أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عمارة تقي الدين - الإعلام ونظرية الاستخدامات والإشباعات














المزيد.....

الإعلام ونظرية الاستخدامات والإشباعات


محمد عمارة تقي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 04:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


الإعلام ونظرية الاستخدامات والإشباعات
دكتور محمد عمارة تقي الدين
"الجـــمهور عـــاوز كده" هي مقولة يرى البعض أن التوظيف السلبي لنظرية الاستخدامات والإشباعات(Uses and Gratification Theory) هو الذي روّج لها، فقد جرى اتخاذ تلك النظرية كذريعة من أجل بث المادة المُبتذلة عبر الإعلام، فباسم هذا المفهوم تم الإفراط في تلبية الاحتياجات المادية والاستهلاكية والجنسية لدى الجمهور عبر الإعلام بزعم أنه يريدها بشدة لإشباع احتياجاته الأساسية، وفي الوقت نفسه تم تجاهل احتياجاته الإنسانية الروحية، فكانت النتيجة ما نشاهده من إعلام هابط أدى لدمار المجتمع وتخريب منظومته القيمية(1) .
وتنطلق الفرضية المركزية لنظرية الاستخدامات والإشباعات من طرح مفاده:" أن أفراد الجمهور هم من يقومون باختيار المادة الإعلامية التي يرون أن من شأنها إشباع احتياجاتهم، ومن ثم وتأسيسًا على ذلك يمكن تحديد المعايير الثقافية السائدة في مجتمع ما من خلال التعرف على كيفية وطبيعة استخدام الجمهور لوسائل الإعلام"(2).
وتأسيساً على هذه النظرية ونتيجة للتوظيف الخاطئ لها، والمنطلق من أسس مادية محضة انتشرت ثقافة الاستهلاك داخل المجتمعات عبر الإعلان التلفزيوني والذي ساهم في تغيير القيم بشكل سلبي، فالإعلان التلفزيوني وكما يؤكد كثيرون هو رسالة اتصالية ذات طبيعة مزدوجة، إحداها متعلقة بالسلعة والترويج لها، والأخرى متعلقة بالقيم والاتجاهات والسلوك، وقد أثبتت الدراسات أن الناس كانوا يهتمون بالإعلانات عن السلع التي يستخدمونها، ولكنهم الآن مع ثقافة الاستهلاك المتصاعدة داخل المجتمعات وجاذبية الإعلانات في ظل تطور آليات صناعتها أصبحوا يهتمون بالسلع التي يتمنون استخدامها ومن ثم يسعون لشرائها بكل السبل وهو أمر من شأنه أن يقود لزيادة حمى الاستهلاك داخل المجتمع فيما يُعرف بالسعار الاستهلاكي(3).
كذلك فباسم محاولة إشباع الحاجات العاطفية تم تقديم المواد الجنسية عبر شاشات الإعلام غير أنها أدت لحالة من الانفلات الأخلاقي والسعار الجنسي بين أفراد المجتمع.
ومن ثم فعلى وسائل الإعلام تحقيق التوازن بين تلبية حاجات الإنسان المادية ومتطلباته الروحية، بل والسعي نحو السمو بالفرد إنسانيًا وأخلاقيًا وروحيًا ليتعالى بعض الشيء عن متطلباته الأرضية ودون أن ينكرها بالكامل.
وهي غاية لن تتحقق إلا في ظل إعلام ديمقراطي تشاركي حر يمثل انعكاسًا حقيقيًا لمتطلبات المجتمع وقناعات وتطلعات أفراده، وفي ظل مجتمع لديه الحرية وشجاعة الانخراط في الكثير من الأبحاث العلمية التي من شأنها قياس حاجاته وتطلعاته المادية والروحية بصدق وأمانة وحيادية عالية ومن ثم توعية المتلقي بسبل إشباعها بشكل سليم، ووضع ضوابط على المراحل العمرية المختلفة في استخدامها لوسائل الإعلام وخاصة الأطفال، وهو ما يُعد توظيفًا صحيحًا وإيجابيًا لفروض هذه النظرية، فهناك حقيقة مفادها أن كل مجتمع يحتاج لنظرية خاصة به تحدد حاجاته وسبل إشباعها، فلا يجب بأية حال تعميم نظرية حاجات وإشباعات واحدة على كل المجتمعات الإنسانية.
المراجع:
(1) حسن عماد مكاوي ، ليلى حسين السيد : الاتصال ونظرياته المعاصرة، صـ 239 ، وعاطف عدلي العبد : نظريات الإعلام وتطبيقاتها العربية .
(2) درويش، عبد الرحيم : مقدمة في علم الاتصال، صـ311، وراجع: محمد فتحي ، صناعة الديكتاتور، صـ20.
(3) نبيل راغب : غسيل المخ.... كيف يغيب العقل ومتى ؟ صـ75.



#محمد_عمارة_تقي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب البيت اليهودي والقرار السياسي الإسرائيلي
- الإعلام ومغالطة التكرار
- ماركس والدين ...إعادة تأسيس
- الإعلام وخداع الأولويات
- التعليم العنصري في إسرائيل(مدرسة قبر يوسف نموذجًا)
- أفلاطون والديكتاتور


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عمارة تقي الدين - الإعلام ونظرية الاستخدامات والإشباعات