أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - متوكل دقاش - فينومينولوجيا الأخلاق(3)















المزيد.....

فينومينولوجيا الأخلاق(3)


متوكل دقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 16:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


.حاجة الأخلاق.....و لما هي غاية الغايات
مر المجتمع البشري في ليله الطويل الذي عاشه و لا يزال بمنعطفات و منعرجات كادت تعصف به كما قلنا في لجج العدم جراء انحرافات الإنسان و زيغ النفس البشرية و التباس الفعل العقلاني باللاعقلاني في ظل إختلال النظام الحامل للمعاني الأخلاقية و الجمالية و الفنية له.
فالبرغم من الرومانسية التخييلية المفرطة بصناعة عالم سعيد تحفه زهيرات الود و تفوه منه شذى السلام النفسي و المجتمعاتي و الرفاه العام كنتيجة بدت أنها حتمية بسيادة العلموية و العقلانية.
إلا أنه و بمقدمات موضوعية جدا و كنتيجة متوقعة فإن تبني بعض المجتمعات لنظريات التفوق و سرديات التطور التي تحتشد بمبادئ مثل مركزية القدر فى عملية تبني مبدأ إرادة القوة و مشروعية البقاء للاصلح أو الأقوى كشرط ضروري لخلق عالم يتسم بالتحضر _ سيدخل العالم كما حدث سابقا إلى خط يرتسم بتلاوين دوامات اللاإستقرار و متاهات التخبط و التردي في آبار التخلف و الرجوع إلى عهود ما قبل الأنظمة.
في ظل إعادة التاريخ لنفس العهود التي بدأ معها عمل الكل بنسق متسارع على تغليب و تشجيع منطق القوة بدلا عن تغليب و تشجيع قوة المنطق.سيما أن الأزمان قد برهنت بتعاقب وقائعها على لا اتساقية الحركة المستقيمة لتطور عقلانية المجتمعات و عقلنة حراكاتها بما يمتنع معها قابلية انحراف العقل المديني عن جادة الصواب الا أن ذلك لم يحدث بل إن ما حدث كان العكس تماما بالرغم من كمية الاستحداثات و كثرة المنجزات و احتشاد الاختراعات و التي كان من المنتظر أن تجعل من الحياة بالنسبة للبشرية أسهل و أمتع.
تلك الأزمنة التي برهنت على أن معايير التمدن و الانفتاح على الآخر المختلف مسألة لا تتساوى مع منتجات الحضارة سيما إذا ما نظرنا إلى المظاهر الحضرية للثقافات الغربية عشية الحربين العالميتيين.
و بالنسبة لنا فقد اثبتت تلك التجارب أن ادعاء التمدن و الانفتاح لا تجعلك بالضرورة كذلك دون أن تتمظهر هذه الادعاءات في سلوكاتك و تتحكم في ديناميكيتك الاجتماعية و الإقتصادية و الثقافية و النفسية.
سيما مع ظهور السلوكات المنحرفة و الشاذة لإنسان الغرب بالذات الذي بالرغم من ادعاءه الانفتاح و التمدن اللذان ينزعان نحو بناء الأوعية و الأشاعير التي تتولد عنها مبادئ قبول الآخر المختلف بذاته و عدم اعتباره موضوعا خارجا عن الذات الفاعلة_إلا أننا شهدنا كيف أنه، و بتغييبه لسرديات تحمل هذه المعاني كأداة اشتغال خلقية لضبط الحراك السياسي و الاجتماعي و الإقتصادي قد سقط في بئر وعي البقاء للاصلح و بالتالي ظهرت سلوكات منحرفة تمثلت في استغلال الأفراد لبعضهم البعض داخل حيز زمكانية الثورة الصناعية و ما بعد ظهور المانوفكتورات ليأخذ الأمر بعد ذلك منحنا تصاعديا خطيرا انتهى أخيرا بتبني مبدأ التفوق العرقي و مبدأ تغليب الثقافات و ذلك بإدخال مبدأ البقاء للاصلح حيز الفعل و التنفيذ الجماعي الكلياني ما أسفر عنه بروز السلوك و النهج الاستعماري الذي تأسس على نظرة غيرية منحطة حطت من قدر اي إنسان آخر خارج إطار البترومنيالية البيضاء أو المدينية الأورو_مسيحية.التي حشدت مسوغات السيطرة و غطتها بدوافع النبل المتمثلة في السعي إلى تمدين الآخر و إخراجه من ظلماته إلى النور بوعي أستاذية حضارية متغطرسة..
