حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 15:45
المحور:
المجتمع المدني
فيسبوك يجمع من الأعضاء 2،2 بليونًا حول العالم وهو ما يزيدُ عن قارة، وبه ملايين المجموعات التي تضمُ عشراتَ الآلاف من الأعضاءِ. لذا فقد غدا فيسبوك عالمًا قائمًا بذاته، وجزءًا من الحياة اليومية للملايين. فهناك من لا يقوم لهم صباح إلا من خلال فيسبوك ولا ينامون إلا على تعليقاته. أصبح الدخولُ إلى فيسبوك بأية أفكارٍ متنفسًا للكثيرين خاصة مع صعوبة التواصل الشخصي.
لا يمكن تجاهل فيسبوك فهو آداةُ عصرٍ، لكنه أيضًا إدمانٌ عند الكثيرين. ومع وجود حُجبٍ غيرِ مرئيةٍ بين المتصلين من خلاله، أصبح من أخطرِ وسائلِ الخداعِ والكذبِ والتضليلِ. فالأفاقُ والنصابُ والمنافقُ والوصولي والمرتزقُ من كُلِّ قضيةٍ لن يجدوا أفضلَ من فيسبوك للظهورِ دعاةً مصلحين حكماءًا، قليلون من رأوهم ويعرفونهم بأشخاصِهم وحقيقتِهم. فيسبوك يُظهرُ الجبانَ شجاعًا والخجولُ جريئًا، وليس بغريبٍ أن تكون المرأةُ رجلًا والرجلُ إمرأةً.
لايكات وتعليقات فيسبوك توهم البعضَ بالشعبيةِ والمصداقيةِ فيتمادون ويعيشون دورَ الفلاسفةِ والحكماءِ والمصلحين، وهو مظهرٌ لعالم فيسبوك الوهمي.
ليست دعوةً مني لمقاطعةِ فيسبوك، لكن لمنتهى الحذرِ من أشخاصِه، خاصةً من أدمنوه باعتبارِه وسيلةً للظهورِ والصعودِ والارتزاقِ بكل حيلِ الإدعاءِ والخداعِ من كلامٍ معسولٍ وحكمةٍ مصطنعةٍ مفتعلةٍ.
فيسبوك عالمٌ غائمٌ، من مع من، أو ضد من، أو لمن، أسئلةٌ بلا أجوبةٍ في عالمِ فيسبوك الفسيح جدًا، الافتراضي ...
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