أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مرثية اللطم والبكاء والندب لن توقف انهيارنا المجتمعي















المزيد.....

مرثية اللطم والبكاء والندب لن توقف انهيارنا المجتمعي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات الجميع مدرك تماماً حجم ما نعانيه من انهيار تام في شبكة منظومتنا القيمية والأخلاقية والثقافية والفكرية،بحيث لم تعد هناك ضوابط أو كوابح ولا خطوط حمراء ولا صفراء...وعمليات القتل متواصلة وبإستهتار ودون مراعاة لأي وازع أخلاقي او ديني أو قيمي،وتجري على اسباب تافه وسطحية،وهي باتت ظاهرة تهدد بشطر وتفكك النسيج المجتمعي وتدميره،وخلق ندب عميقة وثارات متوارثة في المجتمع يصعب دملها أو تجاوزها،وهي كذلك اضحت مقلقة وخطرة جداً في الداخل الفلسطيني- 48- بما يهدد بتحول المجتمع الى مليشيات وعشائر وقبائل وتجمعات سكانية...وليس أقل عنها ظاهرة " الطوش" والإحتراب العشائري والقبلي والعربدات والزعرنات والتعدي على حقوق وممتلكات الناس في القدس والضفة الغربية ،والتي لا تلقى رادعاً،حيث لم يعد الوعظ والإرشاد والتوجيه والخطب والجماعات و"اللمات" والندوات والمحاضرات بقادرة على وضع لهذه الظواهر المقلقة،او حتى تخفيض مستواها في المجتمع،بل هي تزداد يوماً بعد يوم،وتأخذ أبعاداً خطيرة في التجييش العشائري والقبلي والجهوي...وهذه الظواهر التي تشكل تحدي خطير للمجتمع يتفوق على خطر الإحتلال،من يسمون انفسهم بأهل الحل والعقد بات لازاماً عليهم البحث عن حلول تحمل الطابع النوعي والإبداعي،والتي تصمد وتدوم في أرض الواقع،وليس الحلول الترقيعية،بحيث تمنع استفحال مثل هذه الظواهر ومحاصرتها تمهيداً لتخفيضها الى أقصى حد ممكن....واستفحال مثل هذه الظواهر تسجل نجاحات للمحتل في اختراق وتفكك نسيجنا المجتمعي...وهذه جبهة خطيرة من شأنها دفعنا الى كارثة حقيقة ..الفوضى العارمة والإقتتال والإحتراب الداخلي..وعدم الشعور بالأمن والأمان،لكي تصل الأمور الى حد دفع الناس للقول بأن بقاء الإحتلال "جنة" لما يحصل في واقعنا وحياتنا الإجتماعية من قتل وتخريب وتدمير.
مثل هذه الظواهر تصاب بها الشعوب المهزومة...ونحن كعرب قيادة واحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وشعوب هزمنا،والهزيمة شاملة وبدرجات متفاوته ....
نحن الآن يجب علينا ان نبحث عن حلول جدية وحقيقية لمثل هذه الظواهر، التي تدفع بنا نحو كارثة حقيقية،من اجل تمكين وتحصين جبهتنا الداخلية،التي باتت مخترقة...حيث نجد ان ليس فقط هناك غياب للقانون في المناطق التي يجب ان يسود فيها القانون،ومرد ذلك الى عدم وجود مساءلة ومحاسبة حقيقية،حيث القانون مغيب والردع شكلي...وفي الجانب العشائري الناس باتوا مدركين تاماً ان دور لجان الإصلاح والعشائر ليس أكثر من اطفاء حرائق وسياسة " الطبطبة " و "لم الطابق" و" فوتلي بفوتلك" ...وهذه الظواهر المنتشرة والمستفحلة استفحال النار في الهشيم، ترجع الى سيادة ثقافة العنف في مجتمعاتنا والتي تغذيها قوى مختطفة للدين ...وانتشار ثقافة الدروشة والسخافة والخزعبلات،وما يحدث في محيطنا وواقعنا العربي،حيث القتل اليومي المغذى بفكر وهابي وداعشي وداخلياً شدة حالة القمع والتنكيل التي يمارسها الإحتلال بحقنا تدفع بنا للتفريغ عن ازماتنا من خلال الإحتراب الداخلي والقبلي والإستقواء بالإحتلال واعوانه ورموزه للتدخل بيننا وحل مشاكلنا،وكأن الإحتلال بات مكون طبيعي وصاحب السلطة علينا الذي يجب ان نلجأ له لحل مشاكلنا.وكذلك واضح بان ما نحتاجه هو اعادة صياغة مفاهيمنا ومناهج تعليمنا التربوية ...وكذلك استبعاد الكم الهائل من البرامج والندوات والمحاضرات التي تعبء بثقافة الغيبيات والدروشة ونحن طلاب موت وليس حياة ...وقبل ذلك علينا ان نقر بأن مجتمعاتنا مأزومة وأزماتها اخذة بالتعمق اجتماعياً وفكرياً وثقافياً ....حتى بتنا نعاني من ازمة هوية وإنتماء...وان جرى ويجري التعبير عن ذلك بشكل سطحي ومشوه....منظومات الفكر والثقافة والوعي تنهار....ونشاهد ونرى بأن منظومة كاملة إعلامية ،ثقافية ،فكرية ،دينية ومجتمعية تعمل على غسل الوعي وتغييب عقول الناس،وغرس ثقافة القتل والعشائرية والقبلية عندهم،كما ونشاهد اجيال شبه امية في المدارس ...تتربى على سلوك لا معياري من الدجل والنفاق والكذب والغش والفهلوة والزعرنة وكل ما هو سلوك لا معياري ...
