أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - القذافي وترامب والسيد داوود














المزيد.....

القذافي وترامب والسيد داوود


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب والروائي الجزائري كامل داوود، الذي يحبه الغرب كثيرا كما يقال، ظهر علينا في هذا الأسبوع بفكرة جديدة، تؤكد شكوكنا في قدرة هذا الكاتب على التحليل الموضوعي والرؤية السليمة في المجالات السياسية والإجتماعية، وذلك لبحثه الدائم عن المفرقعات والألعاب النارية بدلا من الأفكار والمقولات التي يمكن التحقق من مصداقيتها.
الفكرة الجديدة هي المقارنة التي يقوم بين دونالد ترمب وبين العقيد معمر القذافي، في مقاله ? Que faire quand Kadhafi est américain - ما العمل حين يكون القذافي أمريكيا؟ في المجلة الأسبوعية الصهيونية واليمينية لوبوان Le Point. لم نتعود على متابعة السيد داوود لا على صفحات هذه المجلة ولا غيرها، وإنما لأن الموضوع في حد ذاته أثار إنتباه أجهزة إعلامية أخرى، وذلك للمناسبة الثمينة التي خلقتها هذه المقارنة لضرب عصفورين بحجر واحد كما يقال، وللفرصة المتاحة لإغتيال الدكتاتور القذافي، كما يسمونه مرة ثانية. سنحاول هنا أن نعقد مقارنة في غاية البساطة بين القذافي وبين ترمب بدون إستعمال الشعر أو الإنشاء، وليس لغرض الدفاع لا عن ترمب ولا عن القذافي وإنما دفاعا عن الحقيقة.
١ - ترمب وصل إلى السلطة عن طريق الإنتخابات الديموقراطية والشرعية في أمريكا، رغم أن منافسته تحصلت على ثلاثة ملايين صوتا أكثر منه، ولكن النظام الإنتخابي يسمح بمثل هذه الغرائب. فيما يخص القذافي فإنه قام بإنقلاب عسكري مع مجموعة من الضباط من الجيش الليبي، على السلطة الحاكمة في سنة١٩٦٩ والتي كانت تحت الحماية الإنجليزية والأمريكية بقيادة الملك إدريس السنوسي الذي عينته إنجلترا ملكا منذ ١٩٥١.
٢ - ترمب جاء من عالم رجال الأعمال، وليس سياسيا محترفا، يدير أمريكا كما يدير شركاته المتعددة، وكرئيس شركة لا يراعي سوى مصلحة شركته والشركات الحليفة، وهو يمتلك ثروة ضخمة تقدر بأكثر من عشرة مليارات من الدولارات. أما القذافي فإنه جاء من عائلة فقيرة من الجنوب الليبي ولم يكن يعتمد سوى على راتبه العسكري البسيط.
٣ - ترمب بطبيعة وضعه الإقتصادي يدافع عن الأغنياء وأصحاب الثروات الضخمة الذين يمثلون في رأيه قوة أمريكا وسيطرتها على العالم. أما القذافي فقد كان مدافعا عن الفقراء - نظريا - على الأقل، وقام بالكثير من الأعمال التي هي في صالح الفقراء والمهمشين وكان يكره الأغنياء والطبقة البرجوازية وثقافتها المتعالية، وكان يدعي الإشتراكية بعكس ترامب الذي يجاهر بالرأسمالية الليبرالية المطلقة.
٤ - ترمب إهتمامه الوحيد هو أمريكا، وأمريكا رجال الأعمال بالذات، وهو معنى Make America Great Again، ولتحقيق هذا الهدف مستعد لإعلان الحرب على العالم بأسره وإشعال الحرائق في الكرة الأرضية. أما القذافي فقد كان توجهه السياسي منذ البداية توجها قوميا وليس إقليميا، وكان هدفه هو توحد الدول العربية المشتتة ولو على حساب الإقليم الليبي، وعندما فشلت محاولاته العربية، توجه إلى سياسة قارية لخلق كيان أفريقي قادر على مواجهة السيطرة الفرنسية على القارة السوداء، وربما هذا ما أدى إلى تصفيته من قبل فرنسا.
٥ - يمثل الدين مركزًا أساسيا في سياسة ترامب، وعلاقته مع المؤسسات الدينية المتطرفة مثل مؤسسة "مسيحيون من أجل إسرائيل". كما كان للجماعات الدينية دورًا فعالا في واحدةٍ من أكبر الخطوات على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، وهو قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك. ورغم ان القذافي أعتبر الإسلام دينا للدولة، إلا أن إسلامه كان معتدلا ولم يكن مترطرفا وكان يؤول الدين والقرآن حسب برنامجه السياسي، مما أثار عليه غضب الإخوان وبقية الزمر المتطرفة. حارب القذافي الجماعات الإسلامية المتطرفة بشراسة وعنف، وقد ارتكب في حقهم مجزرة سجن أبوسليم المشهورة، حيث اغتيل الإسلاميون رميا بالرصاص، حيث تعتبر هذه الحادثة أكبر عملية قتل جماعية قام بها نظام القذافي في 29 يونيو 1996 واعتبرت كأكبر انتهاك ارتكبه نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، حيث راح ضحيتها نحو 1269 معتقل معظمهم من سجناء الرأي. وتعد إحدى القضايا التي ساهمت في إندلاع الثورة الليبية في بدايتها التي انطلقت منتصف فبراير 2011، قبل أن يستولي عليها المتطرفون الإسلاميون.
وهناك العديد من نقاط الإختلاف بين ترامب والقذافي لن نتوقف عندها رحمة بالقاريء، ان هذه المقارنة التي قام بها الصحفي والكاتب السيد كامل داوود ليست جادة بأي طريقة من الطرق وليست ذات قيمة فكرية من أي نوع، ذلك أن المميزات السيكولوجية ليست هي التي تحدد الهوية السياسة. فحتى لو كان هناك تقارب أو تشابه بين الشخصيتين من النواحي السيكولوجية، فإنهما ينتميان إلى عالمين متناقضين، ولا ينتميان لنفس العنصر الإيديولوجي، كل منهم بإختصار، مصنوع من معدن مختلف. ونحن نعتقد أن المعدن المكون لترمب هو ذاته المكون للسيد ماكرون. السيد داوود أخطأ القصد وكان الأحرى به أن يسمى موضوعه ? que faire quand Trump est français



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الصورة ؟
- غزة .. أين تقع غزة؟
- هذا ليس غليونا
- الفن أفيون الشعوب
- الفنان والقرد
- أول مايو وثورة الفقراء
- إيروس والحب الإفلاطوني
- سرير الله وسرير النجار
- الله والفنان
- أسرار العمل الفني
- أسطورة الرمز في القرآن
- القرآن بين الإيمان والإسلام
- كزينوفان والله الواحد
- بداية اللوغوس
- اللغة المقدسة
- الله بين الشعر والفلسفة
- معنى الدلالة ودلالة المعنى
- العقل اللولبي
- رسالة إلى المواطن الليبي
- الإغتصاب والعنف تجاه النساء


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - القذافي وترامب والسيد داوود