أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسو هورمي - المرأة الايزيدية شريك أساسي في مسار السلام المُستدام















المزيد.....



المرأة الايزيدية شريك أساسي في مسار السلام المُستدام


حسو هورمي

الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 15:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



بدايةً، لا بد لي في هذا اليوم المبارك، يوم الثامن من آذار، يوم المرأة العالميّ، أن أبعث ببطاقة تقدير وإكبار للمرأة العراقية من زاخو في إقليم كوردستان العراق إلى أصغر قريةٍ في كل جغرافية هذا الوطن العزيز، وأن أنحني إجلالاً لكل النساء اللواتي قدمن أرواحهن قرابيناً على طريق الحرية والسلام، وإحتراما لدورهنَّ المقدس، نبارك للمرأة في جميع أنحاء العالم عيدها الميمون، وندعوا لجميعنَّ بالتقدم والحرية ولمزيد من العطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمعات وتطورها.
في هذه الورقة سوف اتحدث عن مشاركة المرأة الأيزيدية الفاعلة في صنع وبناء السلام، كما في وعيها ودورها الكبير في فضح وتدويل جرائم تنظيم داعش الإرهابي ،هذه المرأة البطلة التي عانت الكثير من الظلم والمزيد من الإنتهاكات والأذى على يد إرهابيي تنظيم داعش، ولا بد من الإشارة إلى أن ما وصل إليه حال المرأة الأيزيدية ليُعتبر مؤشر حقيقي لإندحار النظام الأخلاقي السائد، وللحقد الدفين العميق الذي تَكُنّهُ قوى الظلام والتخلف تجاه الشعوب المُسالمة وخاصة لأبناء الأقليات الدينية مثل الأيزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين وغيرهم، أما جوهر حال المرأة الأيزيدية فهو يعتبر المرآة الصادقة، التي تعكس حقيقة حال المرأة العراقية بشكلٍ عام.
أنا من المؤمنين حقاً، بإن المرأة هي روح المجتمع الضامن لإستمرار ديمومة الحياة وعماد الأسرة، وهي المحور الأساسي في بنائه وعطاءه، بدونها يصبح المجتمع أحادي القطب ويفقد عناصر تقدمه، عليه فإن تطور المرأة هو المقياس الأساسي لتقدم المجتمع بشكلٍ فاعل؛ لما لها من دور كبير في رسم مستقبل الأجيال.

هنا لن أتكلم عن دور المرأة في غرس عناصر التربية السليمة وقيم نكران الذات والطموح والأمل وحب الوطن لدى الأبناء فحسب، وإنما أتحدث عن كيفية تكريس ثقافة إحترام مكانة المرأة وحقوقها في مجتمعنا العراقي، والتي تبدأ من المرأة ذاتها، فهي الأقدر على صيانتها ونشرها، كونها هي العنصر الرئيس في تربية النشأ الجديد، وتحصينه بالقيم والمباديء الصحيحة، بل سوف أُلقي الضوء على فعالية مشاركة المرأة على جميع مستويات صنع القرار في عمليات حلّ الصراعات وإحلال السلام، ودورها الفعال في محاربة الإرهاب، والحدّ من التطرّف والعنف، والدعوة إلى السلم والسلام، وإنصاف الضحايا ورد الاعتبار لهم، وتحقيق العدالة على كافة الأصعدة.
ورغم جرحنا النازف نستقبل معكم ذكرى يوم المرأة العالمي، ونحن أكثر أملاً وتفاؤلاً بالمستقبل، لأن المرأة الأيزيدية ومن خلال عطائها وجرأتها شكلت وهجاً ساطعاً إنعكس من خلال شجاعة منقطعة النظير في إطلاع العالم الحر على حقيقة ما جرى ويجري من إبادة جماعية للأيزيدية وباقي الأقليات الأخرى في سنجار وسهل نينوى، ودرعاً قوياً كي يُحصنُ باقي النساء ويمنحنَّ مصلاً واقياً يحميهنَّ من عاديات الزمن.
وسأقوم بتسليط الضوء على تجربتين نسائيتين منفصلتين، مُكملتين لبعضهما البعض.

