ثقافة الاحتجاج عند المجتمع المغربي بين الآنا والمقاطعة الكلية.

نبيل العطاوي.

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 06:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شدرات من:
ثقافة الاحتجاج بين الآنا والمقاطعة.
"أنا مقاطع"
نبيل العطاوي، طالب باحث في ماستر سوسيولوجيا التنمية المحلية.
عرف المجتمع المغرب في الآونة الأسابيع الأخيرة قفزة نوعية على مستوى ثقافة الاحتجاج، لكن هذه المرة اختلفت ثقافة الاحتجاج عند معظم الفئات العمرية في المجتمع ليس من خلال الاحتجاج في الواقع، لكن احتجاج افتراضي أي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخص بالذكر موقعين أساسين هما الفيس بوك والواتس اب لكن هذه المرة كانت النتيجة إيجابية انعكست بشكل كبير على الواقع، وتتضح هذه المقاطعة من خلال مقاطعة بعض المنتجات التي يستهلكها بشكل يومي أفراد المجتمع المغربي، هذه المنتجات التي تعد أثمنتها مرتفعة مقارنة بالدول الأوروبية التي تعرف انخفاضا كبيرا في مثل هاته المنتجات التي قاطعا الشعب المغربي من خلال التعبير بعبارات متمثلة في "خليه يريب"لكن الكلمتين التي غزت الفضاء الفيس بوكي هي أنا مقاطع أو نحن مقاطعون،كلمتين تكمن في الآنا أي الذات أو الآنا الذي لست أنا أي الآخر والمقاطعة التي نقصد بها إجرائيا الامتناع عن شيء لم نعد نحتمله بلغة أخرى رفض شيء ما لدوافع مادية أو ثقافية. إذن يتضح على أن هذه المقاطعة كان لها انعكاس كبير في المجتمع لا سيما وأن صورة مجتمعنا المغربي اليوم بدأت توضح بروز معالم الوعي أي أن فكرة التبعية وحضور الذهنية القبلية بدأت تتغير لاسيما وأن الأفراد أضحى لهم هامش كبير من الحرية عبر هذه المواقع الافتراضية التي يمكن أن نقول ولا نكاد نجزم بأنها بدأت تشكل وتبلور نوعا من الوعي الاجتماعي لشريحة المجتمع المغربي، فكما قلنا الرفض عبر هذا الفضاء كان له أثر وذلك من خلال خروج بعض المسؤولين بتصريحات ترقى إلى مكانتهم الاجتماعية في المجتمع، ويترتب هذا نتيجة لمقاطعة الشعب المغربي لبعض المنتجات التي قهرت الشعب المغربي في جيبه، فمن بين الأقوال التي استفزت الشعب الفيس بوكي عبارة "مداويخ"قطيع"خونة"كلمات صراحة لن تزول من ذهن المواطن المغربي بعد القيام بهذه الحملة التي يمكن القول أنها ناجحة، فالبعض يفسر أن خروج بعض المسؤولين بهذه الأقوال هو دليل على أن ثقافة الآنا المقاطعة ناجحة وسبب النجاح راجع لانتقادات هؤلاء المسؤولين للشعب المغربي، بينما لازال الشعب الفيسبوكي الافتراضي الواقع يؤكد على فكرة مفادها أنه سيبقى مقاطعا حتى احترام ومراعاة جيب المواطن والقيام بأثمنة مناسبة، كما يؤكدون على أنهم مستعدون لمقاطعة كل المنتجات المرتفعة السعر، وهذا يعد بمثابة تحذير مهم لباقي الشركات الأخرى.
في الأخير، نؤكد على أن هذا الخلل كان متوقعا لا سيما وأن بعض الشركات لا تقوم بأي دراسة علمية تحاول من خلالها فهم مكينيزمات وفك شفرات المجتمع وتركز فقط على الأرباح ولكن لا تفكر في الأزمات وهذا ماينبغي أن تحذر منه باقي الشركات الأخرى ينبغي القيام بدراسات تستند على مقاربات تشاركية حتى نقلل من ثقافة الاحتجاج التي هي في نهاية المطافة مقبولة ومشروعة مادام أن المجتمع المغربي عبر معظمه عن الواقع الميؤوس منه اليوم لا على مستوى الواقع ولا على مستوى الفضاء الافتراضي.
نبيل العطاوي،طالب باحث في ماستر سوسيولوجيا التنمية المحلية.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات