أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - رسائل ام غسان -6-7-














المزيد.....

رسائل ام غسان -6-7-


سليمان الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 5822 - 2018 / 3 / 21 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


سائل أم غسان _6_
**********
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
ذاك الضلع الذي كان يقيم خيمتنا سقط وما عاد للمدينة أسوار تحميها من الرياح الغريبة .. جدران بيتنا تنزف أنينا وهذا الدم يغري ذئاب البرية بنصب المشانق لصبايا الزامور الأخير ..
الليلة أبوك أحمد غادر إلى الضفة الأخرى ولا صوت هنا كي يتم حكايات "الغولة" و "حديدان الحرامي" حتى ينام آخر طفل في بيتنا .. لا "خراريف" تملأ غرفتنا بعد اليوم وهذا الثقب في سقف الوقت لن يصلحه عطار بلدتنا العجوز ..
إنها أعطاب الزمن وعويل الريح يكفكف دموع الأرواح المغادرة ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
الليلة أبوك أحمد وضع صلبان قرن و نيف من أسرار الطريق عن كتفه وطار بلا جناحين في عيون الرب كما ريشة في مفاتيح الجنان .. سلّمنا أمانة الوطن وراح يرقبنا من فوق سبع سماوات ، فأي ضفاف يا أم غسان تحضن أمواج أرض جريحة .. ولا صبح في بشارات الأيام القادمة ..
الليلة قسم ظهري يا رفيقة وجعي .. فهاتي مفتاح البيت العتيق وازرعيه تحت ضلعي .. لعل المفتاح يينع حقول خزامى تعيد الحياة لحدود الجسد المغدور ..
يا صاحبتي ، هو الألم السرمدي .. الحزن سماد البقاء ..
فضمي حزنك لحزني وتعاليْ نعزف نشيد الولاء ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
**سليمان الهواري **
رسائل أم غسان _7_

المساء يغري باحتساء رشفة من قهوة ظلت تتحرش بشفاهي مذ أعلنتُ عدائي لكل الوعود التي تبيع جغرافيا الأوطان وراء حدود التاريخ .. قرن مرّ و تجارة تزييف المعنى لازالت تتمدد في عروق الأرض .. ليس أمامي سوى القفز من عيون المدينة المحاصرة وتسلق حبال آيات الصبر المعلقة في أهداب السماء ، لعلي أروي شتلات حلم عنيد يأبى الإنبطاح في زمن الصمت الجاثم على أنفاس المقهورين ..
الخوف سيد و الربيع بشير البدايأت ..
غادرني ظلي حين سكن التردد ضلعي ..
لم يكن غير البحر سندا اتكأ عليه قلبي وهو يعانق مصاحف نبي قتله آخر أصحابه ..
مات الإنسان يا أم غسان وكل المعابر الموصلة الى الحياة تحتاج صكوك غفران من أوصياء الله في الأرض ..
أعذريني الليلة فلن أحبك كفاية كما يليق بقديسة .. وأجراس الملائكة أوقفت مزاميرها عن العزف في كنيسة القيامة .. الليلة يعلن سيد العشيرة نفسه أمينا للسماء على سوق المدن المسبية في حكايات ملوك الطوائف .. الليلة أخرسوا آخر الألسنة في الوطن ..
تقف الطريق في وجهي ولا لغة توصل تائها إلى بيت القصيد .. يتوغل الليل في وقت الشعب المخصي ولا سبيل لمصالحة النجوم الهاربة في عيون محتاج .. أجثو على ما تبقى من ماء يروي عطش السنين العجاف .. أشرب تعبي .. أعلن الليلة عيد الوعد العظيم .. أعلنك يا أم غسان وعد خلاصي العظيم ..
**سليمان الهواري **



#سليمان_الهواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يارفيقتي في الجنون
- إنه الله أيها المؤمن البخيل ..
- كل شيء ينذر بالكارثة في الوطن العربي ؟؟
- توفيق بوعشرين .. لقد -طحنوه -
- غريبة
- ‎رسائل أم غسان _2-3-4-5 _
- الحزب حزبي
- إعجاز
- بوح الناي
- السائرون الى العدم
- رسائل أم غسّان __1__
- إصحاحات العشق الأربعون : إهداء
- أفرغ عليّ عشقا
- صباحك يا فلسطينْ
- للقدس سلام ..
- اعترافات .. من خارج زمن الحب 39
- سبحان القدس
- من قال اني شاعر
- اعترافات .. من خارج زمن الحب 38
- سلّمي عليكِ


المزيد.....




- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - رسائل ام غسان -6-7-