أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاسي يوسف - غزوات الابادة غزوات اذار















المزيد.....

غزوات الابادة غزوات اذار


كاسي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لعلنا كبشر ندرك أن كل شيء يدور مع دوران الكرة الحاملة للأثقال والمياه المالحة فلماذا يظلم الإنسانُ الإنسانَ والقمر يشهد للإنسان على ما رأته عيناه منذ أن خلق الله الكون فليسال الإنسان ذلك الكائن القديم خلقه مما يتكون عمر الظلم , ألا يدلكم مظهر القمر و سيرته الأزلية أن لكل شيء نهاية سواء أكان ظلما أو عدلا ؟
من أعلى نقطة يعتليها محارب سقيم تبث لنا المبثات أخبارا تقول ما تراه أعين محددة
فيغشى علينا السأم من شدة تكرار النقطة التي تسلط الأضواء عليها دون سواها , واسأل نفسي أحيانا ألا يرون ما يجري داخل الحلبة التي نحن من ضحاياها , وأسأل نفسي أيضا متى سينتهي الزمن الذي يخاف فيه الرجل من ظله هنا على أرض آبائه الأولين و من كل شيء؟
لا نغتر كثيرا نحن المحكومون بسلاسل تحيلنا إلى ما دون كل واهن في أسره الطويل الطويل,بوعود تكررت كثيرا ولا نعيرها أي اهتمام , فقط نرنو للذي يكاد أن يُرى و لا يُرى ونحمله وزر كل ما أصابنا من خلل في قدرتنا على التفكير كبشر و كأبناء لآدم , وتشوه جسدي مرافق لحالة السلب العميقة لكل ما نملك من عظم و عضلات وأدمة جلدية , والخلايا التي تورطت هي الأخرى مثلنا بأن كانت قسمتها القدرية تربطها بنا فلم تسلم من جوع و من مرض .
إثر أنباء آذار 2004 ما كنا نملك غير أن نحلف بأننا ما ارتكبنا ذنبا سوى أن نعبر عن رفضنا لقتل أطفال أيا كانوا, أبناء أية ملة أو عنصر قومي , ولكن كان الرد سريعا بأن تم رشنا بوابلات من الرصاص , ونحن على شرفات الجامع نغسل قتلانا . لا أعلم كيف يضغط الإنسان على زناد لقتل إنسان ألا يحس ذلك الضاغط على الزناد أنه يقتل إرادة الله وخلقا من خلائقه ؟ ألا يحس أن الأرض ستغدو موحشة لو انقرض مثلا جنس من الأجناس ؟ أهل حقا يودون لنا الانقراض ؟ هناك حالات تدل على انقراض أنواع حيوانية كا لماموث و الديناصورات و هناك حالات مماثلة يبدو أنها حالات خطط لها أن تنفذ على أرض الواقع لأغراض يبدو أنها ليست حسنة النية كحالة مدينة حلبجة 16 آذار 1988 والقامشلى 12اذار 2004 تجاه الأكراد العزل حيث عايشت لحظات قاتلة بتوجيه عشرات آلاف الطلقات للرؤوس والصدور العارية .
إذا هاجمنا مرة أخرى فإننا سنتلو عليهم سورة <النمل> التي لابد أن لها تأثيرا على مسامعهم .
ما هو الشيء الذي يمكننا فعله إذا قرر المسلحون آنفا غزونا كما غزت قبائل الأولين ؟ سنُسمع صوتنا المبحوح لمن ؟ هل من منجد ,هل من مسعف ؟ سنتلو عليهم سورة النحل لعلهم يكتفون
هي الحرب العالمية الثالثة إذاً ؟ نعيشها ونخوض رحاها دون أن تعلن الدول ذلك جهاراً .
ويسود الهدوء إقليما بينما الحرب في إقليم مجاور , ربما هي سمة تتميز بها هذه الحرب التي تأخرت كثيرا عن موعدها , ولذلك نشاهد الكثير من الأخطاء التي تبدو وكأنها لم تدرس ولكن الأمر مختلف تماما ,فهذه الفوضى التي نحسها ما هي إلا نتيجة لما يراد للأمور أن تكون عليه , ثمة شيء غامض في اللوحة المستجدة ,