أولا: إمرأة في الزمن الصعب

فيان دخيل شيخ سعيد: إمرأة عراقية، أكاديمية، سياسية، كردية أيزيدية، نائبة في البرلمان العراقي، حيث فازت في إنتخابات عام 2010 بمقعدٍ عن محافظة نينوى، وُأعيد إنتخابها في دورة إنتخابات عام 2014، ولقد تميزت في البرلمان العراقي بدفاعها عن حقوق الأيزيديين في العراق.

مَنْ منّا ينسى صرخة فيان دخيل؟!
هذه الصرخة التي أطلقتها في الخامس من أغسطس عام 2014 تحت قبة البرلمان العراقي، أي بعد يومين من هجوم إرهابيي داعش على قضاء سنجار أو شنكال، وإرتكابه جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الديانة الأيزيدية المُسالمة، تلك الصرخة التي هزت الضمير الإنساني في قاعة البرلمان العراقي، وترددت أصداها في جميع أرجاء العالم، فتُرجمت إلى أغلب اللغات في العالم، ونُقلت عبر وسائل الإعلام المختلفة في شتى بلدان المعمورة.
بكاء النائبة فيان دخيل العميق الحار، كان صرخة مُدوية وصلت لآذان وقلب ألعالم المُتحضر في أحلك لحظات ضعفه وتهاونه، صَرختها مَثَّلتْ نداء المظلوم في لحظات اليأس كي يهب العالم لإغاثة العراقيين، صرخةٌ شجاعة في وجه الإختلافات القائمة بين السياسين العراقيين، التي كانت على وشك أن تذهب بالوطن كلهُ في أدراج الرياح.
فيان دخيل طالبت العالم كُله إلى التدخل الفوري - بإسم الإنسانية - لإنقاذ أهلها الأيزيديين العراقيين من حملة إبادة جماعية ظالمة، يشنها وحوش تنظيم "داعش الإرهابي" عليهم، صرخة أوجعت القلوب وآلمت النفوس وأدمعت العيون للملايين في كافة أصقاع العالم. وبعد ذللك الخطاب اللافت والمؤثر الذي ألقته تحت قبة البرلمان العراقي، حين إنهارت سدود تحملها، صرخت باكية تستغيث المجتمع الدولي في مساعدة العراق وأبناء دينتها الأيزدية، لقد سجلت العراقية الأيزيدية فيان دخيل ولأول مرة إطلاق مصطلح "الإبادة الجماعية" على ما يرتكب من جرائم في قضاء سنجار والقرى المحيطة به.

وفي يوم 6 اغسطس 2014 وصف الكاتب فالح حسون الدراجي صرختها " لقد ألقت فيان قصيدتها (الدمعية) في حضرة التأريخ أمس، فأبهرت الدنيا بحرارة مشاعرها، وصدق إنتمائها، وروعة وفائها لأبناء جلدتها، مثلما أثارت إعجاب العالم (بإنهيارها) الصادق"

وفي كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الأوضاع في العراق يوم السابع من أوغسطس/آب عام 2014، أكد أن جهود أمريكا الإنسانية مستمرة لدعم النازحين العراقيين من إرهاب داعش، وقال أوباما: لقد كانت هناك صرخةُ يأسٍ من نساء عراقيات، حين قالنْ " ليس هناك من يأتي للمساعدة، وأنا أقول "أمريكا ستأتي للمساعدة" على حد قول السيد أوباما.
وفي ذات السياق كتبت الاعلامية الكويتية " أروى الوقيان " عنها بقولها جاءها الرد من الرئيس الأميركي باراك أوباما في مشهد له رمزيته العميقة بقوله: «إلى تلك النائبة التي بكت في البرلمان وقالت لا أحد يساعدنا... سنساعدكم» واسترسلت قائلة " اللقاء مع فيان المطلوبة الأولى المدرجة على قائمة داعش مفعم بحكايات مؤلمة وقصة إصرار عميقة.
في ذات الإطار تنقلت فيان دخيل بمهمة إنسانية على متن مروحية عسكرية عراقية يوم الثلاثاء المصادف الثاني عشر من أوغسطس عام 2014 لغرض إيصال المساعدات لمواطنيها، والمساهمة في إجلاء النازحين المحاصرين من قبل تنظيم داعش في جبل سنجار،ضمن خطوة شجاعة لم يتخذها أيّ نائبٍ أو سياسيٍ عراقي آخر. هذه الخطوة تدل على إيمانها العميق بهدفها في الدفاع عن أهلها وبلدها، وعن صدقها في صرختها في البرلمان وعن إحساسها الإنساني العميق بمعاناتهم، إلا أن المروحية التي أقلتها قد سقطت مما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة وإستشهاد طيار المروحية اللواء البطل ماجد عبد السلام التميمي.
لقد تفاعل الكثير من العراقيين وغيرهم في مواقع التواصل الإجتماعي مع هذا الحدث الأليم، وحظيت النائبة بدعم معنوي وإعلامي كبيرين، وعلى إثر إصابتها أُرسلت دخيل إلى مستشفى زاخو، ومن ثم تم نقلها إلى تركيا لمتابعة علاجها من الكسر الذي أصاب ساقها اليسرى، مع إصابتها برضوض عديدة في العديد من أنحاء جسمها، حسب مصادر طبية.
أثناء ذلك أعلن تنظيم داعش في إعلامه الأسود بأن عناصره إستهدفوا طائرة النائبة الأيزيدية الكافرة، بعد أن أهدروا دمها وأباحوا قتلها.

