أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجدة تامر - مسلمو أوروبا وصعوبة الاندماج














المزيد.....

مسلمو أوروبا وصعوبة الاندماج


ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 12:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد تحولت أوروبا إلى قاعدة للإحباط والغليان الإسلامي من داخلها, إلى درجة باتت فيها مهددة بانحسار قيم التسامح الديني والثقافي التي عرفت بها. والذي حدث أن التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة الأسبانية مدريد, ثم مقتل المخرج السينمائي الهولندي "تيو فان غوغ" على يد متطرف إسلامي, وأخيراً نشر الرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية, قد أثارت جميعها موجة عارمة من الغضب والغضب المضاد في أوساط المجتمعات الأوروبية.
ومما لاشك فيه أن جميع تلك الأحداث تشكل مادة غنية جداً لإنتاج الأفلام السينمائية وأفلام الفيديو, فضلاً عن صلاحيتها مادة ملهمة للعروض المسرحية والكوميدية, وللأفلام الوثائقية أيضاً.
وبالفعل فقد شرع مخرجو ومنتجو الأفلام الوثائقية والعروض المسرحية الكوميدية وغيرهم, في النظر إلى ما وراء النزاع الأوروبي الذي نشب مؤخراً حول الحجاب وغيره من الرموز الدينية, في محاولة لالتقاط صورة أوسع مجالاً, لقارة بدأت تمزقها مشاعر انعدام الأمن إزاء تعددها العرقي والديني والثقافي.
وليس ثمة ما يثير السخرية في أن يكرس هؤلاء المنتجون والمخرجون جهودهم وطاقاتهم الإبداعية لاكتشاف تأثير الإسلام على النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للقارة, في الوقت الذي قطعت فيه القارة الأم نفسها, شوطاً بعيداً باتجاه التحول الكامل نحو العلمانية.
ودعونا نتناول هنا ثلاثة أفلام أنتجت مؤخراً, أولها فيلم " تشينزل بارادايز" الذي يقوم على معمارية سلسلة من الأحداث والمواقف الكوميدية, تدور جميعها حول حبكة درامية لقصة غرامية تلامس التوترات العرقية التي نشبت داخل أحد المطاعم الهولندية.
أما الفيلم الثاني "وان تو وان" فيعالج موضوع الشكوك الثقافية في المجتمع الدانمركي, عندما يتعرض أحد مواطني الدانمرك الأصليين, إلى الضرب المبرح حتى الإصابة بالغيبوبة التامة, بينما تدور الشكوك وتوجه أصابع الاتهام إلى أحد المهاجرين العرب .
إلى ذلك يناقش الفيلم الثالث والأخير في هذه السلسلة – عنوانه "محاضرات هامبورغ"- موضوع الدروس والمواعظ الجهادية المقدمة من خلال أحد مساجد العاصمة الألمانية برلين, قبيل وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأميركية.
ومن خلال هذه الأفلام الثلاثة وغيرها من الأفلام الأوروبية الأخرى, يخلص المرء إلى أن أولئك المهاجرين المسلمين, الذين حلوا بمختلف الدول والبلدان الأوروبية ضيوفاً شباباً عليها ذات يوم, قد تحولوا إلى أجداد وجدات يعيشون في عائلات كبيرة ممتدة, ضاربة بذلك سياجاً اجتماعياً وثقافياً منيعاً حولها, مما يعني غربتها وعزلتها عن المحيط الأوروبي المحيط بها.
يذكر أن "مارتن كولهوفن" مخرج فيلم "تشينزل بارادايز" كان يعكف على تنفيذ سيناريو فيلمه, عندما تعرض زميله "تيو فان غوغ", للطعن وإطلاق الرصاص حتى الموت على يد متطرف إسلامي في أمستردام. وكان المخرج القتيل قد أثار مشاعر غضب المسلمين بفيلمه "الخضوع" الذي وصف فيه ما أسماه جرائم الاغتصاب والزواج القسري في المجتمعات المسلمة.
ومهما يكن من أمر, فقد كان ذلك الفيلم مؤشراً ومنذراً بنشر الرسوم الدانمركية الأخيرة, بدعوى مسألة حرية التعبير في المجتمعات الأوروبية.
وتعليقاً على تلك الحادثة قال المخرج كولهوفن: "الوسط السينمائي الهولندي ضيق ومحدود بالطبع, ومعظمنا يعرف المخرج "فان غوغ" حق المعرفة. ولذا فقد كان حادث الاعتداء عليه صدمة كبيرة بالنسبة لنا. وكان طبيعياً أن يخطر على ذهننا السؤال: "وماذا نفعل بفيلمنا الآن... هل نغيره أم ماذا"؟ وهل تحولت مهنتنا إلى مهنة قاتلة خطيرة؟ ومضى "كولهوفن" مستطرداً في القول:
"هناك أوقات يشعر فيها الإنسان بالخوف. ولكن هل لنا أن نمزح في أمر يتعلق بالتعدد والاندماج العرقيين في مجتمعاتنا؟ وعندما طرحت هذا السؤال على نفسي, شعرت بأننا لم نخطئ مطلقاً في حق أحد, بل على العكس تماماً, تأكدت من أننا نقوم بالشيء الصحيح. والأهم من هذا كله, فإذا لم تستمر بإنتاج الأفلام, فسوف تجد نفسك قد تسمرت وتوقفت في منتصف الطريق".
وعلى أية حال فإن فيلم "تشينزل بارادايز" قد عد واحداً من بين أفضل وأميز الأفلام الهولندية، التي أنتجت خلال العام الماضي 2005. وللمزيد من التفصيل عنه, فإن أحداثه تدور حول قصة حب محرّم, تدور بين عاملي وموظفي المطعم.
فبدلاً من أن يحقق الشاب المغربي الأصل," نور ديب", حلم والده بأن يصبح طبيباً, نراه في الفيلم وقد التحق خلسة بوظيفة غاسل أطباق في مطعم فندق "النسر الأزرق". وهناك يجد نور ديب خليطا وأجناساً مختلفة من العاملين والموظفين, من بينهم مغاربة وأتراك وصربيون وهولنديون.
وكانت أجمل عاملات المطعم على الإطلاق, النادلة الهولندية "آينجز", التي سرعان ما يقع "نور ديب" في حبها, ويعبر معها الحدود والخطوط الفاصلة بين الثقافات والأديان واللغات. وعلى الرغم من أنه يمكن التكهن سلفاً بمصير ومستقبل هذه العلاقة, إلا أن المعالجة الكوميدية للقصة والأحداث, جعلت من قصة الفيلم مادة للإبحار والتنقل بين كل تلك التعقيدات الدينية والعرقية والثقافية التي أحاطت بشخصيات الفيلم.
وسواء في هذا الفيلم أم في الفيلمين الآخرين "محاضرات هامبورغ" و"وان تو وان" فإن العامل المشترك بين موضوعاتها, هو معالجة أوضاع الجاليات المسلمة المهاجرة في أوروبا, وإلى أي مدى وفقت أوروبا في دمجها وتذويبها في كيانات مجتمعاتها الأصلية, حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ منها. وكما تكشف لنا الأفلام الثلاثة, فإن هذا التحدي لا يزال قائماً على كافة الأصعدة .
ترجمة عن لوس أنجلوس تايمز
بقلم جيفري فلايشمان



