أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بابكر عباس الأمين - ترامب والانسحاب من الاتفاق النووي














المزيد.....

ترامب والانسحاب من الاتفاق النووي


بابكر عباس الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 10 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان حدثاً جليلاً، رغم أنه لم يكن مفاجئاً قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، بما له من تداعيات جسيمة في الشرق الأوسط، وبما سببه من استياء في أوروبا وأبعد. الخطوة كانت خرقاء وبدون تروِّ؛ لأن الاتفاق ليس فقط ميثاق بين الدول التي تعاهدت عليه، بل تم تضمينه في قرار مجلس الأمن رقم 2231. وباتخاذه لهذا الإجراء، أهمل ترامب آراء أقرب حلفاء أمريكا، حين سعوا للحفاظ علي الاتفاقية: المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا، أطراف شريكة في /وموقعة علي الاتفاق، وآثر الانحياز لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الأخير لدفع فاتورة الحرب في حال نشوبها). بل أنه لم يحتكم حتي لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي نفت خرق إيران للميثاق النووي، واتبع نهج بطانة تقول له ما يودّ سماعه: مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، من كبار الصقور الرجعيين الذين ما برحوا يؤيدون تغيير الأنظمة.

اعتقاد كل من ترامب ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية، أن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية من شأنها تفاقم الوضع الاقتصادي بما يؤدي لتزمر اجتماعي، وبالتالي الاطاحة بالنظام. غير أن العكس يبدو أقرب للصواب؛ فالخطوة سينتج عنها بسط نفوذ التيار المحافظ والحرس الثوري، اللذان عارضا إبرام الاتفاق في الأساس. وبالفعل، قال المرشد الأعلى للثورة آيات الله علي خامنئي، مخاطباً الإصلاحيين الذين علموا علي انجاز الاتفاق النووي "قلت من اليوم الأول لا تثقوا بأمريكا". وبخصوص المستوي الشعبي، يبدو أن هنالك رضي نسبي وسط الإيرانيين عن النظام، حين قدّم تنازلات بشأن المشروع النووي، وما أعقبه من رفع العقوبات الاقتصادية، التي حسنت وضعهم الاقتصادي ومعايشهم، وأن اللائمة هذه المرة تقع علي عاتق أمريكا بانسحابها من الميثاق من طرف واحد. كذلك، فإن الإيرانيين ساخطون علي الرئيس الأمريكي، حين أدرجهم في قائمة الدول ذات الأغلبية المسلمة المحرّم دخول مواطنيها إلي الولايات الأمريكية، مع أنه لم يحدث قطّ أن ارتكب إيراني عملاً إرهابياً في الغرب.

والمرء إذ يستحضر تاريخ أمريكا في إيران؛ ليجده مفعماً بتراكمات تاريخية سيئة مع الجمهورية الإسلامية، تسبق اندلاع الثورة عام 1979، اتسمت بالعداء السافر، والتدخل ونقض المواثيق. فقد نصّت اتفاقية الجزائر عام 1981، التي تم بموجبها إطلاق سراح الرهائن الامريكان في طهران، بعدم تدخل الأولي المباشر وغير المباشر في شؤون الثانية، وإلغاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عقب الثورة، الاثنان لم تلتزم بهما. فمنذ عام 1982 بدأت وكالة المخابرات المركزية (سي آي ايه) في رصد ميزانية لحركات معارضة تورطت في عمليات إرهابية في إيران: "جبهة تحرير إيران" (جبهة أزادي إيران)، و"مجاهدي خلق" و"الجمعية الملكية الإيرانية" وحركة "جند الله". وبشأن العداوة؛ فقد أسقطت البحرية الأمريكية طائرة ركاب مدنية في 1988، في حيّز المياه الإقليمية الإيرانية، ولقي جميع ركابها وطاقمها حتفهم (290). وبعودة لحقبة ما قبل الثورة، فقد أسقطت سي آي ايه، بالتعاون مع رصيفتها البريطانية (إم آي 6)، نظام محمد مصدق المنتخب ديمقراطياً في 1953، وأقامتا نظام شمولي علي أنقاضه. وبهذه الخلفية التاريخية يبدو حديث المرشد الأعلى صائباً ومصيبا.