اليوم أكثر من أي وقت مضى بتنا بحاجة الى توحيد رؤيتنا ومفاهيمنا تجاه ما يحدث في مجتمعنا من انتشار لثقافة العنف والإستقواء وممارسة سلوك البلطجة والزعرنة والتعدي على حقوق وكرامات الناس...بتنا بحاجة الى ان نبحث عن حلول طويلة الأمد لمثل هذه الظواهر وحلول وقائية تمهد لمثل هذه الحلول..وعماد هذه الحلول التخلص من أمراض العشائرية والقبلية،ونبذ ومحاصرة كل الأفراد والجماعات التي تعمق الإنقسامات والعشائرية والقبلية في مجتمعاتنا،حيث من يتحمل المسؤولية المباشرة هنا،هي السلطة القائمة والقوى والأحزاب السياسية بمختلف مسمياتها.
بالضرورة ان يكون هناك من يدق ناقوس الخطر،وبالمقابل يجب أن يكون هناك من يعلق الجرس،قبل ان تنتشر ظاهرة العنف والقتل والإحتراب العشائري والقبلي "الطوش" ،انتشار النار في الهشيم،وبما يصعب من السيطرة عليها ومحاصرتها، فالداء لدينا مشخص تماماً،ولكن ما يلزم هو الدواء، الدواء يجب أن يكون في وقته،وليس بعد فوات الآوان.
الحل يجب أن يكون جماعي،وأن تشترك فيه كل الأطراف الأسر والعائلات،تربية البيت والأسرة والبيئة المحيطة،المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية،وكذلك المؤسسات الدينية من شيوخ ورجال دين ومطارنة وبطاركة،سلطة وقوى وطنية وسياسية ومؤسسات مجتمع مدني،وكذلك رجال الإصلاح والقيادات العشائرية.
الحل يحتاج الى شبكة واسعة من التدخلات والتكاتف والتعاون من كل الأطراف،حل يحتاج الى تشكيل خلايا أزمة وطوارىء، تتابع بشكل حثيث كل التطورات وتتواصل مع كل أصحاب العلاقة،وتتخذ قرارات حاسمة في المعالجات،بعيداً عن اسقاط الذات والجهوية وأصحاب النفوذ على المخرجات العلاجية لأن ذلك من شأنه ان يضعف من هيبة وصدقية الجهة التي تتخذ مثل هذه القرارات،ويجب ان تلقى قراراتها ومعالجاتها الدعم والإسناد،ليس فقط على المستوى الفوقي،بل يجب ان يتجند لها إطار جماهيري وشعبي واسع كحاضنة .
اذا كان الفساد يهز أركان دول ويهدمها،فإن تفشي مظاهر العنف والجريمة،تنخر مبناها المجتمعي وتفككه،ويصبح المجتمع عرضة للتدمير الذاتي،وما يحصل في الوطن العربي،هو نتاج لمشاريع وسياسات إستعمارية،تريد هدم وتفكيك مجتمعاتنا خدمة لمشاريعها واهدافها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على التعليم الفلسطيني في القدس يتكثف
- حيفا تنتصر لغزة والقدس
- متى ترتقي قرارات القمم العربية والإسلامية الى مستوى الجريمة. ...
- دلالات مشاركة الملك عبدالله الثاني في قمة إسطنبول
- في المجزرة المرتكبة وحفلة نقل السفارة
- في نقل السفارة ومسيرات العودة
- في الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي وتداعياته
- شعبنا لن ينتصر بمقولات -غلابة يا فتح- ولا - الشعبية تاج اليس ...
- حول مسرحية نتنياهو عن البرنامج النووي الإيراني
- في ذكرى عيد العمال العالمي إستغلال يتعمق وعدالة إجتماعية غائ ...
- الوطني إما القطع مع اوسلو وإما تعمق الإنقسام
- أين حصة القدس من المجلس الوطني...؟؟
- العدوان على سوريا ...كشف عن عجز الدول الغربية والتواطؤ الرسم ...
- في ذكرى يوم الأسير ..اما آن للسجن ان يقذف جنرالات الصبر
- ل تفجر أمريكا المنطقة بعد الهزيمة الإستراتيجية في الغوطة..؟؟
- جمعة -الصمود والتحدي- جمعة- الكاتشوك-....-بروفات- لإنتفاضة ش ...
- من يوقف الإبتزاز الأمريكي للسعودية والخليج,,,,؟؟؟
- تحرير الغوطة ...خطوة كبيرة على انهاء العدوان والتحرير
- المسيرات الشعبية الكبرى.....قاطرة النصر والعودة والحرية
- في يوم الأرض....صراعٌ مستمرٌ ومتواصل على الأرض


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مرثية اللطم والبكاء والندب لن توقف انهيارنا المجتمعي