




- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - الأعلاف المغشوشة .. قصة قصيرة ذات بُعد علمي