أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موفق الحمداني - الشخوص والزمان والمكان في المجموعة القصصية (عطر الحب) للكاتبة غادة م. سليم














المزيد.....

الشخوص والزمان والمكان في المجموعة القصصية (عطر الحب) للكاتبة غادة م. سليم


موفق الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


لست ناقدا ادبيا ولم اكتب في حياتي نقدا لعمل ادبي، ولكنني قارئ شأن الذين يكتب لهم الادباء، وجل ظني أن الادباء يكتبون للقراء ولايكتبون للنقاد.
تقول مدرسة من مدارس النقد الأدبي بموت المؤلف بمعنى أن النص يستقل عن مؤلفه، ويتاح لقراءات متعددة تعدد القراءة. فالفنان التشكيلي لايدور في المعارض ليشرح للمتلقي معنى اللوحة التي رسمها ولا يشرح الشاعر معاني شعره. العلاقة بين النص والمتلقي. ولاتعدو قراءة الناقد الادبي الا قراءة بين القراءات، ربما توسطت بين النص والقارئ.
قصص غادة سليم لا تعتمد الأحداث قدر ما تعتمد على العلاقات بين الشخوص والعلاقات بين الشخوص والزمان والمكان.
الشخوص: شخوص القصص أزواج ليسوا افرادا ولاجموع أو جماهير. أزواج تحتدم العلاقة بينهما في شحنة هائلة من التوتر والتوهج. يضطرم الحب والعشق والامل والخيبة والغضب في الجوانح. أزواج تنصهر فتلتحم ثم تنفلق وتنشق.
الشخوص لا وجوه لها، ولا أجساد مميزة فلا عيون دعجاء ولا كحلاء ولا فارعة الطول أو ميساء القد ولاهيفاء. الرجال هم رجال فقط والنساء نساء فقط ولكنهم يذوبون حبا ويحترقون جوى، يملأهم الحنين الى المكان والزمان.
ألشخوص أزواج لذلك لاحول أمام جبروت الجبروت، يلوذون بالفرار ويجلدون أنفسهم لأنهم هُجروا وهاجروا، أنهم يتدلهون ويخافون ويتوجسون ولكنهم لا يتأملون أو يفسرون او يستنتجون أو يحللون، لا يجابهون بل يتجنبون. هم شباب في قمة النضج والقدرة، فلا طفل يحبو ولا شيخ يسعل ولا عجوز تتوكأ على عصا. رجل واحد فقط يمكن ان تحسب عدد الشعرات البيض في مفرقه. البحث عن الحب والامل والحرية والسعادة والتحرر من الخوف هي همومها، وليس البحث عن لقمة العيش.
المكان: المكان في قصص غادة هو مكان بعينه ولإمكان. في قصة (التلويحة) يوحي السرد بعراق أصبح سجنا لا مفر منه، يسيطر عليه (سيدهم الذي انفرد في حجرة عالية الجدران) (ص 34) ويلوح لها الوطن مودعا (في طريبيل؟)، والناس يخشون الأماكن ويحسون انها مزروعة بأجهزة التنصت حتى كادت تتصور ان مخها مزروع كذلك (ص 40)، والخوف له صوت في بلد يسمع فيه دبيب النمل والعشق له ضوء ينير العيون.. (ص 66). وهناك مارد يجثم على الصدور، لا يريد ان يحب أحد أحدا (ص 41). هذه أمكنة عرفناها وخبرناها.
أمكنة أخرى قد لا تكون أمكنة ففي قصة (الافتراس) يخضع المرء لامتحان عسير النجاح، فيه ينذر بقطع العلاقة بحياة المرء الماضية (ص 29) فمغادرة الوطن لا رجعة فيها. إن هجرت الوطن هجرته للأبد. أم ان الامتحان يرمز للزمان. فان فقد المرء براءته فقدها الى الأبد، وفقد معها جزءأ من نفسه (وعندما خرج ليخبرها، لم يجد سوى يدها..ص29 ).
المكان قد لا يكون مكانا بل هو أحد الشخوص. انه الوطن نحمله في القلب لوعة نرنو له من بعيد، ويتملكنا الرعب واليأس عندما ينهار (انهار بنيانه على الراس حجراً حجراً، وانطفأت الثريا وساد الظلام وغاب القمر وجمدت الوردة وساد الصمت ص98).
الزمن أي زمان هذا الذي تجري فيه قصص غادة. العراق منذ أوائل السبعينات؟ أم هو مرحلة في عمر الأنسان، هي نضجه وعنفوانه. أم هو كل زمان. فالحب هو الحب منذ الأزل ولوعة الفراق تكوي الجوانح في الأمس واليوم وغداً. والكلاب التي تلاحقنا هل خطايانا تلاحقنا عبر الزمان لتقضي علينا؟ أم هي رمز لعناصر الأمن التي تنقلب علينا فتفرسنا بدل أن تحمينا (ص28). وهناك رموز تستحق التأمل.



#موفق_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخوص والزمان والمكان في المجموعة القصصية (عطر الحب) للكاتب ...


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موفق الحمداني - الشخوص والزمان والمكان في المجموعة القصصية (عطر الحب) للكاتبة غادة م. سليم