غير أن الأمر العجيب هو أن البربرية المراد محاربتها كما صُور للبعض و كذلك الظلامية التي يراد معالجتها جوبهت بأدوات أقل ما يقال عنها أنها أكثر بربرية و وحشية.
و بالتالي ظهرت أيديولوجيات الفعل الهيمني اللاأخلاقي كنتيجة للإيمان بتراتبية الافراد و الأجناس و من ثم الحضارات و الثقافات و بالتالي ظهرت المركزية الأورو_مسيحية لتشرعن إستغلالية إنسان المتروبول الأوروبي لإنسان باقي المناطق الذي اعتبر وقتذاك موضوعا و ليس ذاتا تنضح بالحياة و تستحق التقدير الا بقدر ما تعطيها لها الذات الأورو_مسيحية.
و هذا ما يعد في تقديرنا حراكا شاذا و بالتالي فإننا نقول أن شذوذية الحراك _ أي حراك سياسيا أم اجتماعيا أو اقتصاديا أو نفسيا يعد بالنسبة إلى خطابنا الأخلاقي فعلا لا أخلاقيا بامتياز _ ذلك لأن خطاب الأخلاق كما نتصوره نحن يتأسس على اللاإستغلالية و اللاعنف و الإيثار و الإنسانية المجردة.
ما يعني أن شكلية العلاقة التبادلية بين الأفراد و المجتمعات كما سبق و أن رأينا هي التي تحكم و تتحكم في عملية معيرتنا و تصنيفنا لماهية الفعل الأخلاقي و غير الأخلاقي.
و إذا ما عدنا إلى قضية حاجة الأخلاق بتحديدنا لغائيتها فإننا نجد أنها تبدو كغاية الغايات بالنسبة للمجتمع البشري بوصفها ضامنا للإستقرار و ديمومة التعايش و السلام المجتمعاتي بشرط أن ينهض على أسس سليمة و معايير إنسانية يتم بموجبها اعتبار الإنسان بما هو إنسان الأمر الذي يشترط أيضا أن يقوم على مرتكزات قيم و معاني موضوعية تثبت أركان و ترسخ دعائم هذه الأوعية و تنهض بتلك الأشاعير.
بذا سنجد أيضا كذلك أن غائية الأخلاق بوصفها غاية الغايات تتمظهر في سلوكاتنا التي تجنح بنا نحو تفادي حياة الغاب و منطقها المشوب بتغليب منطق القوة ما يعني شرعية أن يأكل فيها القوي الضعيف.
و غابية الحياة بوصفها عنصر القلق و التوتر الإنساني يجعلنا ننشد استدعاء المعاني التي تملك القدرة على بناء الأوعية بما يتولد عنها وعي الحياة المدينية كحدث لحظة يجب الحفاظ عليه و العمل على استمراريته.
هذه المعاني التي يتصدرها المعنى الحقيقي لعنصر دينمائي في خطاب الأخلاق و هو (طريق الوسط) كما في العقيدة البوذية و هو عبارة عن تهذيب ذاتي لتحقيق الكمال الذي هدفه اجتياز الألم.
و يجب أن يتقوّم ميكانيزم تحقيق النيرفانا ، كما نعتقد نحن و كما هو الحال في عقيدة بوذة عن طريق الوسط الذي يمنع الأفراد من إلحاق الأذى و كذلك العنف و القتل و يقوم كفعل أخلاقي على عاملي (الجهد الصحيح) و (الإنتباه الصحيح) ما يعني التركيز على إيجابيات الفعل و العمل على القيام بها بتجريدية تنزع إلى الكمال _ و ذلك بالتركيز و النزوع إلى القيام بسلوكات إيجابية مثل الرأفة و المحبة و غيرها من الأمور التي يتخلق عنها سلام المجتمع و توازن الحياة الاجتماعية والنفسية و السياسية و الاقتصادية.
