أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيزار ماثيوس - يوميات مناضل















المزيد.....

يوميات مناضل


سيزار ماثيوس

الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


يــــومــــيات منــــاضــــل

مرحبا انا "مناضل"

حياتي عبارة عن صراع فلسفي بيني وبين البرجوازية. هذه الطبقة التي تبدو وكأنها اخذت مهمة تدمر مدينتي على عاتقها . في بدء حياتي تعرفت على اشخاص كثيرين، وكان للبعض منهم ولازال تأثير علي. هوايتي قراءة كتب النقد العلمي، الكتابة ، واحلم بدولة اشتراكية.

في البداية سأخبركم من عن نفسي.

ولدت قبل الغزو بعامين في مدينة تعيسة وفقيرة يحكمها دكتاتور مجتمعي اعمى يحتسي الدماء ويسمع ويلات الشعب كأنها سيمفونية. ولدت لاب عسكري وام متواضعة مظلومة. والدي كان قاسيا معي جدا لدرجة العذاب النفسي والجسدي. كان هو الاله الرازق الذي يطعمنا. كان لايفعل شيء لكنه يتصرف وكأنه متفضل علينا، دكتاتوريا ابويا. مثلا في احد الايام تشاجر ابي وامي واعربت امي عن تعاستها وشدة بخله عليها حيث قالت بأني- طفلها- لم اكل منذ يومين. قام والدي بطردها وبعد ساعات قليلة شعر بالذنب ونظر الي وكأني السبب لاني قلت لها في وقتها اماه اني جائع واخبرته بجوعي ولم يقبل ان اكل او اخرج لشراء طعام. المهم نظر الي وكنت جالس انظر الى التلفاز كعادتي واذا بابي يحضر حبلا ويعلقني في المروحة السقفية ويقوم بتشغيلها حتى اغمي علي فرماني في سرداب البيت يوم كامل بدون طعام حتى بزغ الصباح وهربت من البيت باحثا عن امي وكأنها خلاصي من دكتاتورية مدمرة.

لقد كان حنانها كدولة احلام المدينة الفاضلة حتى اشكو ابي عندها فتخلصت من تعاستي بعد تسع اعوام على الغزو اسميتها مرحلة "دكتاتورية العسكر البيتي". فاصبح لي وعي بسيط وبدأت اعي ما يجري حولي اكتشفت سقوط الدكتاتور الاجتماعي( الكبير) الذي زرع في ابي هذا الرجل المتعجرف العصبي الذي يقتل ويعذب بلا ضمير او رحمة. سقط الديكتاتور بحرب دامية مخربة انهت مستقبل بلدي وحياة ابنائها. اعتقدت ان الذين قاموا بالحرب لازالة النظام السابق كانوا محررين ، لكني ادركت لاحقا انهم قد غزو مدينتي لتدميرها. الا انهم لم يكونوا وحدهم كان معهم اناس زادوا خراب مدينتي. بعد تلك الحرب بسنوات قليلة اكتشفت ان المجتمع زاد الجهل فيه والفقر والخوف والدمار فيها.

اكتشفت ايضا في تلك الايام الاولى من بداية وعيي بالاشياء والاحداث التي تحدث امامي، حاجة الناس الى(الله) وحاجتهم الى اللجوء اليه عندما يخطئون. عرفت انهم انما يمارسون ذلك من عصور قديمة. اكتشفت هذا عندما رأيت اهل المعابد يستعبدون الناس ويضحكون على عقولهم يوعدوهم بالجنة، رغم انهم يعانون الجوع والفقر الا ان تعطي لهم ما لديهم ويصدقونهم. رأيت وعرفت كيف اناس اخرين، يحرضون على القتل ويوهموهم بحور العين ايضا، لشباب قد يواجه خطر الموت والقتل. سألت نفسي لماذا لا يفعلوها هم؟ لماذا لايذهب هؤلاء الذين يتكلمون بأسم السماء ويقاتلون ويدافعون عن من يتكلمون عنه؟ ام ان جنود الدين ورجاله هم الفقراء ؟ ام ان الفقراء محتاجين لهم، كما كانت حاجتي لامي عند ما شعرت بالظلم من قبل والدي "الدكتاتور البيتي"؟

بدأت مسيرة مواجهة الخرافات وتدمير واقعي ومواجهة احلامي واوهامي وصراع من كل نوع، لانهاية له. اضافة الى ذالك الوضع الاقتصادي الذي كان مأساويا كحال الوضع الاجتماعي فالاستغلال الاقتصادي الذي اخذ ينخر في عصب مدينتي ومجتمعي , وساد العنف والقتل والتجارة بأرواح الناس لاجل تلك الاوهام التي يتفوه بها رجال الدين.

