أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هالة عوض الكريم سعيد - ماذا لو استمر فكر المُعتزلة














المزيد.....

ماذا لو استمر فكر المُعتزلة


هالة عوض الكريم سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5901 - 2018 / 6 / 12 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المعتزلة اول فرقه أطلقت سهام العقل من جمود النقل ودفعت به نحو الحرية في تقديم العقل على النقل في النصوص الاسلامية فإذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لانه الأصل فالعقل لديهم المحرك للمشاعر والمنطق للوصول إلى الحقيقة .

لو استمر فكر المعتزلة لاصبح الاسلام غير ما هو عليه الْيَوْمَ فسيكون إسلاما يحترم العقل والمنطق وينبذ الأساطير والخرافات
فبدلاً من : " قال الامام مالك بن أنس: لــو كان لي ســلطان علــى مــن يفــسر القرآن (( بالرأي والعقل لا بالأثر والنقل )) لضربت عنقه "
سوف يكون :"لا إمام سوى العقل" _ ابو علاء المعري

فكر المعتزلة هو نظرة تجديدية للإسلام فقد أخضعوا الاسلام للفلسفة وادخلوا المفاهيم الفلسفية لفهم النصوص الاسلامية "اذا كان اَي من الباحثين لم يطلق على إعلام المعتزلة تسمية الفلاسفة فانهم _دون شك_ قد ساعدوا على خلق الموقف العقلي للفلسفة وتتلمذ على فكرهم كل أولئك الذين دعاهم معاصروهم بفلاسفة الاسلام إبتداءً بالمهدي ووقوفاً عند ابن رشد "
احمد بن يحيى المرتضى _ كتاب "باب ذكر المعتزلة وطبقاتهم "
, ففكرة المعتزلة سوف تخدم تجديد الفكر الديني وتنقية التراث بل أنه على الأرجح سوف يتغلب عليها بدلا من تنقية النصوص الأسطورية واسبغاها معنى غير معناها الحقيقي _عملية الترقيع التي يقوم بها المصلحون _ سوف يتم إخضاعها للعقل ونبذها . فالفكر المعتزلي هو شعلة نور العقل وسط ظلام النقل واضاءة حقيقية في تجديد الخطاب الديني ونظرة اكثر تقدمية للإسلام تلائم العقل البشري والحاضر بكل تقلباته .

وايضاً سوف يفتح فكر المعتزلة نافذة جديدة ومهمة في نقد الفكر الديني اخضاع النصوص للنقد ونبذ التقديس الأعمى لها , تخليص العقل من رواسب الخرافات وسيادة العقل المتحرك على النقل الراكد كان سيكون بوابة جديدة للنقد المنطقي في الاسلام وربما عبارة " صالح لكل زمان ومكان " يكون لها شئ من الوجود وإخضاع هذه النصوص للنقد لا يسعى لهدم الاسلام وإنما خلق رؤى جديدة له.

ومن الأشياء المهمة جداً إسهام فكر المعتزلة_ في حال استمرارها _ في تغيير العقلية العربية الْيَوْمَ فبدلاً من تصديق كل شئ يتم تلقينه وجمود وتغيب العقل يصبح العقل العربي اكثر ابداعاً وانفتاحاً وله القدرة على تحليل تراكيب النصوص الاسلامية وتفكيكها وفقاً لنقد منطقي , فانفتاح العقل وتوسع مداركه يؤثر على جوانب اخرى غير الجوانب الدينية لدي الشخص العربي .

وأخيراً لو استمر فكر المعتزلة سيكون له موقف إيجابي في حرية العقيدة والأديان واحترامها فكما قفز العقل على الخرافات والأساطير فسوف يقفز إيضاً _في بعض الأحيان _ إلى الإلحاد وهذا ما حصل مع ابن الرواندي والَّف كُتب لنقد المعتزلة فهذه القضية بالذات ستؤدي بالإسلام إلى تقبل واحترام العقائد الاخرى.

" لقد إصطفاني الله عقلاً"



#هالة_عوض_الكريم_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من تنظيف شوارع اليمن إلى الصيرفة الإسلامية.. هكذا نجح إبراهي ...
- قائد الثورة: على الدول الإسلامية تقطع علاقاتها مع الكيان الص ...
- استطلاع رأي: 45% من البريطانيين يعتقدون أن إسرائيل تعامل الف ...
- الداخلية السورية تنفي شائعات حول حملة اعتقالات وتهجير ضد مسي ...
- جنرال إسرائيلي: نتنياهو هو -الأب الروحي لسياسة التهرب من الف ...
- الفاتيكان يعلن الفتى كارلو أكوتيس الملقب بـ-الرسول الإلكترون ...
- لصالح توسعة بؤرة استعمارية: الاحتلال يجرف أراضي جنوب غرب سلف ...
- كاتب إسرائيلي: يهود العالم في مأزق بسبب ما يجري في غزة.. -طو ...
- بعد سنوات على تفجيره.. إعادة افتتاح الجامع النوري الكبير في ...
- فيديو صادم لرونالدو مع مشجع حاول التقاط سلفي معه


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هالة عوض الكريم سعيد - ماذا لو استمر فكر المُعتزلة