عامل الخوري
الحوار المتمدن-العدد: 5875 - 2018 / 5 / 17 - 15:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الجزء الاول من ذكريات
انه شهر كانون الثاني عام ١٩٨١ ، شتاءً بارداً ، و الانضباط العسكري يتحرك بنشاط استثنائي ، فهي ايام الحرب الصدامية على ايران في بداياتها ، والهاربون ليسوا قلّة . ليس لدي سقف يحميني و الليل يخيم تدريجياً . نعم ليس لديّ الان سوى هذا ، قلت مع نفسي، ذهبت الى شارع ابي نوآس في بداياته قرب جسر الجمهورية ، هناك ، قرب النهر توجد مصاطب خشبية يختلي اليها الأصدقاء والعشاق ولكن ليس في مثل هذه الأوقات الباردة . عندما لم اجد احد في تلك اللحظات ، نزلت باتجاه المقعد جلست ، وزحفت الى ان تمددت على المصطبة الرطبة ارتجف برداً ،وقد تقرفص جسمي بحيث تضرب ركبتاي اضلاعي . هكذا قضيت ثلاث ليالي متتالية ،ونهاراً أتجول هائماً في شوارع بغداد عسى ان يسعفني الحظ بقشة إنقاذ . كنت سائرا من منطقة الباب الشرقي الى شارع الرشيد حيث تقع في بداياته مقر و مطبعة جريدة التآخي حيث كان والدي يعمل فيها كمصحح للغة العربية بعد تقاعده الوظيفي . رأيت أمي بعينها تسير بأتجاهي ، حيث كانت في مقر التآخي لعل احدهم يستطيع التوسط لإطلاق سراح والدي ألذي اخذوه معتقلاً رهينةً عني بعد هروبي . اشارت لي بعينيها ان لا اتحدث معها فهي تحت المراقبة و لكنها قالت بسرعة ، لقد اخذوا زوجتك رهينة أيضاً ، ومضت في طريقها . أصابني دوار لا اعرف ماذا افعل ، قلقت طبعاً على ابي الكبير في السن ، على اخي الاكبر الذي هو الآخر أخذ رهينة لدى دوائر الأمن ، والآن ام علي* ، زوجتي ، ولكن ما كان يقلقني اكثر صغيري نصير ( مشمش) الذي لم يكن قد تجاوز الثلاثة أشهر من عمره ، ربما يهددون أمه به ، قد يقتلوه او يعذبوه أمامها ، الفاشيون يفعلون اي شئ خارج حدود تصور العقل البشري ، انه البعث الفاشي
عامل الخوري
للذكريات بقية
#عامل_الخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