أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجدة تامر - االفرق بين الادراك الأوروبي والأمريكي حول ظاهرة الارهاب














المزيد.....

االفرق بين الادراك الأوروبي والأمريكي حول ظاهرة الارهاب


ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاختلافات بين الإدراك الرسمي الأوروبي والأمريكي لظاهرة الإرهاب تسبب عواقب جدية من النوع العملي للتعاون الأطلسي على كلا جانبي المحيط. علما بأن التعاون البوليسي والاستخباري سار على نحو جيد أو على نحو جيد بشكل عقلاني حتى اندلعت الفضيحة العامة هذه الأيام في أوروبا حول تعاون رسمي مفترض في عمليات التسليم والتحقيق السرية التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية " سي آي إيه ".

المتخصصون الأميركيون على سبيل المثال يعتبرون أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية العاملة في مجال مكافحة الإرهاب فعالة جدا وتشكل نموذجا يحتذى به، يقوم على إستراتيجية تعتمد على مراقبة أمنية وسياسية ذات تقليد عريق وعلى أجهزة أمنية داخلية جيدة وتعاونها الأطلسي يحظى بشهرة واسعة النطاق. لكن فرنسا حاصرت في 23 يناير الماضي اقتراح قمة حول الإرهاب بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ذلك أن الناتو لم يعد لديه من الأسباب ما يجعله ينصب نفسه شرطيا للعالم. فالمنظمة هي عبارة عن حلف دفاعي بين شركاء متساوين.
وذات مرة قال دبلوماسي فرنسي: «لا نريد أن يتدخل الناتو في كل شيء ولا أن يفرض قائمة أولوياته على الاتحاد الأوروبي». كل ذلك يشكل جزءا من المعارضة الفرنسية القوية للمحاولات القوية أيضا من جانب الولايات المتحدة لتحويل الناتو إلى عميل للسياسة الأميركية ولإقناع البلدان الأوروبية بأن الناتو يجب أن يكون المنظمة الوحيدة التي تسهر على الأمن وبأنه يتعين على أوروبا التخلي عن استقلالها السياسي الجنيني في موضوعات الأمن وكذلك إنشاء قوة أوروبية للرد السريع.
ثمة موضوع جدي عنوانه الإرهاب لصيق بهذا الاختلاف الأطلسي وهو مرتبط بكيفية صياغة ذلك التهديد التي تفرضه بدورها مستلزمات جوهرية على أسلوب مواجهته. فالإدارة الأميركية ملتزمة جدا مع جمهورها انطلاقا من فكرة أن " القاعدة " تمثل مشكلة عسكرية تتطلب حلا عسكريا بحيث يصبح من الضرورة بمكان إحكام هذا السيناريو واعتماده كليا لأن عكس ذلك يعني تلقائيا بقاء غزو أفغانستان والعراق بلا أي مبرر.
هكذا هي الأمور إذ يواصل "جورج بوش" الحالي إلقاء خطاباته حول ما لديه من قناعة تفيد بأن «القاعدة» تستطيع إحراز نجاح في العراق بحشد المسلمين وإعادة عهد الخلافة الذي كان سائدا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وفتح العالم من جديد.
الأوروبيون عموما عادة ما يخالفون هذه الرؤية .البروفيسور" ريك كولسيت" من جامعة «جينت» ومن المعهد الملكي البلجيكي للعلاقات الدولية قدم مداخلة مثيرة جدا للاهتمام في الفصول التي عقدت في لاهاي في شهر ديسمبر الماضي تحت عنوان "حوار أطلسي حول الإرهاب" حيث ركز هذا الأكاديمي على أنه بينما يتفق بعض المحللين الأوروبيين مع رؤية واشنطن تعتبر الغالبية منهم الإرهاب في أوروبا فسيفساء من الخلايا المستقلة والمتجذرة ذاتيا لها اتصالات عالمية، لكنها تفتقد لمحرك مركزي وقيادة واحدة.
ومثل كثيرين وصف الإرهاب الأوروبي على أنه مجموعة من" الدوائر متحدة المركز التي تحيط بالنواة الصلبة التي تحتلها القاعدة التي ما زالت مميتة".
وهكذا فإن ظاهرة التشدد الإسلامي في أوروبا تعود أدراجها للموقع الذي شغلته قبل 11 سبتمبر وإلى رد الفعل العالمي الفزع الذي أعقبها، لكن هذه المرة ثمة مبالغة غير ضرورية حيال أهمية القاعدة . ويلاحظ " كولسيت" أن وكالات الأمن الأوروبية تتلقى معلومات حول وجود «تيار متنامي ينحو نحو التجذر والتجنيد الذاتي». هذا الميل نحو الراديكالية عند الشباب المسلم في أوروبا يعكس ميلا دينيا إذا نظرنا للأمور بشكل سطحي لكنه يتطور خارج المساجد طبعا وغالبا ما يشمل أفرادا من ذوي التأهيل الجامعي. أما مصدر هذا التشدد فربما يعود إلى الاختلال الاجتماعي والسياسي والإقصاء والبطالة بين أبناء الجاليات المهاجرة.
يقول "كولسيت" أيضا إنه حين يعلن الرئيس بوش أن الولايات المتحدة تذهب إلى العراق لمحاربة «المتشددين» كي لا تكون هناك ضرورة لمحاربتهم في الوطن فإن غالبية أصحاب المناصب الرفيعة العاملة في ميدان مكافحة الإرهاب تلاحظ أن الحقيقة هي على النقيض تماما: أي كلما تفاقمت حدة الحروب في العراق وأفغانستان تزايدت في أوروبا أعداد الإرهابيين المستقبليين. لكن هذا الأكاديمي البلجيكي يقدم في آخر الأمر مع ذلك تعليقا مهدئا: " خلال المسيرة التي يجب أن يتبعها أي مرشح لتثبيت هويته كمقاتل متشدد هناك الحاجة للانفصال عن مجتمعه، وتسييس آرائه والبحث عن جماعات لديها رؤية راديكالية عن العالم تكون مشابهة لرؤيته".
أما على المدى البعيد فإن هذه الإستراتيجية هي إستراتيجية تحمل عوامل تدمير نفسها بشكل ذاتي وستتضمن هزيمة هذه الجماعات أيضا مثلما حدث مع المتطرفين الأوروبيين من اليسار المتشدد في سنوات السبعينات والإرهابيين الفوضويين من سنوات الثمانينات ، فلقد عزلتهم استراتيجيتهم تلك عن المجتمعات التي يعتقدون بأنهم يتصرفون باسمها.