كانت استراتيجية باراك أوباما التي أنجبت الاتفاق النووي تضع في الحسبان أهداف بعيدة المدي، ولم يك الميثاق النووي غاية في ذاته، إذ كان يأمل أن يكون الاتفاق بمثابة خطوة أولي لبناء الثقة بين إيران والولايات المتحدة بعد التدخل والعداوة اللذان استمرا لتلك العقود. وكان يهدف أن تنخرط الجمهورية الإسلامية، انطلاقاً منه في شبكة علائق ومصالح متعددة، أي احتواء بدلاً عن إقصاء، والدول تحصل علي مكاسب أو تنازلات حين يكون لديها علائق مع بعضها، أكثر مما يكون الحال عند وجود عداء وقطيعة. الآن، وبارتكاس ترامب فإن كل هذا الجهد ذهب أدراج الرياح، وبدون طرح استراتيجية بديلة، وبدون أسباب موضوعية، فبات الشرق الأوسط منطقة شديدة التوتر والالتهاب، وشبح الحرب ليس ببعيد!

- - - - - - -
- علي وجه العموم، السبب الرئيسي الذي يثير امتعاض الإمبراطورية الأمريكية، ودفع برئيسها للتنصّل من الاتفاقية النووية، هو أن الجمهورية الإسلامية دولة مستقلة منفلتة من فلك مركزه واشنطن، وتدور حوله بقية الدول التي تقع في الساحل الغربي للخليج، وتتوق للحقبة التي كانت فيها إيران ذيل الإمبريالية ومخلبها في الشرق الأوسط: إسرائيل.



#بابكر_عباس_الأمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح حرب شرق أوسطية؟
- مذبحة اليمن: تذكير بالحرب المنسية
- تركيا ما بعد الانقلاب: القادم أسوأ، مزيد من الشمولية
- مبحث في تداعيات حرب يونيو/حزيران 1967
- حادثا دراما في حرب يونيو/حزيران 1967
- المرأة العربية في القرن الأول الهجري
- اضطهاد وشيطنة المرأة في العالم العربي
- سوء استخدام التكنلوجيا
- في الذكري الخمسين لاغتيال جون كيندي
- أشعار هجاء
- أشعار ساخرة
- الصادق المهدي: أنجح رئيس وزراء مر علي السودان!
- ماذا يريد عبدالله علي إبراهيم؟
- إعادة صياغة الإنسان السوداني (2-2)
- إعادة صياغة الإنسان السوداني
- ماذا يريد الصادق المهدي؟
- مطالعة في الثورة الكوبية (2)
- مطالعة في الثورة الكوبية
- ماهي الخطيئة التي ارتكبها رئيس جنوب السودان بزيارته لإسرائيل ...
- هل تُوجد أحزاب سودانية؟


المزيد.....




- ضغوط أمريكية ودعوات ألمانية وأممية للالتزام باتفاق وقف إطلاق ...
- ترامب يختار رجل أعمال رائد في زراعة القنّب مبعوثا خاصا إلى ا ...
- زيلينسكي مستعد للانضمام إلى قمة ترمب وبوتين حال دعوته
- ترمب يتوعد بـ-القضاء- على -حماس- في حال لم تحترم اتفاق وقف ا ...
- السماح لموظفين أمميين محتجزين في صنعاء بحرية التحرك
- انحراف طائرة عن مدرج هونغ كونغ ومقتل موظفين بالمطار
- ترمب وألبانيزي يوقعان اتفاقا في شأن المعادن الأرضية النادرة ...
- الكويت تراجع أكثر من 10 قوانين اجتماعية وأسرية لتحديثها
- هدوء على حدود باكستان وأفغانستان بعد وقف إطلاق النار
- إيران وفرنسا لديهما الإرادة اللازمة لحل قضية السجناء


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بابكر عباس الأمين - ترامب والانسحاب من الاتفاق النووي