تدويل جرائم داعش

إمرأة مُتسلحةٌ بالطيبة والبساطة، الوعي والدبلوماسية، الجرأة والاقدام والمبادرة، ذاتُ قيمٍ ومبادئ سامية، مناضلةٌ إيمانها ثابت بقضيتها، فلم تشك إطلاقاً في أهمية رسالتها، لها رؤيتها الخاصة وتدافع عنها ببسالة، دون النظر لتداعياتها وتأثيرها على مجريات حياتها الشخصية رغم التحديات الكثيرة، لكننا رأيناها تتخطى الحواجز والعوائق الإجتماعية والسياسية والإدارية ، التقيت بها في مؤتمر حوار الأديان في بلجيكا في التاسع من سبتمبر عام 2014، رأيتها جالسة على كرسي متحرك، تقفُ خلفها أُمها الطاعنة بالسن تدفع بهذا الكرسي، الذي يحمل قضية أُمة وهموم أتباع ديانةٍ كاملةٍ يتعرضون للإبادة الجماعية إلى منصة المؤتمر.
كانت هناك كلمةٌ وصرخة أخرى أطلقتها هذه الناشطة المناضلة لا تقل أهمية عما تحدثت به في داخل قبة البرلمان العراقي، على إثرها وقف الحضور الذي يناهز ألف شخص من مختلف الجنسيات والهويات والبلدان يصفقون لها طويلاً مُعبرين عن تأثرهم وإعجابهم بهذه السيدة المظلومة الشجاعة، كانت هذه أول رسالة مباشرة لفيان الدخيل للمجتمع الدولي وصناع القرار في العالم.
وهنا لا أريد القفز على خطوات أخرى قامت بها هذه السيدة في الإتصال ببعثة الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية والعالمية، والمنظمات الدولية، وبعثت رسائل إلى نساء من صاحبات النفوذ حول العالم، من بينهن ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي، كما أنها اتصلت بجماعات لحقوق المرأة والخروج الى الإعلام المحلي والعالمي، بهدف مخاطبة الرأي العام والضمير الإنساني، وحثهم بالتحرك لإنقاذ مايمكن إنقاذه من براثن عصابات الظلام داعش، وإيقاف إبادة الأيزيديين في العراق.
لايمكنني إختزال كل ماقامت به النائبة فيان دخيل من حراك دولي وإقليمي ووطني في بضعة أسطر، كونها تحولت من ناشطة سياسية وطنية إلى ناشطة إنسانية دولية وفي الحادي عشر من سبتمبر عام 2014 رافقتها في لقاء مع الحكومة البلجيكية ورأيت بعيني عمق تأثير كلماتها على وجوه الحضور، وخاصة رئيس العلاقات الخارجية لمجلس شيوخ بلجيكا السيناتور " كارل فان لوي"، الذي إغرورقت عيناه بالدموع، حينما قالت فيان دخيل، وأقول على لسانها: " أيها السادة، وبينما أتكلم معكم الآن، وفي هذه اللحظة، هناك نساء وفتيات صغار أعمارهنَّ أقل من تسعة سنوات يتم إغتصابهن من قبل الدواعش ".
كانت فيان دخيل تصول وتجوب العالم من أقصاه إلى أقصاه، وهي تصرخ وتنادي، لتجعل كُل مَنْ يسمعها يبكي لقضيتها، ويقف لكلماتها خاشعاً ومصفقاً. لقد أصبحت دخيل لسان حال كل المظلومين، مِن مَن تعرضوا لجرائم داعش من أبناء الأيزيديين والمسيحيين والتركمان والشبك والكاكائيين والصابئة المندائيين، والتحدث عن ما أصابهم من حيف وإنتهاكات صارخة، وهذا ما دفع بالكثير من المنظمات والمؤسسات الدوليه لتكريمها " كونها إمرأة إستثنائية، أنها ليست كالأخريات، أنها قدوة ورمز" فحازت على جوائز متعددة منها على سبيل التذكير :