حتى جاء يوم وكان نقطة تحول في حياتي حين قرأت عن وضع العمال والمعامل في المدينة والاستغلال البشع الذي يقوده هؤلاء ارباب العمل الذي اصبحوا مرتبطين بالسياسيين الذين مهمتهم تدمير كل شيء حتى احلام الطفولة والبراءة , عندها اكتشفت ان مهمتهم لاتقتصر على تدمير الاقتصاد والوضع الاجتماعي بل انهم مستعدين للقضاء على الانسانية نفسها.

عرفت في وقتها ان لابد ان اجد حلا لهذه المدينة وهنا تبدأ رحلتي في الصراع القائم في العالم الا وهو الصراع الطبقي الذي تعرفت عليه من سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي. لقد جعلت مني طفولتي انسانا يبحث عن العدالة في وسط ذلك الظلم الذي واجهته مع ابي. والحرمان والجوع الذي عشته دفعني للتعرف على هذا الصراع الذي اما ينتج تحول ثوري للمجتمع كله او بهلاك المجتمع على ايدي البرجوازيين.

قرأت في وقتها لمفكر الطبقة المظلومة والمستغلة الطبقة العاملة كارل ماركس ,شرح لي ما هو هذا الاستغلال والصراع وكيف نقضي عليه فبدأ صراعي مع النرجسيين والاشتراكيين البرجوازيين .

و عند دخولي لتيار حزبي اعتقدت انه نفس تفكيري، لكن تلقيت اقصاء وتهميش ونرجسية هائلة وغريبة الشكل. عرفت في وقتها ان البرجوازية( كيف ذلك؟) ان التعالي والتكبر، والنظرة الفوقية لها نفوذها في هذ التيار فتركته لاقرر بعدها ان ازيد معرفتي بهذا العالم الذي بنى على اساس الاستغلال العاطفي للخرافات والاوهام النفسية. فبعد سنوات اكتشفت وحشية البرجوازية والعلاقة بينها وبين الاقتصاد ورؤى استغلالية تتجدد كلما شاخت بطرق استغلال جديدة وراسمال اكبر. عرفت ان البرجوازية هي عدو ابدي للانسانية ولا وجود لحل سوى ان تتوزع ثروات المدينة بالتساوي. و لكن كيف والبرجوازية دمرت عقول اهل المدينة، واصبح الرجل يفكر اما بالجنس او العيش او المكاسب المادية؟, والمرأة لاتعرف ماذا تفعل وسط تقاليد تبدو كأنها ابدية؟ في مدينتي ظلم اجتماعي كبير فالمرأة تقتل، تباع، يتاجر بها. و انا اراها انسانة لها كيان وحياة. ولكن هم يروها سلعة اما للعبودية الزوجية او التجارة الجنسية. لا أعرف ماذا افعل؟ من يساعدني لانقذ هؤلاء الناس من ظلم وطغيان البرجوازية وماتفعله في مدينتي من دمار وتخلف لايمكن حصرها بامر او اثنين؟.

بعدها تعرفت على مجموعة تدعى "الحفاة" اناس اشبه بـ (الكلبيون) في زمن مابعد سقراط، تميزوا بالزهد الذي عند سقراط، يواجهون ظلم المجتمع وفساده عن طريق الاحتجاج والرفض والمقاطعة. اناس تنظر لكلامهم، وتعجب بطروحاتهم. حياتهم اشبه بالمأساة واملهم لاينتهي وهدفهم اقامة مساواة افراد المجتمع فتجد عند هذه المجموعة حب المشاركة والاصرار والفكاهة والحزن والتفاهة في بعض الاحيان، الا انهم اناس رائعون رغم كل هذا.

هذه نبذة عن حياتي انا مناضل وغدا اكمل لكم ما فعلت في ايامي وكيف عرفت الحفاة .

تحياتي

الرفيق سيزار



#سيزار_ماثيوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق منصور حكمت وقرأة جديدة للماركسية
- الاتحادات العمالية في العراق وانقساماتها
- تاريخ حركة النقابات العمالية في العراق بعد 2003


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيزار ماثيوس - يوميات مناضل