#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- االفرق بين الادراك الأوروبي والأمريكي حول ظاهرة الارهاب
- السيادة الوطنية في الاتحاد الأوروبي بين الرفض والقبول
- كلمة في الحب
- بيل غيتس .... الوجه المشرق في منتدى دافوس
- خصوصية التفوق الصيني
- مستقبل التبادل التجاري الحر
- الأوجه المتعددة للحلم
- أفلام العنف بين الأمس واليوم
- التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية
- أسباب استئناف المفاوضات الأوروبية مع تركيا
- مرتزقة الأمن الجدد
- ...............تحية الى الفنانة هالة الفيصل الفن أوراق مفتوح ...
- صعوبات انضمام الدول الشرقية الى الاتحاد الاوروبي
- قصة القنبلة الذرية والانشطارالنووي
- سيمون دو بوفوار .... الفيلسوفة الثائرة .... أبرز المدافعات ع ...
- مهمات الشبكة التجسسية العالمية : إيشلون
- واشنطن بين الامبريالية والامبراطورية
- أبعاد التفوق التكنولوجي الأمريكي
- في ذكرى ميلاده ... غيفارا رمز لايموت
- فرنسا وبريطانيا ... نقاط الاتفاق والاختلاف


المزيد.....




- بعد ظهوره بفيديو يركل ويجر صديقته.. هل ستوجه التهم للمغني شو ...
- الجيش الكونغولي يحبط محاولة انقلاب ضد الرئيس ويعتقل عددا من ...
- تعرض مروحية ضمن موكب الرئيس الإيراني لحادث إثر -هبوط صعب-
- أنباء عن تعرض مروحية رئاسية لـ-حادث- وغموض حول تواجد رئيسي ع ...
- وسائل إعلام إيرانية: -هبوط صعب- لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ...
- لافروف يرد على مزاعم سوناك وشولتس بأن روسيا أوقفت إمدادات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل -عنصر بارز- في -حماس- في غزة وينش ...
- الرئيس الجزائري يؤكد أن سنة 2027 ستكون حاسمة بالنسبة للبلاد ...
- جنرال بريطاني يسرد معلومات صادمة عن جيش بلاده
- لافروف: حان الوقت كي يدرك نظام كييف الحقائق على الأرض


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجدة تامر - مسلمو أوروبا وصعوبة الاندماج