أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - لا اقصاء ولا رفض و لا فرض لأحد !!!















المزيد.....

لا اقصاء ولا رفض و لا فرض لأحد !!!


رامي الغف

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 01:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا اقصاء ولا رفض و لا فرض لأحد !!!



بقلم / رامي الغف*

كل الحقائق والمعطيات الماثلة على ارض الواقع اليوم تؤكد ان خيار الشراكة والتوافقات السياسية بين مختلف الفصائل والأحزاب والقوى والكيانات والتيارات الفاعلة في الساحة الفلسطينية، هي الانجع والاسلم.

فرغم مرور عشرة اعوام على حدوث الإنقسام، مازال الوطن الفلسطيني يواجه قدرا كبيرا من المشاكل والازمات السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية والحياتية، وربما تعد التجاذبات والمماحكات السياسية، وتقاطع الاجندات والمشاريع والرؤى والافكار احد العوامل وراء بقاء تلك المشاكل والازمات دون حلول ومعالجات عملية وواقعية لها.

وبما اننا نمر بمنعطف سياسي ووطني حساس ومهم يتمثل اساسا بالعمل على تشكيل حكومة جديدة على ضوء ما أنتجته الللقاءات والحوارات السابقة بين حركتي فتح وحماس والتي كان آخرها على أرض الكنانه وما أفرزته من قرارات ونتائج، حري بنا ان نشدد مرة اخرى على ان الانتقال بالوطن من حال الى حال افضل لا يمكن ان يتحقق دون مشاركة الجميع في ادارة شؤون الدولة وفق قاعدة الولاء للوطن، والعمل من اجل المواطنين كل المواطنين في هذا الوطن، وليس من اجل فصيل أو حزب أو فئة أو شريحة دون غيرها، وتغليب المصالح الفئوية الخاصة على المصالح الوطنية العامة، من شأنه ان يفتح المنافذ والابواب للمتربصين بفلسطين والفلسطينيين، ومن شأنه ان يزيد من معاناة المواطنين وهمومهم ومشاكلهم وازماتهم المختلفة، ومن شأنه ان يوسع الهوة بين الشركاء بدلا من تجسيرها وردمها.

والتوافقات السياسية، وتشكيل حكومة الشراكة والخدمة الوطنية يتطلب اعتماد مبدأ لا فرض ولا رفض، وعدم وضع خطوط حمر على هذا الطرف او ذاك، بل صياغة وبلورة معايير وضوابط وسياقات موضوعية متفق عليها ليصار الى الاحتكام لها عند اختيار الاشخاص لمواقع المسؤولية.

ولا شك ان هذا المنهج سيساهم في اختصار الوقت، وتوفير الجهد، واختزال المسافات، وتعميق وترسيخ الثقة، والانطلاق من منطلقات صحيحة وصائبة للشروع بمرحلة جديدة تتطلب تظافر كل الجهود والطاقات لتحقيق المزيد من النجاحات، وتجاوز الكثير من الاخفاقات.

ان خيار الشراكة الوطنية هو وصفة علاجية لازمة كبيرة وعميقة يمر بها الوطن الفلسطيني بحق وحقيقة وهي في الاساس ازمة حكم بكل ما تعنيه هذه المفردة من معان، وعلى ذلك فإن الشراكة الوطنية تمثل خيارا وطنيا لا بد منه للخروج من الأزمات المستعصية في الوطن الفلسطيني وإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحفاظ على المشروع الوطني والإنجازات الوطنية التي عمدت بالدم، بل ان الشراكة الوطنية تمثل نمط من انماط الديمقراطية الذي يستند الى التوافق والتراضي، وغالبا ما تلجأ الدول والبلدان التي تتبنى نظاما ديمقراطيا فتيا الى الشراكة تلافيا للازمات والكوارث والنزاعات والتي تصاحب عادة التحولات والتغيرات، وهي ازمات حتمية الحدوث وتتطلب قدرا كبيرا من الصبر والمرونه في التعامل معها كونها من الخطورة بمكان ان تهدد المشروع الوطني برمته، غير ان الشراكة هي الاخرى تستلزم شروطا وفضاءات وطنية يلتقي عندها الشركاء الوطنيون ويقع في مقدمة شروط الشراكة الايمان بالمشروع الوطني والتفاني في صيانته والمضي في ترسيخه وتوفير اسس تطبيقه من خلال انبثاق حكومة شراكة وطنية حقيقية تأخذ بزمام الازمات والمشاكل نحو الحلول الناجعة.

ان من اهم شروط الشراكة الوطنية استعداد كل الاطراف سواء مؤيدون أو معارضون على تبني الحوار بوصفه الوسيلة الوحيدة لوضع اسس الشراكة والاستحقاقات المترتبة عليها وذلك من خلال تبني اطروحة طاولة الحوار المستديرة والتي تلبي حاجات الشركاء النفسية والموضوعية وتضعهم وجها لوجه امام ازمات وطنهم وما يحتاجه في المرحلة الراهنة ومن ثم اذعان الجميع لمتطلبات انضاج وصيانة المشروع الوطني بوصفه يحقق مصالح الوطن الفلسطيني العليا ويصونه من تقسيم ترابه الوطني ويضمن استقلاله المنجز ويمهد الطريق الى النظام الديمقراطي الرشيد والحقيقي والذي من شأنه ان يحقق العدالة ويضع المؤسسات الدستورية موضع التطبيق كما هو الحال في البلدان ذات التقاليد الديمقراطية الراسخة.

إذا فلابد للجميع ان يعلم إن سياسة الحوار واحترام الرأي الآخر وعدم إقصاء وتهميش إي جانب له مردوده الايجابي في الخروج بصيغ توافقية تخدم مبدأ الشراكة الوطنية، والخلاصة إن ما ندعو اليه إنما يعبر عن بعد ثابت وحقيقي لمجريات الأمور في المشهد السياسي الفلسطيني وهو خطوة جريئة لكل من ينشد المصلحة الوطنية التي ما أن تتحقق حتى يبدأ في فلسطين عصر جديد من الثوابت التي من خلالها يمكن ان تنشأ حكومة وطنية قادرة على القيام بمهامها على احسن وجه وهذا هو بطبيعة الحال ما ينادي به الجميع.

وحينما نقول ان مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية هو الخيار الافضل والانجع لنجاح العملية السياسية في الوطن، ولمعالجة كم كبير من المشاكل والعقد والازمات، وحينما ندعو جميع الشركاء السياسيين الى تبني هذا المبدأ والتعاطي معه كواحد من اهم وابرز الثوابت السياسية، فأن ذلك كله ينطلق من رؤية شمولية وواسعة لطبيعة الواقع السياسي الفلسطيني وما يرتبط من حقائق ومعطيات لا يمكن بأي حال من الاحوال نكرانها او التغافل عنها او تجاوزها.

وحينما نقول ونؤكد ان الشراكة الوطنية الحقيقية تعد المدخل الاساسي والصحيح للنجاح ولتحقيق الكثير من طموحات وتطلعات ابناء الشعب الفلسطيني بعد عقود من الظلم والاستبداد والقهر والحرمان، ولأن الشراكة الوطنية الحقيقية تفضي الى بناء الثقة بين مختلف الكتل والمكونات السياسية، وبالتالي تعزز الثقة واالتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية للشعب الفلسطيني، وهذا يمثل خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار السياسي في الوطن، اذ ان هذا الاخير يتحقق ويتعزز اكثر فأكثر متى ما وجدت مختلف الفصائل والفوى والكتل والمكونات ان لها حضورا ودورا فعليا وحقيقيا في ادارة وتسيير شؤون الوطن بمختلف مفاصله وبعيدا عن الاضطراب والتشنج والاحتقان السياسي والذي يفتح الباب واسعا لشتى مظاهر العنف والارهاب في مختلف انحاء الوطن، وحينما سيتحقق الاستقرار السياسي وسيتحسن الوضع الامني والذي من شأنه ان يوفر الظروف الملائمة لتحريك عجلة البناء والاعمار والاقتصاد، وبالتالي خلق المزيد من فرص النهوض في مختلف الجوانب والمجالات، وهو ما يعني تقليل معدلات البطالة، وتحسين الاوضاع الحياتية والمعيشية لعموم ابناء المجتمع الفلسطيني، وغيرها من المظاهر والظواهر الايجابية، هذه هي المسارات الصحيحة والصائبة لتحقيق النجاح، وكل خطوة تتحقق تمهد الطريق الى الاخرى، ومن ثم توصل الى النتائج المرجوة.

آخر الكلام:

إن القادة الفاشلون هم الذين يصنعون الأزمات، ويعرقلون حلها، وكأنهم لا يستطيعون العيش إلا في ظل الازمات والتوترات المتواصلة، بمعنى يمكن توصيفهم كالسمكة التي تموت لو غادرت الماء، هكذا هم تماما، يموتون لو انه يعيشون في حياة بلا أزمات



*إعلامي وباحث سياسي



#رامي_الغف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لله درك يا غزة !
- قدسية الأرض الفلسطينية !!!
- من يقف وراء تفجير غزة ؟
- آذار وصفقه الأشرار !!!
- ما المطلوب فلسطينياً لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة ؟
- أمريكا تكشف عن وجهها الحقيقي !!!
- القدس القلب النابض لفلسطين !!!
- انتفض المطر وطفحت المجاري !!!
- تساؤلات وتطلعات مواطن !!!
- الحكومة الفلسطينية ومهمة الاصلاح من الداخل !!!
- صرخة شباب ... فهل من مجيب!!!
- قواعد وأسس ضرورية في المرحلة القادمة !!!
- أنقذوا القدس !!!
- متى ستحل الأزمات الفلسطينية ؟؟
- المصلحة الوطنية خط أحمر !!!
- لندق ناقوس الخطر!!!
- نقاط جوهرية فلسطينية!!!
- نحتاج الى خارطة طريق لبناء الدولة !!!
- وما زالت مفاتيح بيوتنا في جيوب أجدادنا!!!
- لا تخرقوا السفينة من الوسط! !!


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - لا اقصاء ولا رفض و لا فرض لأحد !!!