• جائزة "آنا بوليتكوفسكايا" السنوية للمرأة في مناطق الصراع لعام 2014.
• جائزة برونو كرايسكي لحقوق الإنسان لعام 2015 في النمسا.
• جائزة المرأة العربية الرائدة لعام 2015.
• حصلت مناصفة مع البروفيسور الدكتور "جان إلهان كيزلهان" على الجائزة الدولية للدفاع عن حقوق المرأة لعام 2016 ، وفي قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية لعام 2016.
كانت رسالة النائبة العراقية الأيزيدية دخيل للعالم بسيطة وواضحة، وتتلخص بأن الأيزيديين شعب حر ومُسالم، يبغي العيش بسلام وصفاء نحو مستقبل زاهر، إسوةٍ بباقي مكونات الشعب العراقي وشعوب العالم الحر الأخرى، في حين تقوم قوى الظلام والتخلف المُتمثلة بتنظيم داعش الإرهابي بقتل وذبح الرجال الايزديين الأبرياء بدمٍ بارد دون أي ذنب، ويقوم هذا التنظيم المتطرف وتعذيب وإغتصاب وإنتهاك أعراض نساؤهم وبناتهم، ويقومون بالإتجار بهنّ في اسواق النخاسةَ بعد أن يأخذن سبايا، كما يقوم بتجنيد الأطفال الأيزيديين قسراً وتعليمهم فنون القتل والحرب ويدفع بهم في أُتون الحرب.
كانت رسالة النائبة بينة في فضح جرائم تنظيم داعش الفاحشة، حينما أوضحت بأن التنظيم أجبر الأيزديين رجالاً ونساءاً وأطفالاً بترك دينهم ودين أجدادهم والتحول قسراً وتحت التهديد بالقتل إلى الدين الإسلامي، في سعي حثيث ومبرمج لإزالة ومسح هذه الديانة من الوجود، وأضافت بأن هذه المجزرة تعتبر من أبشع المجازر التي حلت على الأيزيديين، ولكن الأيزيديين على ثقة كبيرة ومطلقة بأنفسهم وبمساعدة ومؤازرة شعوب العالم الحر والمنظمات الدولية للنهوض من جديد نحو مستقبل واعد، وكي يتم ترميم ما حلَّ بهم من مآسٍ وآثار نفسية حادة.
ورغم كل ما جرى لنا كعراقيين وأيزديين، فلا زلنا نؤمن بقوة في إحلال السلام ومباديء الإنسانية وقواعد التعايش السلمي المبني على أسس العدالة والحقوق المتساوية لإبناء الوطن الواحد، ونؤمن كذلك ونطالب بقوة ووفق القانون الدولي والمحلي بمحاسبة كل من تورط وإقترف جرائم ضد الإنسانية، بعيداً عن أي عمليات إنتقام غير مشروعة.
ولا ننسى أبداً بأننا مع مبدأ التسامح مع جميع من لم تتلطخ يديه بدماء الأبرياء، كما نسعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية والتعايش السلمي والسلام الأهلي، ونؤكد بأن لا سلام من دون عدالة وقانون.

ثانياً: من رحم المعاناة، تولد أيقونة سنجار

نادية مراد فتاة عراقية أيزيدية من قرية كوجو في قضاء سنجار، عمرها خمس وعشرون عام، إختطفها تنظيم داعش يوم الخامس عشر من أوغسطس عام 2014، وأثناء ذلك قتل التنظيم المجرم عائلتها في القرية، بما فيهم أمها وستة من أخوانها.

