أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا















المزيد.....

المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مؤتمر بريتون وودز العالمي في نهاية الحرب العالمية الثانية حصلت اميركا على اعتراف جميع ما كان يسمى حينذاك "دول العالم الحر" بأن يكون الدولار العملة الدولية الرئيسية. وقد طبقت ذلك عمليا دول "المنظومة السوفياتية" السابقة التي لم تستطع ان تطور عملة خاصة بها واصبح الدولار وسيلتها الرئيسية للعلاقات التجارية والمالية الخارجية. كما فرضت الولايات المتحدة الاميركية "حقها!" في ان تطبع العملة الورقية الدولارية بدون تغطية ذهبية. وبهذه الامتيازات الاستثنائية اصبح الاقتصاد العالمي برمته في قبضة اميركا، التي استخدمت هذا الوضع لفرض هيمنتها الدولية: تعلي من تشاء، وتخفض من تشاء، وتسحق من تشاء، بدون حسيب ولا رقيب. واخذت تتعامل مع جميع دول العالم كجمهوريات موز لا وزن لاستقلالها وارادتها القومية.
وبعد انهيار المنظومة السوفياتية السابقة وتفكك الاتحداد السوفياتي السابق، فإن الولايات المتحدة الاميركية، بدلا من ان تمد يد المساعدة الى الشعب الروسي الذي، مع بقية الشعوب السوفياتية الاخرى، قدم 26 مليون شهيد ودمرت بلاده شر تدمير لانقاذ العالم من النازية، فإنها – اي اميركا – عاملت هذا الشعب الروسي العظيم بكل احتقار وكأن روسيا مستعمرة او شبه مستعمرة كبناما او المملكة العربية السعودية. وحينما جاءت كتلة بوتين الى السلطة في مطلع سنة 2000 فإن العنجهية منعت اميركا من ان ترى ان روسيا بدأت تستعيد عظمتها التاريخية وتعيد بناء عناصر قوتها وسيادتها القومية.
وحينما اندلعت الازمة الاوكرانية في 2014 فإن اميركا نظمت الانقلاب على الشرعية في كييف بالاشتراك مع العصابات الفاشستية الاوكرانية التي حارب اسلافها (الباندريون) مع الهتلريين في الحرب العالمية الثانية، وبدأت حملة مطاردة المواطنين الروس الاوكرانيين وقتلهم بالهراوات في الشوارع. فما كان من روسيا الا ان استعادت من اوكرانيا شبه جزيرة القرم التي هي روسية تاريخيا، ارضا وشعبا.
وبدلا من ان تجلس اميركا الى طاولة المفاوضات مع روسيا للبحث في الازمة الاوكرانية، فإنها عمدت الى فرض سياسة العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لاجبارها على الرضوخ للسياسة الاميركية.
فماذا كانت النتيجة بعد اربع سنوات؟
لنترك الوقائع تتكلم:
لقد أعدت وكالة المخابرات الوطنية الاميركية تقريرا عن العقوبات المتخذة ضد روسيا وقدم التقرير مدير الوكالة دانيال كوتس.
واعلن التقرير بشكل خاص ان "روسيا لا تزال تواصل العمل لتقويض وحدة الغرب في مسائل العقوبات ودعم كييف، وان الكرملين لا يزال قادرا على التكيف مع العقوبات في المستوى الحالي".
ومن المهم جدا الاشارة الى هذا الاعتراف الاميركي حول فشل سياسة العقوبات ضد روسيا ومتابعتها خطها العدائي ضد السلطة الاوكرانية الانقلابية، وانها بذلك تقوض وحدة الغرب.
ويعترف التقرير ان وحدة الغرب هي هشة، ولهذا هي قابلة للتقويض، وانه لسر مفضوح ان سياسة العقوبات لا تسير على ما يرام.
ومنذ سنة 2015 ادلى العالم السياسي والخبير الاميركي كولين كافل بتصريح صحفي قال فيه: "ان العقوبات هي سيف ذو حدين. وهي ليس فقط لا تستطيع الوصول الى اهدافها، بل ايضا تحد من فعاليات القائمين بها". والابحاث التي اجريت في حزيران 2015 تبين ان العقوبات ضد روسيا خسّرت اوروبا مبالغ تصل الى 100 مليار يورو مما يعادل نموها الاقتصادي للفترة ذاتها، كما انها قضت على 2،5 مليونين ونصف مليون وظيفة عمل.
وهنا يبرز سؤال اساسي: من سيستطيع الاستمرار اكثر؟
وسينتصر ذاك الذي يستطيع ان يتحمل الحرمانات لمدة اطول، على ذاك الذي يصاب بالانهاك اكثر.
ويتابع كولين كافل قائلا: "اذا اجرينا مقارنة اقتصادية بين اوروبا الغربية وروسيا، من حيث التحكم بالاستهلاك ورأسمالية الدولة، فمن الواضح ان التاريخ يعطي الافضلية لروسيا، لانها ذات مجتمع اكثر قدرة على تحمل المشاق والحرمانات".
