أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسلام نصر - الشباب قائمٌ بدوره أم مستبعدٌ بدوره؟














المزيد.....

الشباب قائمٌ بدوره أم مستبعدٌ بدوره؟


إسلام نصر

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 03:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشباب: هم عمد الحضارة، وقوتها، مجد الأمة وعزها، وهم القادرين على تحقيق الأحلام، وهم الذين بأيديهم اشتعلت ثورتنا الفلسطينية، وكانوا مصادر الهبة الوطنية والشعبية وأصحاب المبادرات الهادفة والمفعمة بالعطاء، وهم الذين تمثلت بين أيديهم الحياة.
الشباب الفلسطيني هناك المثقفون والرياديون الذين على أكتافهم نكفل حسن الدولة والحضارة، وبأيديهم يستطيعون خلق المستحيل ودحر الصعاب، ومنهم الطامحين للمجد والحرية، والعميقين في الفكر الجيدين في الاختيار، وعلى عاتقهم المسؤولية وجديرون بها. وبعض الشباب كذلك ينجر وراء الكثير من المعوقات التي تواجهه وتصليه في الخطيئة وتدمي أنامله.
ويتميز الشباب بعاطفته الجامحة، والأمثلة تظهر في الهبات المناصرة للقدس والأقصى، وأقرب مثالٍ مسيرات العودة العظيمة التي تبناها الشباب بأجسادهم بصوتهم بعملهم وكانوا خير جندٍ فيها، يطالبون بسلمٍ حقهم، وليس ببعيد الشهيدة رزان النجار التي ترصعت الأرض بدمها وما هي إلا إحدى الشباب الطامح المناضل.
بنظرتي أنا مازال يرقد الشباب في ظل هزيمة معنوية أوسع منها مادية، والجميع يدرك صعوبة الحرب النفسية والمعنوية وقدرتها على الإطاحة بجموع الشباب وما أسوأها من هجمة تغرق الجيل الصاعد في ترهات الأمور وأحقرها، ما زال الشباب يبحث عن معونة ترد فقره وبطالته، ما زال يبحث حثياً بأمور يدفن فيها ألمه يحقن فيها غضبه، تأتيه المشاكل من كل حدبٍ وصوب، تارة يهاجمه أهله، ومرةً يغدره مجتمعه، وكثيراً يدمره أولو أمره، وتجد مراتٍ تبدع فيه المسلسلات الفارغة والبرامج اللاذعة من ما تحويه على فكاهة فارغة يصر فيها الشباب على اكتساب ما يمليه عليه الواقع منها ويجره هذا لاستعمالها كثيراً في شتى لقاءاته ظناً منه بتلطيفه للجو وسحقه للملل، وهي أكثر تدمي فكره في أتفه الأمور وأرذلها وتعمل حاجزاً عن الكثير مما يجب عليه أن يكون. وهناك نقطة مهمة الإنترنت وما يمثله من وسائل تواصل اجتماعي، وآثارها على الشباب وما تمليه عليهم، فقد تعمل على نقلهم نقلة قوية للضفة الآمنة، وقد تغرقه في بحر التيه والضياع، ويجد الشباب تلك المواقع منبراً مناسباً لتفريغ ما تحويه أفئدتهم، والجدير أن تستغل في المنفعة لا في كثرة النكات ونشرٍ للأمورٍ فارغة.