عاملها إرهابيي داعش كجارية أو سبية، عذبوها، ضربوها، إغتصبوها، أجاعوها، أكالو لها أنواع الإهانة، حاولو معها بأنواع الطرق أن يمسخوها كي تتحول من دينها الأيزيدي إلى الإسلام، ولم يفلحوا في غسل دماغها، كانت صامدة، مقدامة، صابرة، شجاعة كي تتخذ قرارها في الهرب من قبضة التنظيم الظالم. وبعد فترة تمكنت من الهروب، وهي تعيش الآن في ألمانيا، ولشجاعتها ودورها الرائد في فضح جرائم داعش، تم منحها لقب "سفيرة للنوايا الحسنة" من قبل هيئة الأمم المتحدة .
إلتقيت بالناجية من براثن داعش " نادية مراد " أثناء مشاركتنا في منتدى الأمم المتحدة الثامن والخاص بحقوق الأقليات بتأريخ الرابع والعشرون من نوفمبر لعام 2015 في جنيف، وكان هذا أول ظهور دولي لها، أي بعد مرور سنة وثلاثة أشهر من تأريخ جريمة الجينوسايد التي إرتكبتها عصابة داعش بحق أبناء الديانة الأيزيدية في العراق.
بعد ان ألقت نادية شهادتها المؤثرة في ذلك المنتدى، توجهت إلى مدينة نيويورك وفي يوم السادس عشر من ديسمبر لنفس العام 2015 ، تحدثت هذه الشابة الشجاعة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة نيابة عن كل المختطفات، وهي تغالب دموعها وبتأثر واضح، رَوَتْ للحاضرين فصول من المعاناة الجسيمة والإنتهاكات الجنسية، التي تعرضت لها على يد مسلحي التنظيم الإرهابي، وطالبت في معرض شهادتها أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على تنيظم داعش، ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل.
وتكملة لرسالتها الإنسانية التي تتضمن المطالبة بتحريرالمختطفات الأيزيديات لدى تنظيم الدولة الإسلامية، وحماية حقوق المرأة والطفل في جميع أنحاء العالم، قامت سفيرة السلام "نادية مراد" بزيارة الكثير من بلدان العالم ومطابخ القرار العالمي ضمن لقاءات إعلامية ودبلوماسية، حاملة معها قضية شعبها المُسالم والمظلوم والذي يتعرض إلى إبادة جماعية مُنظمة على كافة الاصعدة، حيث يتم إنتهاك حقوقه الإنسانية بشكل يخالف جميع الشرائع السماوية والأرضية، حتى وصل الأمر إلى مصادرة حقه في الوجود والحياة.

من بين رائحة الموت ودخان القنابل ومن بين ركام جثث أهلها وذويها التي رأتها بأم عينها، وبعد معايشتها لأنواع جرائم الإبادة الجماعية التي موُرست بحق أبناء جلدتها، وكذلك رغم جراحها العميقة النازفة نهضت نادية من كبوتها تحمل كل معاني العفة والكرامة والشموخ مرفوعة الرأس، وأخذت تكتب التأريخ المُضمخ بالتضحيات والإنتهاكات على حد السواء بحروف آلام جميع الايزيديين والاقليات الاخرى من بلدها العراق الجريح.
أن ما صنعته هذه الفتاة الأيزيدية الشجاعة من خلال جرأتها إقدامها وتضحيها؛ زرعت بذور ورود الأمل في واحة الحرية، ورود تستمد نضارتها الدائمة من دموعها الطاهرة، كي تصبح عنوان معاصر وشاخص وحقيقي للمرأة الإنسانة، صاحبة المواقف الريادية وحاملة رسالة إنسانية راسخة.
نادية صاحبة قضية شعبٍ بأكمله، قضية مهمومة بها حد الإنغماس، وَقّادةٌ في مثابرتها لخدمة كل إمرأة وطفل من بلادها، التي تشربتها المظالم حتى النخاع، فالمرأة في فضاء نادية مراد تمتلك كل آليات العمل في مسابقة الزمن، لتحقيق أهدافها السامية التي تتجلى بوضوح تام في خدمة الإنسانية جمعاء؛ ولذا فهي تطالب المرأة للقيام بدورها وواجبها نحو الوطن في إطار المشاركة الفاعلة، ووفق قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وعلى أساس الكفاءة والتمَيُز، وتحثها أيضاً في مناهضة العنف والإرهاب، والعمل بكل السبل لإحلال السلام، وتعزيز ثقافة التسامح والسلم الأهلي. نادية مراد تؤمن بقدرة المرأة التضامنية مع الرجل في ترسيخ عملية السلام المستدام.
حراكها المستمر وعلى أكثر من مستوى آثر فى العالم بشكلٍ إيجابي، حيث نالت تعاطف الملايين، ومن خلال سردها لقصتها الماساوية، كسبت نادية لشجاعتها إحترام العالم كله وتقدير شعوبه لها.
ولهذا أصبحت نادية مراد من أكثر المناضلات شهرة في العالم لعام 2016، فضلاً عن كسبها لحب الناس، حتى نالت بعض الجوائز لدورها الكبير والبارز في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وبالتحديد ضحايا الحروب والعنف في المنطقة، ناهيك عن دورها الفاعل في فضح جرائم التنظيم الإرهابى داعش، وتمسكها بقضية الدفاع عن الأيزيديات اللواتي أُغتصبنَّ وتعذبنَّ على يد التنظيم فى العراق ومن هذه التكريمات:
• حازت على جائزة "سخاروف" لحرية الفكر مناصفةً مع مواطنتها الفتاة الأيزيدية "لمياء حجي بشار" لعام 2016.
• منحها المجلس الأوروبي جائزة "فاسلاف هافيل" لحقوق الإنسان لعام 2016 .
• تم تكريمها من قبل وزيرة خارجية الولايات الأمريكية المتحدة الأسبق السيدة هيلاري كلنتون عام 2018 .
وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات على تأريخ هروبها من براثن قبضة داعش، نشرت نادية مراد مذكراتها باللغة الأنكليزية والألمانية تحت عنوان "الفتاة الأخيرة: قصتى فى الأسر ومعركتي ضد تنظيم داعش، ولابد من الإشارة إلى أن أكثر ما يحز في النفس، هو أن بلدها العراق لم يبادر لإحتضانها ورعايتها، مثلما إحتضنتها شعوب ودول العالم الأخرى، رغم أنها شرفته ورفعت إسمهُ عالياً في المحافل الأممية كافة.
لقد عملت نادية مراد بكل شجاعة وعزم على إسماع شعوب العالم صوت الظلم وضجيج الآلام وجلجلة أعمال القتل، وأوصلت صوت من لا صوت لهم، هذا ليس فقط لتبيان عمق الماساة والمعاناة، لا بل لتصبح رمز ومصدر تشجيع وإلهام لكل العراق برجاله ونسائه.
لقد وضعت نادية معاناتها وعذاباتها الشخصية على كفها، بعد أن دفنتها داخل جسدها النحيل، وحملت رسالتها الإنسانية هذه، كي تنير وتستثير الأمل والهمم في البشرية جمعاء من أجل حياة أفضل ومستقبل واعد.

كلمة بحق الناجيات في يوم المرأة العالمي
الناجيات الأيزيديات من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) أصبحن مادة دسمة للكثير من المنصات الإعلامية الدولية والوكالات الإخبارية الواسعة الانتشار في العالم، بهدف تسليط الضوء على حجم الكارثة التي تعرضنَّ لها، ولكي تبان حقيقة ما جرى لهن من تعذيب وإغتصاب وإنتهاكات لا أخلاقية يندى لها جبين الإنسانية.
لقد برزت من بينهنَّ الناجية نادية مراد، وأصبحت قدوة ونموذج للكثير من الناجيات الآخريات مثل (فريدة عباس، سلوى خضر، لمياء حجي، سناء علي، عاليا عباس، شيرين وإخلاص وليلى تعلو ، والقائمة تطول وتطول ولا تنتهي للأسف) .
فإنفتاح الناجيات الأيزيديات على الإعلام العالمي والعربي ساهم بصورة كبيرة في تعرية تنظيم داعش الإرهابي من إدعاته الأخلاقية الوهمية، وفضحه وابراز القضية الأيزيدية إى المنابر العالمية والمحافل الدولية، وهنا إسمحوا لي أيتها السيدات وأيها السادة الأفاضل أن أتكلم بأسمكم كي ارفع القبعة للناجيات الأيزيديات اللواتي بدأن بتمزيق حاجز الخجل الاجتماعي والسكوت الذي لا يمكن ان يجدي نفعاً امام ذلك الكم الهائل من الجرائم والانتهاكات الجسدية والاعتداءات النفسية التي اقترفها عناصر تنظيم داعش بحق المختطفين والمختطفات الايزيديات والشيعيات والمسيحيات. هنا يجدر الاشارة الى افادة احدى الناجيات في الامم المتحدة – جنيف في يونيو 2015 حيث قالت" تم احراق فتيات شيعيات من تلعفر بعد اغتصابهن وحدث ذلك امام عيني ..... ".