يقودنا ذلك إلى حقيقة مفادها أن اجتماعية الإنسان التي لا مندوحة منها تتطلب منه إيجاد عوامل تحفظ هذا الاجتماع و التجمع البشري المحيط به و تنزع به نحو الإستقرار بوصفه شرط سيرورة الوجود المجتمعي.
و هذه الوسطية التي ننشدها هنا لابد و أنها محكومة بتفعيلات ضرورية لكيما تتحقق _ أنها الطرق النبيلة ذات الأقسام الثمانية (1)استقامة الرؤية(2) استقامة الكلمة(3)استقامة النية (4)استقامة الفعل(5)استقامة الجهد(6)استقامة العيش(7) استقامة الحضور الذهني(8)استقامة التركيز العقلي.
الإستقامات التي تعمل بوصفها هنا شرط استقامة الوجود و تتبدى كمرتكزات أخلاقية ينبغي أن نبني عليها في معرض هندستنا لبناء سيكولوجية الأفراد و المجتمعات.
لتتصير كقوة في أعمق أعماق نفس الفرد لتمنعه من فعل الشر إذا أغري به و تحاول أن تمنعه من فعله فإذا هو أصر على عمله أحس بإنقباض نفسه أثناء العمل لعصيانه هاته القوة حتى إذا أتم هذا العمل فإن تلك القوة ما تفتئ و أن توبخه على الإتيان به و بذا يندم على ما فعل كالسارق الذي يجد نفسه أمام فرصة مواتية للقيام بعملية سرقة و هو بلا شك فعل لا أخلاقي فإذا لم يسمع لصوت الضمير أو القوة الباطنية للأخلاق و عليه أتم عملية السرقة فإنه سيحس وقتا ما بهذه القوة تثبطه فإذا أستمر في عمله انبته فندم و عزم الا يعود.
قوة الضمير التي تنبع عنها أخلاق الواجب و هي تسبق العمل و تقارنه و تلحقه فتسبقه بالإرشاد إلى عمل الواجب.
و الحس على فعل الواجب هنا يتمظهر كفسيفساء مقالية مشجعة و محفزة و ذلك بالتحفيز و التشجيع على فعل الخير و التثبيط عن الشر.
فعل الخير و التثبيط عن فعل الشر كنتيجة سببها اعتبار الأخلاق كغاية الغايات و البرهنة على حاجتنا لها كمجتمعات عطفا على أهميتها المتمثلة في عملها كراتق للنسيج الاجتماعي و محور للتماسك و التعاضد الإنساني.
الأخلاق التي بإنتظامنا لها كسردية حاملة للمعاني يمكننا كمجتمعات بشرية تفادي الشرور و تجنب لوثة العقل التي سيسفر عنها الوقوع في عقائد القتال و إيديولوجيات الاصطراع و أوعية السيطرة و الاستغلال.
و بالتالي فإن حاجتنا لسردية الأخلاق تكمن في أنها ستجعلنا ندرك أنها بتمفصلها في نظم الاجتماع البشرية سيمتنع معها تمظهرات اللاعدالة و الضيم و الأذى و ارتكاب الشرور بكل أشكالها و تتقلص معها مساحات العنف في خطابات الإنسان.
لا ضير إذن فالخطابات الكبرى التي تمور بها صحائف واقعنا المعيش تعكس لنا ترديا أخلاقيا كبيرا و ذلك بتبني الأفراد و المجتمعات لمبادئ الاستئثار بدلا عن الإيثار و الضيم بدلا عن العدالة و الاستغلال بدلا عن الإيفاء بالحقوق ما يجعلنا في حاجة إلى خطاب كبير يحمل في جوهره قدرة خلق الاتزان الحركي لانتفاعية الإنسان.
أي أن جوهر الأخلاق كخطاب إنساني جامع لابد أن يتمثل في قدرتها على توليد الاتزان المجتمعي بوصفها وازنة أو ضابطة الحراك النفعي للإنسان الفرد فتمنعه متى ما انتظمها عن أفعال الشر التي ينتج عنها لا إتزانية المجتمع و الفرد المتأتي كنتيجة للخلل الانتفاعي.
فهب أن أحد الأفراد يريد أن يبني مجده من خلال الغنى و اكتناز المال و هي إرادة أخلاقية تماما و حق مشروع إذا ما عمل بجهده لتحقيق هذه الإرادة_غير أن جمع هذا الفرد للاموال عن طريق القيام بالسرقة أو الاحتيال و بناء مجده من خلال استغلال الاخرين يبطل مشروعية هذه الإرادة و من ثم يصنفها كفعل لاأخلاقي ينبغي أن لا يسمح به قط.
كذلك يتمظهر الاختلال الانتفاعي مثلا في استئثار أفراد من المجتمع بحاجات الضرورة و محاولة منعها عن الآخرين أو السيطرة عليها و من ثم إعطائها لهم بشروط مسبقة تحد من تناظريتهم و العاطي بالرغم من أن العاطي لا يعتبر صانع هذه الحاجة أو موجدها و هو بذلك شأنه شأن المعطى إليه.
فالماء مثلا أو عطايا الإيكولوجية من نبات و ثمار و مياه و أنهار و بحار و ما عليها من ثروات ينبغي أن لا يسيطر عليها أحد أو جماعة إلا بغرض التوزيع العادل و تنظيم عملية الانتفاع بما يجعل الأفراد قادرين على التمتع بها بإستمرار.
و يتمثل الخلل الانتفاعي في التأثير السلبي الناتج عن حركة انتفاع أحد الأفراد من ايكولوجية المنفعة العامة.
فلا يمكنني كفرد منتفع أن اشرب من ماء موجود في إحدى الآبار ثم أقوم بأخذ ما يسد حاجتي من الماء لمدة مائة عام و من ثم أقوم بتسميم أو إتلاف البئر.
هذا بلا شك حراك انتفاعي مختل سيساهم عمليا في اختلال المجتمع الذي سيصبح البقاء فيه للأقوى بمعناه الميكانيكي الذي يتولد عنه وعي الإصطراع.
إضافة إلى عملية السيطرة الفردية ثم القيام بالإعطاء المشروط كمثال أن اسيطر على البئر و من ثم اساوم الآخرين على أشياء يمتلكونها بجهودهم أو حاجات يمتلكونها بسليقتهم كالحرية و غيرها من حاجات التي تحفظ تناظرية البشر و مساواتهم.
كذلك أيضا العمل على توفير الرفاه و إيجاد السعادة من خلال ميكانيزم الانتفاع الهيمني كمثال هيمنة الدول الغربية على ايكولوجية المنفعة خارج المتربولات الأوروبية و إيجادهم الرفاه و خلقهم لسعادتهم من خلالها مع عرقلة قدرة الغير على الانتفاع بذات القدر من ايكولوجية المنفعة المحيطة به و الإخلال بديناميكيته الساعية نحو ذات الهدف في نفي صريح للتناظرية و المساواة بين إنسان المتروبول الأوروبي و الآخر الذي ينظر إليه كغيري و مغاير.
هذه الحراكات الانتفاعية المختلة التي تصاغ لها خطابات تعمل بوصفها إيديولوجيات تبريرها و تسويغها لهي حراكات نصنفها نحن بسرديتنا(أخلاق المعنى العام) كحراكات تشكل الخطابات اللاأخلاقية ما يحتم علينا العمل إلى هندسة سيكولوجية الأفراد و المجتمعات بما يضبط حراكاتهم الانتفاعية كضرورة لخلق الاتزان لكيلا يصطدمون أثناء حراكاتهم ببعضهم البعض.
و بذا فخطاب حاجة الأخلاق بوصفها غاية الغايات ينبع عن احتشاد خطابات الاستغلال و انتشار معاني السيطرة و الهيمنة في كل المجالات الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و السياسية.
خطابات الاستغلال و الهيمنة التي تشكل نواتها إيديولوجية المصالح الخاصة و الأهداف الذاتية التي تتحقق بغض النظر عما إذا كان هناك متضرر من عملية تحققها.
في تبني واضح لنظريات و فلسفات نفي التناظرية و المساواة و في تضخيم للآنا و تقزيم الآخر.
