محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 17:27
المحور:
الادب والفن
نقل دم!
بقلم / محمود سلامه الهايشه
Mahmoud Salama El-Haysha (M.S. El-Haysha)
كاتب وباحث مصري
[email protected]
خرجتُ من البيت مبكِّرًا، توجَّهت لمحطَّة الحافلات، ركِبْتُ الحافلة الصَّغيرة المتَّجهة لعملي، الرُّكَّاب يأتون على مهل، بقِي مقعد فارغ، السَّائق لا يُريد التحرُّك إلاَّ بعد استِكْمال كل المقاعد، فاقْترح أحدُهم أن نتحمَّل أُجرة هذا المقعد وننطلِق؛ حتَّى لا نتأخَّر عن أعمالنا.
في منتصف الطَّريق بدأْنا نجمع الأجرة، بِمجرَّد أن أمسك السَّائق بالنُّقود المجمَّعة، قام بعدها:
ما هذا؟! محتاج نقل دم.
فاندهشتُ، انفزعت، عيْني تبحثُ في وجوه الرُّكَّاب، أنظُر في جَميع الاتّجاهات، أتلفَّت حولي، فما أجد شيئًا، مَن هذا؟! مَنِ المريض؟!
فنظر السَّائق بعيْنِه في المرآة الَّتي أمامه، ينظر؛ ليعرف مَن السَّائل، فنظرتُ بشدَّة، وقعت عيْني بعينِه، فابتسم: أنا بمجرَّد أن أصِل سوف أذهبُ به إلى المستشْفى.
مِنَ الركاب، أم أنت؟
رفع يده ممسكًا بجُنيْه ورَقي، فنظرتُ إليه، وجدتُه قديمًا، ملصوقًا بلاصق النُّقود، استدارتْ رقبتُه: يا أستاذ، هذا هو المحتاج لنقْل الدَّم!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