الأهل: كم من ترهات وعادات فارغة أبدع الأهل في إكسابها للشباب وكم من الباطل الذي ما زال يدمن عليه الأهل مصرين على لصقه لأبنائهم، كذلك كم من طموحٍ قتله الأهل بأبنائهم في الصغر، وكم من أمورٍ كان على الأهل أن يغيروا أسلوبهم في فيها ليحسنوا تدارك الأمور وارجاعها لمرماها السليم، وما زال بعض الأهل يصر على خنق أبناءهم إيماناً منهم أنها الطريقة الأفضل في جمح مشكلاتهم، وفي لحظة ما يخرج الشاب للواقع منصدماً، فيجر وراء أي أطماع ومشكلات ترهقه طيلة العمر وترهق المجتمع بأسره.
المجتمع: تقاليده البالية، ترهل أمنه، بشاعة ما فيه، أبناء القرى، أبناء المخيمات، أبناء المدن، أبناء البدو، مع اختلاف نطاق عيشهم وتقاليد مجتمعاتهم يعيشون في حضن دولة واحدة، وكثيراً ما نجد كماً هائلاً من العنصرية تفرق بين ابن القرية والمدينة، وتقصي ابن المخيم، غير هذا في البعض من المناطق الفلسطينية مستنقعات بشرية تتمثل في تجار المخدرات ومروجيها، وأصحاب بيوت الدعارة ومالكيها، هذه تضرب الشباب الفلسطيني في عمقه وترديه في الحضيض، لا إنكار لفضل الشرطة في حقن الكثير من الظواهر المشابهة وازالتها ولكن موجودة وبكثرة ويجب أن يكون اهتمام وتلفت أكبر من الأسرة والأهل والمجتمع. غير هذا الصحبة السيئة التي تجر وراءها العديد من المشكلات تتمثل في الإدمان، واكتساب الأخلاق السيئة فتطيح بالشباب والمجتمع للتهلكة.
أولي الأمر: تتمثل في السلطة أولاً، والأحزاب السياسية ثانياً.
قبل مدة من الزمن انعقد المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الذي يمثل المجلس الأعلى للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، كم شاباً قل عمره عن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين وجد فيه؟ نقطة مهمة أقدر أن يكونوا ما بين خمسة لخمسة عشر، كيف يتم ذلك؟ والشباب داخل المجتمع الفلسطيني هم القوة والبناء، هذا دليل كبير على إقصاء الشباب من دور القيادة، وإهمال لدوره الرئيس في خلق حضارة، وتقييداً لقدرته المؤكدة في إدارة عجلة التقدم، لا أظن أن هذا يشير لقيادة ديمقراطية ويوجه السواعد تجاه القبلة الرئيسة وهي التحرر وصناعة دولة حضارية ديمقراطية تكفل جميع الحقوق مستندة لوثيقة الاستقلال، الأمر يحتاج للفت نظر أدق وأعمق، وكم من المناصب القيادية تمثلت للشباب؟ وكم من مراكز صنع القرار ظهر دور الشباب فيها؟ هذا لا يقصي الشباب من ذنبهم كذلك، لأنه يجب عليهم عدم السكوت عن هذا الأمر والمناداة بكافة السبل لإعطائهم الحق في مراكز صنع القرار.
ولا نقصي الأحزاب السياسية من الذنب فهي حليف رئيسي في هذه العملية لدينا في فلسطين العديد من الأحزاب يظهر على الساحة ثمانية منها كم شاب في قيادات تلك الأحزاب؟ وما دور الشباب في صنع القرار فيها؟ مع العلم هم قوتها وأكبر نسبة من أفرادها، هذا يدل على مشكلة كبيرة ألا وهي ترهل القيادة وخنق لأقوى القدرات الموجودة ولا إنكار لفضلهم وتاريخهم المشرف العظيم، ولكن من الأجدر البقاء خلف الستارة يقدمون النصائح للشباب في دور صناع القرار ويقدمون خبراتهم وتجاربهم واضعين أياديهم بأيدي الشباب؛ لخلق المجتمع الديمقراطي الحضاري والمتقدم.
الشباب النقطة المفصلية في نقل الدولة من ركامها لمجدها، ومن حضيضها لسمائها، وهم المثال العميق على السواعد العاملة والجبارة في إيداع الحق وحمل المسؤولية وبناء الأمة.



#إسلام_نصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع ومدى عمقه
- العنجهية وعدم التنظيم العشوائية والارتجالية


المزيد.....




- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسلام نصر - الشباب قائمٌ بدوره أم مستبعدٌ بدوره؟