أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فداء الحديدي - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


فداء الحديدي

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 10 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


ذكرى...

في لحظة من دقات قلب تائه , في ساعة من الصمت و الشوق المتوّج بالعذوبة إليه , وقبل أن يغفو قلبي و يتسلل الشيب إلى خافقي . قبل ان تغزوني نبضات الحنين , تسلّلت روحي في غربة المكان , شيء مني يرغمني , يجثو أمامي , حنين يأسرني إلى وجد غائب , يقسو علي ّ, يكبلني للبوح بسرائر روحي .
طيف من غربة روحي حملني إليه , شوق عاصف يأسرني , يشدّ روحي إلى أيام خلت , حاولت أن أقاوم , أن اصارع ضجيج قلب معذب ينتحب شوقا , وجع يئن يحاججني في صمودي , في وجودي . يعصف بي في كل كياني ...
إلى هناك .. حملت روحي قبل أن أحمل جسدي , إلى ذالك المكان الذي يشدّني إليه كلما إبتعدت عنه , حيث كانت روحي تسكن , تقاوم , حيث كان كياني صادما حد السقوط.
رغبة في روحي عارمة , تنظر في المكان , في وجوه العابرين حولي , وجوه أعرفها , تستنكر وجودي , تمر من أمأمي كانني طيف , , تنظر حولي .. لا تراني , خطواتي باتت قريبة منهم , أسمع همسات , أرى وجوه لا تراني , أصوات خافتة, ضجيج هامس مرتبك , أثار رهبتي , خوفي , ريبتي , تراجعت الى الوراء , تسمرت في مكاني أنظر حولي ,
أي ارتباك حلّ بهذا المكان ..!؟
أي روح غادرت ملامح تلك الوجوه الغريبة !!؟
أي ملامح في عزلتها تطوف كأشباح طيف أمام ناظري !!؟؟ّ
كل شيء حولي بات غريبا , أطياف تلهث , تصرخ , ترحل , تعود , تطارد أنفاسي المتعبة , تعصف كبركان جاثم فوق صدري المنهك .
الا تلك الزهرة , بقيت صامدة في مكانها بين الغرباء , شامخة فوق منضدة متهالكة على زاوية محطمة , تصارع بقاءها , تعانق شبح نافذة معلقة .
قاومت جسدي الذي تسمر من دهشته , خطى متثاقلة , أخذت أقدامي إليها , جلست بقربها , تمعنت في خطوط أوراقها النحيلة , عمر من آلام خطها الزمن في اروقتها . شقاء , عزلة , غربة فرضها القدر عليها , كروحي العطشى أحلق معها في ظلام الأنين.
جلست بحذر بجاورها , أسفل نافذة القدر الوحيدة , أحست برعشتي , توددت إليها , ,لامست أناملي حبات دمع صامدة على خدودها , إنحنت كغانية أمامي , تطلب ودّي . و كأنني طرقت باب عزلتها , عانقت طيفها , فتحت ذراعيها كنافذة فُتِحت إلى بوح أسير , كسرت قيودها المكبلة في قلب مأسور , وجع ممتع لذيذ, استوطن قلبي , روحي , كياني , كبوح تسلق مدارج عشق مسجون.

صوت من خلفي , يقطع صدى صوت الماضي .. يقبض مقصّه , يقطع أشواكها التي يبِست , كغيمة عابرة بلا مطر . سقطت دموعها , تفصح عن حزن سنوات العمر الضائعة .
سارت أقدامي بخطى سريعة , أعبر المكان... بين ازهار غريبة , تسارعت خطواتي لأغادر على عجل , قبضت يدي على قصاصة الورق وصورتها في يدي , وقبل أن تبتلّ , اغلقتها ووضعتها في جيبي , أسدلت الستائر وأحكمت إغلاق نافذتي , على وخز برد ليلة ماطرة .



#فداء_الحديدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فداء الحديدي - قصة قصيرة