أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ ابوكيلة - الإسلام المصري: البيمارستان














المزيد.....

الإسلام المصري: البيمارستان


محفوظ ابوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"البيمارستان" كلمة مركبة من أصل فارسي، بيمار تعنى الشفاء، وستان تعني مكان، وتداولت في مصر بمعنى دار الشفاء، وهي منشآت اجتماعية انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي في بلد هنا وبلد هناك في مرحلة تاريخية معينة، ثم تحولت إلى أغراض اخرى. في مصر منذ ان عرفت في الدولة الطولونية في القرن التاسع الميلادي، ظلت تتطور وتنتشر وتضع لها الدولة القواعد واللوائح، وتوقف عليها الأوقاف.على النهج الذي سنراه، فقد نصت لوائح البيمارستان الطولوني على ألا يعالج فيه جندي أو مملوك ، وعندما يحضر المريض تنزع عنه ثيابه وأمواله ويحفظها له أمين البيمارستان ، ويراعيه الأطباء و تصرف له الأدوية واللباس والأغذية حتى يبرأ ، فإذا بريء أكل دجاجاً وخبزاً وأخذ أمواله وثيابه وخرج . وكان به اثنين من الحمامات ، أحدهما للرجال والآخر للنساء ، وبلغت نفقات البيمارستان السنوية ستين ألف دينار. وأنشئ فى الدولة الإخشيدية بيمارستاناً آخر بنفس المعايير.
وقد ذكر الدكتور أحمد صبحي منصور في كتابه" تاريخ البيمارستان في مصر" أن البيمارستان المنصورى الذي افتتح في سنة 1250، نال شهرة واسعة فى العصر المملوكى فقد كان مجمع يضم مدرسة ومكتبة طبية للبحث والتعليم يجلس رئيس الأطباء "بالمصطبة الكبرى" يشتغل بعلم الطب ويحضر معه أطباء البيمارستان للبحث والدراسة. كما انشئ به كتاب لتعليم أبناء الفقراء . وكان به فراشين من الرجال والنساء لخدمة المرضى، ولكل مريض سريراً وفرشة بكل ما يحتاج إليه ، وقسم إلى أقسام حسب المرض ، للحميات و الرمد و الجروح و الإسهال والأمراض الباطنة وقسم للنساء ، وآخر لأمراض التخمة يضم جناحاً للنساء وآخر للرجال . وأوصل الماء إلى كل الأقسام، وأفرد أماكن لإعداد الطعام وإعداد الدواء وتركيب الأشربة والمعاجين ، وأماكن أخرى للتخزين والحواصل، ومواضع لتفريق الدواء وأخرى لإلقاء الدروس الطبية. وتضمنت لوائحه " أن الانتفاع بخدماته من حق كل المرضى من الرجال و النساء و الأغنياء و الفقراء من داخل القاهرة وخارجها مهما اختلفت أمراضهم ومذاهبهم، والإقامة فيه للمريض إلى أن يتم شفاؤه ولا يدفع فيها المريض شيئاَ. والأدوية والعقاقير المختلفة وتوفير الإضاءة والطعام المناسب لكل مريض حسب حالته الصحية ،و توفير الماء العذب وترتيب الفراشين والقيام بنظافة المكان وغسل ملابس المريض وعمل حوائجه ومصالحه. وصرف الدواء المطلوب . واشترطت ضرورة صرف مراوح من الخوص لكي يستخدمها المريض أثناء الصيف. والحرص على تغطية غذاء المرضى حتى لا يتلوث ، وأن يتناول كل مريض غذائه على حدة حتى لا تنتقل العدوى ،ومسئولية الممرضين الإشراف على طعام المرضى .. وقسمت اللائحة الأطباء إلى ثلاث فئات: فئة تتخصص في الأمراض الباطنية ، وأخرى للعمليات الجراحية ، والثالثة لأمراض العيون. وترتب الوثيقة كيفية فحص الطبيب للمرضى ، وضرورة تعاون الأطباء في التخصصات الثلاث في الكشف على المريض ، وحرصت الوثيقة على وجود الأطباء ليلاً مجتمعين أو متناوبين للاحتياط . كما نصت على الإهتمام بالمرضى الفقراء في بيوتهم ؛ ورعايتهم و إمدادهم بالدواء والغذاء.
. ويذكر البلوي في رحلته "تاج المفرق .." أنه كان له عيادة خارجية تستقبل المرضى الذين يترددون عليه للعلاج ثم يعودون إلى بيوتهم ، وقد بلغ عددهم في بعض الأوقات أربعة آلاف شخص يومياً ..وأكد ذلك النويري صاحب موسوعة " نهاية الأرب" الذي كان ناظراً للبيمارستان المنصوري لمدة 4 سنوات.
يرى بعض الباحثين أن البيمارستان‘ بالمواصفات التي شاهدناها نشأ واستقر في مصر كثمرة وجدان وثقافة المصريين وفهمهم للدين، الذي عرف عند كثير من الباحثين بالإسلام المصري، القائم على الاعتدال والسماحة وتكريم الإنسان الفرد وأعطاه الحرية في الإختيار بين المذاهب الأربعة طبقا لرغبته ومقتضيات حاله… في تقديري أن الهجمة الوهابية السلفية مصيرها إلى زوال.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديقة الأزبكية: دفتر أحوال مصر


المزيد.....




- لماذا لم تفتح واشنطن تحقيقا خاصا بها بشأن مقتل أمريكي على يد ...
- ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار ...
- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ ابوكيلة - الإسلام المصري: البيمارستان