أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام محمد السيد - أنا و أنا -قصة قصيرة-














المزيد.....

أنا و أنا -قصة قصيرة-


حسام محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 5901 - 2018 / 6 / 12 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


الساعة الرابعة فجراً .. ها أنا أُغير من روتيني و أذهب للقهوه وحدي دون أخي الكبير و أصدقائي الأثنين القدامي .. لإنشغال كل واحداً مِنْهُم أصبح يَشغل نفسه ُ بعالمهُ الخاص .. ولكني ألتمس لهم العُذر ..
ها أنا أطلب طلبي المُعتاد *قهوه فنجان .. و لأول مره منذ فترةً طويلة معي من المال ما يكفي لشراء علبة سجائر من النوع الجيد نوعاً ما و أيضاً ما يكفي لأطلب طلبً أخر عند أنتهاء قهوتي .. و لكن كان ينقصني الحديث المعتاد بيني و بين أخي و أصدقائي .. فكان علي فعل شئ لكي لا أُصاب بالملل و أرحل سريعاً و أعود إلي البيت .. فبدأت حديثاً مع نفسي .. و أسميت هذا الشخص الذي اتحدث معه *أنا .. فكان الحديث كالاتي ..
- أتعرف يا أنا أني لست بمجنون لأُحدثك و لكني أشعر بالوحده و سأشعر بالملل إذا لم أفعل شيئاً و سأعود للبيت لأفعل الشئ الوحيد الذي أبرعُ فيه و هو *النوم ..
- أنا : بالطبع أنك لست بمجنونً أو مختل لتحدث نفسك .. و بالتأكيد أنت لست وحدك فأنا معك في كل الأوقات حتي في تلك الأوقات التي تكون محاط بكل من بيحبك و من يكرهك حولك ..
- أخبرني هل انت بخير يا أنا ؟
- أنا : نعم .. أنا بخير و بأحسن حال و لكن أنت من ليس بخير .. أخبرني .. أنا هنا دائماً و لن ارحل كالباقون .. سأستمع لك حتي و إن كان مضمون كلامك تافهاً ..
- حسنا سأخبرك ولكن عليك أن تعدني أنك لن تخبر احد بما سأقوله لك .. * ماهذا الذي أقوله بالطبع أنت لت تخبر أحد فأنت أنا و أنا أنت .. ولكن علي كل حال عليك أن تعدني ..
- أنا : أعدك ..
- أنا لست بخير .. لقد تعبت من الحياة بكل تفاصيلها الغبية .. لقد تعبت من الخيانة لقد تعبت من حياتي الدراسية لقد تعبت من تكرار هزيمة الزمالك في الدوري امام الأهلي .. لقد تعبت من المناقشات العائلية و تدخلهم في حياتي بأستمرار .. لقد تعبت من المناقشات الدينية التي لا يستفيد أي أحد من كل أطرفها بأي شئً يُذكر و دائماً ما تنتهي المناقشة بسب كل طرف للأخر .. لقد تعبت بسبب أني قد ولدت في دولة لا تقدر أي شئ في حياة مواطنيها .. لقد تعبت من الفتاه التي أحبها لأنها لم تعد تكترث لي .. أتعرف .. بالطبع أنت تعرف ! .. أني سأتم العشرون عاماً بعد اياماً قليلة و أتحدث بتلك الطريقة التي و كأني رجلاً في السبعين من عمره و قد فقد جميع أولاده الذين في مثل عُمري تقريباً في أنهيار عقارهم فوق رؤسهم .. و أصبحت نظرتي للحياة كنظرة ذلك الرجل حين أعطاه موظف الدولة 5 ألاف جنيه كتعويض عن حياة أولاده .. أتعرف .. بالطبع انت تعرف .. *يالله لماذا أكرر تلك الجملة رغم أني أعرف أنك تعرف ..
- أنا : أتعرف أنت يا صديقي ؟ .. اتسمح لي أن أقول لك ياصديقي .. أتعرف لماذا سألتك رغم أني أعرف كل ذلك الكلام ؟ ..
- طبعاً أسمح لك .. فوق كل شئ قد تكون أقرب لي من كل شئ .. فأنت أنا ..
- أنا : لقد سألتك لأني قد رائيت و أنا بداخلك أنك تحتاج إلي الحديث .. تحتاج إلي حديث حقيقي ليس كالذي بينك و بين أخيك و أصدقائك الذي يمتلئ بالضحك المتكرر أو الأشياء ذاتها التي تتحدثون عليها في كل مره مثل .. سوء جوده السكر الذي يُقدم في القهوه .. أو تلك الفتاة التي تراها دائماً في كُليتك التي تخجل أن تتحدث إليها في كل مره ..أو أنكم دائماً تسبون من يضع لكم الأختبار علي الرغم أنكم لا تذاكرون .. أعتقد أنك قد أختلقتني من العدم لكي تتحدث معي لأنه إذا لم تخرج ذلك الكلام الذي بداخلك قد تنفجر ..
- انت فعلاً علي حق .. أتعر.. لا لا لن أقولها هذه المره .. بأنكَ بالتأكيد تعرف ..
- أنا : أعتقد أنك الأن بخير نوعاً ما ولكن ليس تماماً .. مع كثرة الحديث معي ستكون بخير تماماً .. ولكن لا تنساني ..
- إلي أنت ذاهب ؟؟ أنا أحتاجك معي .. لا تذهب ..
- أنا : أنا دائماً معك .. و عندما تحتاجني سأكون عندك بمجرد أن تناديني ..إلي اللقاء .
- إلي اللقاء لن أنساك .. فأنت أنا .
أنتهي حديثي معي نفسي أو كما أسميته * أنا .. بحلول الساعة الخامسة و الربع صباحاً .. عُدت إلي البيت ليس معي سجائر لتبقيني مستيقظاً لأفكر .. لقد نفذت العلبة سريعاً لإني كنت أتقاسمها معهُ .. لذلك فعلت ما أبرع فيه جيداً و هو * النوم و لكن هذه المره سأنام و أنا أعرف اني قد أضفت صديقاً من نوعاً أخر كنوعي أنا ..



#حسام_محمد_السيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطتي قصة قصيرة


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام محمد السيد - أنا و أنا -قصة قصيرة-