وفي 2017 اعلن الكثير من مراكز الابحاث الغربية ان العقوبات ضد روسيا "لا تفعل فعلها". وللمثال، ففي نهاية شهر تموز 2017، اذاع الراديو الوطني الاجتماعي الاميركي ان العقوبات ضد روسيا اتخذت منحى غير متوقع. وهذا الراديو هو مؤسسة غير ربحية تنقل الاخبار عنها 797 محطة اذاعة اميركية. وبحسب تعبير خبراء هذه المؤسسة "علينا الاعتراف ان العقوبات، المتخذة بشكل وحيد الجانب، لا تفعل فعلها. ومن الضروري ان نساعد حلفاءنا".
وهنا تكمن المشكلة. اذ على الولايات المتحدة الاميركية ان تواجه مسألة دعم "الحلفاء" في سياسة العقوبات. فأوروبا هي مستغرقة تماما في هذا "الصراع". وبالرغم من انها هي نفسها تتحمل خسائر كبيرة، فإن الكثير من الدول الاوروبية تعلن انه آن الاوان للحد من هذه العربدة الانتقائية.
وبالعودة الى تقرير كوتس من الضروري التوقف عند بعض النقاط الرئيسية. اولا، النفخ بروحية "الحرب الباردة" منذ العهد السوفياتي. فرئيس المخابرات الوطنية الاميركية يقول: "ان المخابرات واجهزة الامن الروسية تواصل التغلغل في البنى التحتية الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها، وهي ايضا تواصل مهاجمة الولايات المتحدة والناتو وحلفائهما من اجل الحصول على معلومات عن السياسة الاميركية".
وهو يقول ذلك، ليس فقط بسبب روسيا، بل لاجل ميزانية المخابرات الاميركية.
فبعد خطاب الرئيس بوتين امام المجلس الفيديرالي الروسي والذي ذكر فيه ان روسيا اصبحت تملك صاروخا نوويا تفوق سرعته اضعافا سرعة الصوت، اقض ذلك مضاجع المسؤولين في البنتاغون فتقدموا فورا بتقرير خلاصته "ونحن ايضا لدينا برامجنا ولكن اعطونا ميزانية اضافية".
ومن الواضح ان السيد كوتس يعتقد انه الى جانب ميزانية اضافية للصواريخ يمكنه ايضا ان يطالب بميزانية اضافية للحرب ضد "العدوان الالكتروني الروسي". فعلى ما يبدو انه لم يعد يوجد في الكونغرس الاميركي من يهتم بوجود ادلة على هذا "العدوان". فأولئك "الهاكرز والمتلصصين الروس" اصبح لهم "مكان مشترك" في السياسة الاميركية الراهنة.
وهكذا يبدو ان الامر يتعلق بمشاكل السياسة والميزانية الاميركية. اما ما خص العقوبات غير الفعالة ضد روسيا، فلا يبدو ان التقرير الحالي للسيد كوتس يعني العمل لالغائها بوقت قريب. وبالاحرى فإن الحديث يدور حول اصدار حزمة عقوبات جديدة.
ولكن من المهم الملاحظة انه حتى على مستوى المخابرات الاميركية، فإن الخبراء والاداريون اصبحوا يعترفون ان سياسة العقوبات ضد روسيا "لا تفعل" وان "تأثيرها تافه"، وهذا بحد ذاته ليس شيئا قليلا.
وهذا يعني انه، بهذا الشكل او ذاك، فإن الامور سائرة كما يجب في روسيا، ليس فقط بالصواريخ النووية عابرة القارات وذات السرعة الفائقة، بل كذلك من وجهة نظر الامن الاقتصادي العالمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلحة المتطورة الروسية تحدد المسار الاساسي للسياسة الدولية
- العلاقات الاميركية الروسية من سيئ الى أسوأ
- خطر عدوان اميركي اسرائيلي جديد ضد محور المقاومة
- الصين في باب المندب
- الاقتصاد الاميركي والاوروبي على عتبة ازمة مالية اقتصادية جد ...
- هل تحرك الكتلة الغربية ازمة مولدافيا؟
- اميركا تقع في فخ كوريا الشمالية
- المنافسة الوجودية بين الاوراسية الروسية والاتحاد الاوروبي ا ...
- الجذور التاريخية للجيوستراتيجيا الاوراسية لروسيا
- الشعب الكوري البطل كسر التفوق النووي لاميركا
- تصعيد العدوانية الامبريالية في الميزانية الاميركية الجديدة
- اميركا المهزومة في سوريا تصعّد الحرب الباردة ضد روسيا
- سياسة الصواريخ المضادة في تركيا والسعودية
- الفساد والنزاعات الداخلية سيقضيان على اوكرانيا كدولة
- سياسة العداء والعقوبات ضد روسيا تنقلب على اصحابها
- اميركا تعمل لتعطيل مشروع انبوب الغاز الروسي -السيل التركي-
- تفوق سلاح الغواصات الروسي
- الجيش الاوكراني يشن هجوما فاشلا على مقاطعة دونيتسك المستقلة
- اميركا تتجه لاعادة تحريك الازمة الاوكرانية ضد روسيا
- ولى زمن حاملات الطائرات الاميركية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا