أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام برجاوي - إلى فكتور هيجو ... في ذكرى الرحيل.














المزيد.....

إلى فكتور هيجو ... في ذكرى الرحيل.


هشام برجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5861 - 2018 / 5 / 1 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


إلى فكتور هيجو...في ذكرى الرحيل.

لن يتوقف الحديث السياسي و الأدبي المتضارب عن الذي ألبس الأدب الفرنسي قبّعته الحمراء، فقد تجرأ على طلاء جدران الجحيم بألوان الجنة الوعيدة، ثم تجرأ أيضا على الحلم ب " الولايات المتحدة الأوروبية " بعد أن كتب ثوار فلادلفيا الأمريكية ميثاق " المناهضين للنموذج السياسي و الاقتصادي و الإجتماعي الأوروبي ".

فكتور هيجو رجلُ سياسة، و متمرد على تعاليم الرب أيامَ هيمنة الكنيسة، ثم أفلت من العقاب بفضل لقب رسمي.

هل ساورته نكسة ضمير أو استفاقة صاخبة له كي يفكر في مصير أولئك الذين لم يفلتوا من العقاب؟

لا مبرر لإنسكاب محاكمات النوايا، كل ما نعرفه أنه كان على اتصال يومي بأهوال نزلاء سجن الباستيل...حيث كان الملك – الشمس لويس الرابع عشر يعذب باسم الله تحديدا، من لم يستطيعوا بفضل الدين أو الدولة أن يفلتوا من العقاب.

فكتور هيجو أيضا أحد بناةِ الأدبِ الاجتماعي الذي تلقى منذ بداية القرن الفائت تحولا غائرا بعد أن تغير أسلوب رصد المعاناة : فهيجو كان يسرد بانوراميا أي أنه كان خارج المعاناة وهو ما يتلاءم مع المعالجة الفوقية للمكابدات الاجتماعية أو ما يجوز أن نعتبره التأويل " الخيري " أو " الإحساني " لمطلب العدالة الإجتماعية .

مع محمد شكري، و أمثالِه، أصبحتْ معالجة المشكلة الاجتماعية قادمة من أحشائها، لذلك، على النقيض من اللغة المخملية التي استعملها هيجو لوصف العذاب، استخدم شكري العذاب لوصف العذاب و استعمال اللغة المخملية لوصف العذاب يبرر موقف هيجو كأحد بناة الرومانسية، فالحد الفاصل بين الأدب الاجتماعي و الأدب الواقعي رفيع جدا، يتضاءل كلما كانت المسافة بين رجل و اللحظة الموالية أكثر تقلصا من المسافة بين عيني حبيبته...

تقمص وصايا الجد المقبل على التواري، و استزلم روحه لآلام أب ابتلع الماء حقه في ممارسة الأبوة.

نادى بإلحاق قسط من الغيرة الوطنية مهما تكن شواخصها ب " الحلم الأوروبي " الذي سيتكامل مع " الحلم الأمريكي " لتحقيق إرادة الرب في هذا الوجود الملبد بالأوهام.

أفرد للحظات الختامية من حياة الرسول محمد ما يشبه " القراءة غير المقلوبة لعبارات العزاء " و أسهب في مدح علي بن أبي طالب.

استخدم ألقاب النبلاء، الذين دكت الثورة الفرنسية صروحهم تباعا قبل أن تعيد إنشاءها تارة أخرى، لتأثيث رؤاه المتغيرة عن الحب و الجمال و المرأة و الجسد...

ثم مات...في الهزيع شبه الأخير من ربيع العام 1885



#هشام_برجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام برجاوي - إلى فكتور هيجو ... في ذكرى الرحيل.