دعاء حوش
الحوار المتمدن-العدد: 5822 - 2018 / 3 / 21 - 15:05
المحور:
الادب والفن
لا شيء علّمنا الزهد كالأمومة
واني لا أذكر قبل الأمومة أي شيء عن الألم، ولا أذكر أي مدافِعة عن الحقّ كنت، ولا أي مقاتلة في سبيل العدل والحب والسلام كنت!
كيف كنت أتأثر؟ كيف كنت أصنع القهوة لمن أحب؟ كيف كانت صفنة الأمل على شباك ربيعيّ؟
لا أذكر قبل الأمومة أي شيء عن أي شيء، لا زقزقة عصافير تطلب قوتها، لا الملابس الدافئة، لا بسمة الرضا ولا وجع الحروب.
واني لم أعرف التخلّي والزهد في الأرض، لم أرقص كدرويش، لم أشم الياسمين ولم أزر بيوت النكبة قبل أن أصبح أمًّا.
وانني لم أبكِ قبلها، بل تركت ثأري يجوب البلاد باحثًا عن صدرٍ يردّ الأسى، ورفضت الأسماء كلها، فلا عشيرة ولا قبيلة ولا بلد..
وعندما صرت أمًّا، هبطت قدماي على الأرض أول مرّة، فعرفت الجبال واللغات وحدود البلاد، صرت معلمة تهذب الأيام وتملي عليها مهامها، واذا ما فشِلَت دفعتُها للانتحار،
صرت أمي وجدتي وخالتي وكل نساء الأرض، صرت أعرف رائحة الخبز وكيف تُمسك اليد الصغيرة.
صرت أحب الأرض وأرويها كمن زرع في جوفها نبتة!
#دعاء_حوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