#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الوطنية في الاتحاد الأوروبي بين الرفض والقبول
- كلمة في الحب
- بيل غيتس .... الوجه المشرق في منتدى دافوس
- خصوصية التفوق الصيني
- مستقبل التبادل التجاري الحر
- الأوجه المتعددة للحلم
- أفلام العنف بين الأمس واليوم
- التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية
- أسباب استئناف المفاوضات الأوروبية مع تركيا
- مرتزقة الأمن الجدد
- ...............تحية الى الفنانة هالة الفيصل الفن أوراق مفتوح ...
- صعوبات انضمام الدول الشرقية الى الاتحاد الاوروبي
- قصة القنبلة الذرية والانشطارالنووي
- سيمون دو بوفوار .... الفيلسوفة الثائرة .... أبرز المدافعات ع ...
- مهمات الشبكة التجسسية العالمية : إيشلون
- واشنطن بين الامبريالية والامبراطورية
- أبعاد التفوق التكنولوجي الأمريكي
- في ذكرى ميلاده ... غيفارا رمز لايموت
- فرنسا وبريطانيا ... نقاط الاتفاق والاختلاف
- الادارة الامريكية الجديدة والمشروع الدفاعي الوطني


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجدة تامر - االفرق بين الادراك الأوروبي والأمريكي حول ظاهرة الارهاب