أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وئام الحلبي - -كبتاغون-














المزيد.....

-كبتاغون-


وئام الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 03:41
المحور: الادب والفن
    


"كبتاغون"

اختلطت انفاسي مع صوت دقات الحذاء القادم من نهاية الردهة ، بكل عملية انساط اضطر للتحشرج تحت ضغط انفاسي للوصول لسمع افضل لا تعوقه عملية الشهيق والزفير، وصلت دقات حذائها هادئة متزنة متكلفة تختلج تحت تسلط وقعها، موزونة الطرق على الارضية مثل عازف متمرس.
عندما حاذت غرفتي وصل صوتها كحذائها متكلف متسلط موزون لا تشوبه تعرقات أي انفعال، قالت متوجهة بكلامها لأحد لم اسمع لحذائه بنت شفة"عزيزي الأمر أبسط من تعرقات التخلي أو الانصياع، رغبة المريض بالتأقلم مع المرض برأيي هي أكبر جريمة يرتكبها بحق نفسه، إما أن تكون كالسفينة التي تتلقفها الامواج وتحذوا بها كيفما تشاء أو أن تحارب موجك بمجذاف التخلي عن ماضيك والاعتراف بأشمئزاز الوضع الجديد لكنه واقع جديد يتحتم عليه الترتيبات الجديدة"
بدت أخر كلماتها شاحبة مع ابتعادها ،كل ما علق بذهني أنها ربما تتقلد ادارة ما بالمشفى، مما سبب لها قناعة انها اصبحت على دراية مطلقة بمكامن النفس ومخابئ الأمور.
فتح الباب فجأة دخلت منه اقدام صامتة سريعة، حفيف الألبسة فقط هو ما بدا واضحا وجليا، احداهن امسكت معصمي، والأخرى سمعت طرقات قلمها على الورقة، تنفست احداهن بطريقة تنم عن رغبة جامحة بالضحك، اختلطت انفاس ضحكتها المتسترة مع سؤالها الذي تخللته بعض عمليات الشهيق لذلك بدت كلماتها متقطعة، برأيك مازلت تفهم ما يقال حولها، اقتربت من عيناي وقالت بطريقة تنم عن سخرية :سنثيا أكان الأمر يستحق هذا العناء ؟
لم تتفاعل صديقتها بالدورية المسائية مع دعابتها الوجودية أكثر منها دعابة سطحية وخرجتا كما دخلتا بسرعة وحفيف الالبسة فقط ما استطعت التقاطه.
ما اقلقني اننا لا نسمع الا اصحاب الكعوب العاليا اصحاب الطرقات الواضحة على أرضية الأماكن ونتجاهل اولئك العابرون بصمت بأحذيتهم الرياضية أليس هذا ما نفعله يوميا نخشى عدوا صوته كالرعد ونتجاهل ذلك الملتصق بأجسادنا الذي يعبر دونما أن نشعر لمروره وقع !!
اخر جلساتي مع الدكتور صاحب الكرسي المرتفع المرتفع جدا ، كان منذ قرابة الأشهر ، لكنه يأتي احيانا يتفقدني بعيون غير مبالية يقلبني بنظراته، يحدثني بصوت يدل على انه غير مقتنع أنني اسمعه دائما ما يبدأ الحديث ويغوص به بطريقة عبثية كأنما هو يحادث نفسه لا أكثر .
بأخر جلساتي،جلست بمكاني المخصص وجلس بمكانه معتنقا كرسيه الضخم دون ان يسألني قلت له
-قتلته
بتعبير وجه اجوف تلقى خبر القتل ، حسنا هل شعرت بعدها بالتحسن؟

كاتبة سورية
-بالبداية نعم ، كان الامر ممتعا تدفق دمه على السرير، لعقت دمائه الدمثة طوال الليل ، شهيا كان أنغماس دمائه بصوف السرير ، مذ قتلته أنام يوميا فوق بلل دمائه لكن منذ يومين بدت رائحته تطغى على عفونة الدماء تصلني رائحة عطره كأنما دمائه ماعاد لها وجود .

بطريقته التقليدية تلقى كلماتي ، سنثيا هل ضاعفت حبات الكبتاجون؟
دون أن أجيبه أكملت ، رأيته البارحة ذاهبا إلى عمله، انتظرته طويلا عند النافذة ، لكنه لم يعد إلا بساعة متأخرة من الليل .

سنثيا كم حبة كبتاجون تتناولين اسبوعيا؟؟

تعالت وتيرة جهازا بجانبي الأيمن وتعالت حولي حفيف الألبسة عطبا ما اصاب الاجهزة او جسدي ، لو ملكت القدرة لحركت يدي واخرسته ، لطالما سحبت مني الاشياء ببطئ وقسوة لكن الان شيئا واحدا يسحب مني لطالما اردت له ان يسحب.



#وئام_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وئام الحلبي - -كبتاغون-