أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - العزوف عن الانتخابات يبقي الفاسدين واللصوص على دفة الخراب














المزيد.....

العزوف عن الانتخابات يبقي الفاسدين واللصوص على دفة الخراب


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقالتي الأخيرة المنشورة في مواقع عديدة والموسومة "أيها الناخب عزوفك عن الانتخابات خيانة للعراق"، وصلتني تعليقات كثيرة من قراء فسروا قصدي بأنني اتهم من لا يذهب للانتخابات بالخائن، وهذا الفهم يعد قصورا واضحا في الفهم وتأويلا غير منطقي وتعجلا في الرد غير الموضوعي وغير المنصف.
قصدت بالخيانة هي التخلي عن المبادئ التي يتشدق بها غالبية المعارضين لطبيعة الوضع السياسي وما تركه من سلبيات واثار خطيرة على عموم العراقيين في جميع مفاصل حياتهم، الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وإصلاح منظومة البنى التحتية وتوزيع العدالة الاجتماعية على كافة شرائح العراقيين دون التفريق في الانتماء الديني او العرقي او المذهبي او القومي او المناطقي وسواها من الفوارق الاجتماعية بين مكونات المجتمع العراقي بطيفه المتلون والذي اعتبره اغناء للعمل السياسي اذا ما توفرت روح المواطنة ومصداقية الانتماء الحقيقي للعراق لإخراج البلد من سيئات المحاصصة المقيتة والنزوع الطائفي في إدارة دفة الحكم، وهذه كلها من سمات الوضع الراهن متمثلة بكافة الكتل والمكونات والأحزاب التي تتسلط على رقاب العراقيين وقد لعبت بالعراق "شاطي باطي"، ورغم كل هذا الخراب في حياة المواطن العراقي المغلوب على أمره، نرى أن هناك ما زال العديد من المتضررين العراقيين من سوءات الوضع السياسي ونتائجه الكارثية، اما يصفقون ويباركون ويؤيدون ويقفون الى جانب الفاسدين واللصوص، الذين نجحوا وبامتياز الى تفتيت المجتمع العراقي الى تشكيلات قد لا نجد مثيلا لها في ارض الله الواسعة حين فرّطوا بالأمانة التي تعتبر اقدس ما ينبغي ان يحافظ عليها السياسي، تلك هي أموال الدولة التي وزعوها لمن ينتمي لأحزابهم ومكوناتهم ويقترب من اجنداتهم المشبوهة، بطريقة تنم عن استهتار حقيقي بمقدرات بلد ومستقبل شعب، دون بذل أي جهد لإعادة بناء وطن خرج للتو من محارق صدام القاتلة ومغامراته الصبيانية، ليدخلوه في انفاق لها بداية ولا نهاية لها، بعد ان أفرغوا ميزانيته بطرق وقحة ولا أخلاقية، لنلاحظ ان من كان يستجدي دول المنافي والملاذات، يصبح بقدرة قادر من أصحاب العقارات والاملاك والشركات والارصدة داخل وخارج العراق، دون أن يتعرض للمساءلة والمراقبة والمحاسبة بمبدأ " من اين لك هذا؟" المعمول به في كافة دول العالم التي تحترم التزاماتها الوطنية والأخلاقية، تحت مراقبة ومتابعة كل المتابعين، مؤسسات دولة ومنظمات مجتمع مدني، والضرب بيد من فولاذ على المتسيبين والحرامية وناهبي ثروة البلاد دون أن تتحرك ضمائرهم الميتة أصلا.
إزاء هذا الخراب والفساد المخيف الذي، وهنا تكمن الكارثة، يصرح به فاعلوه ومرتكبوه أما الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بكل تنوعها، وبوقاحة ما بعدها وقاحة، دون ان يرف لهم جفن وبانعدام مخيف للضمائر الحية، بأسماء باتت معروفة لدى القاصي والداني، داخل وخارج العراق المنكوب، لتتدخل المنظمات الدولية بفضح هذه الملفات التي باتت روائحها تزكم الانوف، ومع ذلك لا نرى أي حراك حقيقي باتجاه إيقاف هذا النزيف المتواصل والمتعاظم لثروة العراق، وما نراه ونعيشه من بذخ وصرف الأموال الهائلة على الدعايات الانتخابية الا غيض من فيض من نهبه الفاسدون، وما يضيرنا وللأسف الشديد أن خطط اللصوص تجد نجاحات كبيرة باستمالة الاعداد الهائلة من العراقيين وهم يؤيدون من سرق اللقمة من افواههم لقاء مغريات بخسة وفتات