أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة عطا - الدولة في فكر عبد الجواد ياسين مابين الدين والتدين














المزيد.....

الدولة في فكر عبد الجواد ياسين مابين الدين والتدين


فاطمة عطا

الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طرح عبد الجواد ياسين فكرة نشوء الدولة وفق المنظور الديني والواقع الاجتماعي ، وكيف وظُف الدين في نشوء الدولة اجتماعياً عن طريق التفاعل مابين الدين والحراك الواقعي للافراد في المجتمع. مشيراً الى الاختلاف بين نشوئها وفق الفكر المسيحي والفكر الاسلامي ، اذ جاء تكوينها بحسب الفكر المسيحي من خلال الفصل مابين الدين والسياسة وفق المنظور العلماني ، بالوقت الذي تكونت فيه بالفكر الاسلامي عن طريق توظيف الدين الاسلامي كضرورة لاقامة الدولة كحارس للدين الاسلامي وراعي للنصح الدنيوي.
ان الدولة تتكون نتيجة لتوفر شروطها في الواقع بعدها كيان اجتماعي طبيعي سواء وجد الدين ام لم يوجد الا ان حضور الدين الاسلامي ومن خلال التفاعل الاجتماعي انضج شروط تكوينها.
فعند وفاة النبي محمد (ص) نشب خلاف بين فريق المسلمين بشأن خلافة النبي ومن يرثه باعتبار ان السلطة نفوذ فردي يعود للمؤسس ، مابين وراثة قبيلته له وهي قريش ومابين وراثة اهل بيته له ، وعلى ذلك انبثقت نظريتا نشوء الدولة وفق المنظور السني والمنظور الشيعي.
فالدولة بحسب التنظير السني تكون وراثة للقبيلة التي شهدها الواقع الاجتماعي المتمثلة بقريش والعنصر الذي ساد في الميراث هو سلطة الحكم وليس خصائص النبوة ، والحاكم هنا يحكم نيابة عن النبي والمستهدف بحكمه هو مبادئ واحكام النبوة (حراسة الدين) ، ذلك ان الفقه السني استخدم الدين كوسيلة لتبرير وجود الدولة وتحقيق اغراضها وصلاحياتها تقتصر على الجانب البشري الاجتماعي.
اما بحسب التنظير الشيعي فالدولة هي وراثة جاءت بالنص لاهل بيت النبي جامعة صلاحيات السياسة بالحكم وخصائص النبوة الروحية المتصلة بالوحي ، فالحاكم هنا امام يرث علم النبوة مهمته سياسية /دنيوية ودينية بالوقت ذاته ، فالامام معصوم يتكلم باسم الله وله صلاحيات دينية مطلقة شمولية.
وقد اشار عبد الجواد ياسين الى ان الواقع المعاش للخلافة بعد وفاة النبي (ص) من المنظور السني هي التي مارست هذه الصلاحيات المطلقة التي بثتها النظرية الشيعية التي لم تتمكن من تطبيقها بسبب الصراع مابين الاثنين والشاهد على ذلك احداث التاريخ ، فالدولة الاموية بررت الاستبداد الذي مورس في ظلها من منطوق ديني لم يستند الى ستار ديني كثيف وانما جاءت تبريرات لاتتسم بالعمق النظري مرتكزة على اساس فكرة القدرية ، والدولة العباسية التي رافقت مرحلة التنظير فبرزت فكرة الدولة حارسة الدين وتمتع الاستبداد بغطاء ديني مدعوم بالنص بالوقت الذي بقيت فيه نظرية الدولة في الفقه الشيعي كنموذج مثالي معارض ومقموع من السلطة الموجودة .
ان التفاعل التاريخي ومسيرته في الواقع هو الذي اوجد الدولة وليس الفكر او النظرية من اوجدها ، على عكس الدولة في الفكر (المسيحي/الغربي) ، فاحداث الواقع الاجتماعي هي من بنت النظرية لنشوء الدولة وليس النظرية من كونت الدولة ، مشيرا الى مثال النظرية الشيعية التي ربطت مابين الدين والدولة بشكل لم يكن له وجود في النص فادخلت الدين كهدف للدولة وركن من اركانها. اما النظرية السنية كمثال لتفاعل الاجتماع مع النص لم تعتبر الامامة ركن من اركان الايمان الا انها عدتها ضرورة لابد منها لقيام الدين واستمراره ، معطياً النتيجة نفسها وهو الربط السرمدي مابين الدين والدولة وتكريس للمفهوم الاجتماعي للدين لدى كلاهما على الرغم من اختلاف الطرح في فكر كل منهما.


المصدر
* عبد الجواد ياسين،الدين والتدين :التشريع والنص والاجتماع ،(لبنان، التنوير للطباعة والنشر والتوزيع،2012).



#فاطمة_عطا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة عطا - الدولة في فكر عبد الجواد ياسين مابين الدين والتدين