فنجد الدول و الأمم و الأفراد يحققون أهدافهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و النفسية كذلك دون أي اعتبار لمتضرري حركتهم الانتفاعية.
و بلا شك أن إيديولوجيات المصالح الخاصة و خطابات الأهداف الذاتية لهي إحدى تمظهرات الإشكالات التي تنتج عن تغييب السلطة المجتمعية للأخلاق و معانيها التي بغيابها ستضطرب حركة المجتمع و تقف على حافة هاوية الانهيار و التفكك و التشرزم.
فتجد الإنسان اليوم صانعا لموت أخيه الإنسان_هذا يتمظهر في اخلاله و استغلاله السيئ لأي جغرافية أخرى غير جغرافيته المصغرة التي يعيش فيها فتجد مثلا أن الشركات العالمية العابرة للقارات تقوم برمي و دفن النفايات النووية و الإليكترونية في جغرافيات أخرى بعيدا عمن يصنعونها و يتمتعون بها _فيتضرر منها من لا يستفيد منها و لا يتمتع بها إلا بشكل محدود و مشروط مرتبط بسياسات السوق في نفي تام للتناظرية و المساواة.
هنا ثمة حراك اقتصادي مختل يتخلق عنه سيكولوجية مختلة تضع ذاتها كمركزية فعل و تخلق لنفسها تراتبية مستوهمة و تفوق لا موضوعية فيه.
إذا كان هذا هكذا فإننا نغدو أمام فعل لا أخلاقي سينتهي بنا كمجتمع بشري إلى قيام العلاقة فيما بيناتنا على اساس الاصطدام المصلحي الذاتي و تبني مبدأ الصراع الوجودي للبقاء فيضيع،بذلك عامل الإستقرار و ينتج عوض عن ذلك التفكك الناتج عن الاحتراب و الاقتتال ان كان ذلك بشكل عام (مكونن) و إنساني أو بشكل خاص داخل حيز المجتمعات المصغرة (المدوّلة).
و بذلك يمكنك أن تقيس مدى الإستقرار في مجتمعات تنتشر فيها خطابات الأهداف العامة و إيديولوجيات المصالح المشتركة التي تتأسس فيها الخطابات على مرتكزات الأفعال الأخلاقية مثل العدالة و الإيثار _ بمجتمعات أخرى تتغلب فيها خطابات الأهداف الذاتية و إيديولوجيات المصالح الخاصة التي تتأسس خطاباتها على مرتكزات الأفعال اللاأخلاقية مثل الاستغلال و الهيمنة و الاستئثار.
فبلا شك انك ستجد المجتمع الأول يعيش حياة مستقرة كنتيجة لتبنيه خطاب اخلاق المعنى العام الذي يحتم على الافراد ضرورة الالتزام بقدرة الفعل على التموضع خارج الفاعل دون إيذاء ذات أخرى خارجه.
فلا يجب أن تقوم العلاقة التبادلية بين الأفراد على أساس الاستغلالية التي لا محيص ستتولد عنها أحقاد و ضغائن سوف تنتج معها أعمال شر و جراء الحراكات المختلة.
و كذلك لا يمكن لأمة أو شعب أن تخطط للسيطرة على أمم و شعوب أخرى و التمتع بذلك بمسوغ التفوق أو الأستذة ما ينتج عنه تموضع فعل مضر بذات خارجة عن الذات الفاعلة.
و أيضا كذلك لا يمكن لفرد أن يسعى إلى أن يحقق سيكولوجية مختلة كأن يتمتع بالآلام آخرين في سادية لا يجب أن تبررها أي مسوغات.
ما معناه أن الاجتماع البشري المتسم بالاستقرار مشروط بإنتظامنا لسردية و تبنينا لنظرية خلقية عتيقة كأخلاق الواجب و أخلاق المعنى العام او حتى اخلاق القانون كحد أدنى و هذا ما عنيناه هنا بالأخلاق و حاجتنا لها بوصفها غاية الغايات.



#متوكل_دقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فينمنولوجيا الأخلاق(2)
- فنمنولوجيا الأخلاق (1)
- اللامفكر فيه في مصطلح (المفكر)


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - متوكل دقاش - فينومينولوجيا الأخلاق(3)