رث، ناسين أنهم يرهنون مستقبلهم وعوائلهم واولادهم تحت رحمة المخربين بعد أن يمكّنوهم من البقاء على دفة الحكم ليكملوا مسلسل النهب، وبالتالي سيجد العراقي المغرر به، أنه غير قادر على ابسط وسائل العيش الكريم، بعد ان يكون قد ساهم هو نفسه بهذا الخراب والدمار وتفتيت البلاد، بعلم او جهل منه، ليجد نفسه في حيص بيص بحثا عن ملاذ يقيه حالة التشرد والجوع والحرمان القادمة، بعد أن يكون الفاسدون قد تمكنوا من الإفلات من العقاب وترك العراق انقاضا وخرائب، وكأنهم مخلوقات هبطت من أكوان بعيدة حاقدة على العراق والعراقيين، ليكملوا مسلسل خراب صدام وبطانته.
ألا تثير مثل هكذا أوضاع الحنق والغيض والاحساس بالخيبة وانت تجد من العراقيين من يدعوا للعزوف عن الانتخابات وعدم الادلاء بالأصوات الثمينة والتي من شأنها أن تختار الأصلح والأنزه والأشرف، وهذا ما يريده ويفرح له الفاسدون للبقاء على دفة الخراب، علما أن كل العراقيين يعرفون منْ هؤلاء الوطنيين الشرفاء الذين يقينا سيبذلون اقصى الجهود لإيقاف هدر المال العام وإعادة الأوضاع لمكانها الطبيعي ومعاقبة كل الفاسدين والمخربين واللصوص لينالوا العقاب المناسب، اليست هذه مطالب واماني كافة العراقيين الأحرار؟ إن هم فعلا يحرصون على عودة العراق معافى ونظيف من رجالات عبثوا بماله وامنه وسمعته وكرامة مواطنيه؟
إن اتهامنا بالخيانة لكل من يدعوا ويشجع ويدعم من لا يذهب للانتخابات، لا بمفهوم أن نعرّضه للمقاصل ونقطع عنقه أو نودعه السجون والمعتقلات، كما فهمها بعض القراء، وكما كان يهدد البعث الفاشي مناوئيه، بل نقصد هنا، قراءنا الكرام، خيانة المبادئ الوطنية، خيانة الانتماء الحقيقي للعراق، خيانة الضمائر الحية التي ينبغي أن تنتفض بوجه الفاسدين، خيانة المواقف الوطنية التي كم يحتاجها العراق والعراقيون اليوم، وقبل هذا وذاك خيانة للذات الإنسانية التي تسعى لفعل الخير ورفعة الوطن، سيما أن العراق كما قلناها ونقولها، ينتخيكم أيها العراقيون لكنس الفاسدين باختيار الاصلح والأنقى، وانتم تعرفون بعد ان تزيلوا الغشاوة عن عيونكم، من هؤلاء؟! بعد ان تعرفتم على كل الفاسدين بأسمائهم واحزابهم وانتماءاتهم ونواياهم الخبيثة وخياناتهم للأرض والانسان العراقي.
فلا تفسروا نوازعنا الوطنية على هواكم وهذا ما يثير حنقنا ويجعلنا نضرب اخماسنا بأسداسنا، ولكننا نعود فنقول للأحبة ممن لا زالوا يحملون تحت جوانحهم العشق الحقيقي للعراق، أن العزوف عن الانتخابات هي خيانة للضمائر الوطنية الحية.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الناخب عزوفك عن الانتخابات خيانة للعراق
- كل عام وحزبنا الشيوعي العراقي أبهى واقوى شكيمة
- متى يعي شركاؤنا بأن الوطن فوق الجميع؟
- هل أصبحت الطائفية قدرا لعينا يلازم السواد الأعظم من العراقيي ...
- إلام نظل موزعين بين الموت والوطن والمنفى؟
- إنها فرصتك الأخيرة أيها الناخب العراقي المتضرر من نهج الفاسد ...
- يا للمهزلة... ولايتي يدس حقده المسموم في ارض العراق
- شباط الأسود وصمة عار في تاريخ حزب البعث الفاشي
- تحية لهذا الشيوعي المقدام
- قصائد لاعمارنا الهاربة
- ايها الناخب صوتك مستقبلك لتصحيح المسار
- شتان بين الإرث الشيوعي والإرث الطائفي والإثني
- هل من سبيل لإيقاف نزيف الفساد المدمر؟!
- حرب الأخوة غضب على الجميع
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي الدك ...
- مكابدات عراقي مغترب لما يدور في الوطن
- مقر حزبنا في الديوانية يتعرض لاعتداء أثيم
- مصطفى عبد الله منجم شعري أفل قبل الأوان
- مكابدات عراقية... محنة المثقف العراقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - العزوف عن الانتخابات يبقي الفاسدين واللصوص على دفة الخراب