يرمز للمتتبع واللامتتبع وللمتمنع و للامتمنع للمتفتح وللمتقوقع , ثمة شيء مريب يخاف المرء من عقباها [الفوضى] هذه الكلمة التي تحمل في جنبتها الخيل والليل , والسيف والرمح والبيداء البيداء كنهاية محتملة لأطلس طال انتظارنا عليه ليغير منه ما أ فسده الزمن كما هو حال الزمن دائما , ولكن هيهات أن بأمن المرء جانب الأوراق التي لا تعرف ما هو مكتوب على أدمتها ,الدماء الكثيرة التي تراق هنا وهناك إن كانت حقا في سبيل التغيير المرجو فلا بد لكل تغيير من أن يصحبه شيء من الخسائر سواء في الأرواح أو في المال ,ولكن ما يخشاه المرء حقا هو كاحتمال مثلا :انهيار القوة الداعية للتغيير أمام التحالفات الواسعة
للقوى المناهضة للتغيير هذه القوى التي ما إن يمسها التغيير حتى تفقد آخر خيط يربطها بالصمود والبقاء وتغدو واهية أمام أية هبة خارجية دون وجود تماسك في البنية الداخلية ,يتهاوى الصرح و ينتهي به الزمن إلى أطلال ,لذلك ستسعى هذه القوى لإظهار هيبتها وقوتها اللامتناهية
فالدول المجاورة للعراق تخشى بمعظمها العراق الفيدرالي , لما يحمله هذا العراق من انشقاق ومن انفكاك تلقائي لكل ما يحيط [ بشبه الجزيرة العراقية ]
الشارع الفارع يتودد للأماني التي تنكل بالمتواكلين عليها, يصطاد الشعب بقايا الروث الذي يتكرم به أصحاب المكرمات عليه فينعق النخاسون بأعلى ما أووتوا من ثراء الحنجرات في الجانب الغائي وينثرون الورد على قارعات الطرق ,تيمنا بالاستمرارية في البقاء والخلود, ويدعون لأصحاب العطاء بالبقاء وهذا من حقهم تماما , أما من غضب عليه ربه و نحاه جانبا وهم الغالبية العظمى فليس لهم إلا ليلة القدر.............................. و ما أدراك ما ليلة القدر ...ليلة تحول الظلماء إلى بدر ليلة تنتفي بعد قضائها في خشوع كل المظالم ...وتقر الأعين بالعطايا والمكرمات الإلهية .
هي الحرب لا ريب فيها ستحرق الشوارع التي غصت بالتثاؤب على مدى السنين الطويلة, حيث شوارع الآخرين فارغة من المارة لشدة التصاقهم بالبناء والعمل
أتجول في شوارع القامشلي فلا أرى غير العوز والبؤس والحاجة تزين جبهة جقجق الحزين .
لا ترتدي المدينة رداءها الجديد لعلها تدعى لحفلة عرس فتلبس ما رث من الخرق.
ثم من قال إن قامشلو بلد الحب والعشق ؟
إنها ليست أكثر من ارض قاحلة مصابة بالوباء الذي يسمونه العبودية والاستعباد تحت سماء مهما أمطرت فإنها لا تجلب لسكان القامشلى إلا الفقر والكفر لشدة التلوث لا اقصد التلوث البيئي بل تلوث القهر أو ما يسمى بالاستبداد والاستعباد ,
غزوة إثر غزوة حتى غدا آذار شهرا للأضاحي والقرابين اللامنتهية , وحتى غدونا لا نستبعد المفاجآت في كل لحظة من لحظات آذار ,لا أحد يعلم على وجه التحديد متى سيُنفخُ بوق الحرب العالمية الجديدة, ولكننا ما رأينا نحن زمنا آخر غير الحروب منذ أن شهدنا شهادة التوحيد حتى هذه الساعة.



#كاسي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوات الإبادة غزوات آذار


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاسي يوسف - غزوات الابادة غزوات اذار