أن صدور هذه الخطوة الجبارة من البطلات الايزديات في التحدث كداعيات سلام من على المنابر الاممية والبرلمانات الدولية والمنصات الصحفية وفي الوسائل الاعلامية شارك في تقليل الولاء الاعلامي الاعمى من قبل البعض وتعاطفهم اللا مبرر تجاه تنظيم داعش من جهة، وأيضاً في بيان الصورة الحقيقية لداعش وفضح جرائمه الدولية التي تنتهك كل الاعراف والقوانين الانسانية والتشريعات الدينية من جهة ثانيا.
أن موقف وشهادة ووقفة النساء الأيزيديات الشجاعة أصبحت بمثابة وثائق وأدلة وإبرازات جرمية موثقة وتحسب كشهادات حية تعتمدها المحاكم الدولية وتأخذ بها االمحاكم الوطنية في مراحل تنفيذ العدالة بحق الجناة.


العراق والقرار 1325
أن قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2000 تحت رقم 1325 هو عبارة عن وثيقة مكونة من 18 بند تركز على أربعة مواضيع تؤكد على أهمية مشاركة النساء على كافة أصعدة صنع القرار وفي عمليات السلام وشمل التدريب الجنسي في عمليات حفظ السلام حماية حقوق الفتيات والنساء وتعميم المنظور الجنسي في أنظمة الإبلاغ والتنفيذ في الأمم المتحدة، كما يشجع قرار مجلس الأمن رقم 1325 على تحرك وكالات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والأمين العام، والحكومات وكل الأطراف المشتركة في النزاعات المسلحة للتدخل في تلك المواضيع.
لا يختلف اثنان على أن المرأة تشكل الأساس المتين في بناء وتطوير وتنمية المجتمعات المتحضرة والساعية لتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، خاصة في ظل العولمة والمتغيرات العالمية المتسارعة، ونتيجة لذلك أصبح من مسؤوليات الدول تركيز الاهتمام بالمرأة وإعطائها الفرصة المناسبة لإبراز دورها في صناعة التغيير والسلام، وفي هذا السياق حصل في العراق تطور ملحوظ وحراك مهم في هذا المنحى، بغية مراعاة خصوصية المرأة وإشراكها في عمليات الحفاظ على الأمن وبناء السلام وخصوصا في المناطق المتضررة من النزاعات، وخطى العراق خطوات جيدة على الصعيد المدني والحكومي ومن اهمها، بناء الشبكة العراقية للقرار 1325 التي تاسست عام 2011 بمشاركة 9 منظمات غير حكومية معنية بشؤون المرأة مع ناشطي ومهتمين بحقوق المرأة بصفتهم الشخصية العاملين في مختلف المجالات مهمتها بحث اليات التعريف بهذا القرار على المستوى الوطني فضلا عن ضمان كل السبل الممكنة لحماية النساء والفتيات في اوضاع النزاع وما بعد النزاع وحث النساء في مشاركة اوسع بعمليات بناء الامن والسلام في العراق .

وإقرار مجلس الوزراء في عام 2014 الاستراتيجية الوطنية للنهوض بواقع المرأة التي تضمنت ( الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن (1325) المقدمة من قبل وزارة الدولة لشؤون المرأة، ليكون بذلك العراق أول بلد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يتبنى خطة وطنية لتفعيل هذا القرار، إضافة إلى تنفيذ العراق لفعاليات متعددة اخرى الوقت لا يتسع لذكرها.
لكن لا بد من الاشارة إلى أنه ومع الاسف الشديد بأن العائق الاكبر لتنفيذ هذه البرامج والخطط يكمن في نقص التمويل وعدم تخصيص الحكومة ميزانية مناسبة لها.


مقترحات وتوصيات
.1 على البرلمان والحكومة تطوير قوانين تراعي الفوارق بين الجنسين والتي تأخذ بعين الاعتبار فصولا من قرار مجلس الأمن رقم 1325، بما في ذلك الاعتماد على نظام ( الكوتا) للنساء في مفاوضات السلام والمؤسسات الانتقالية.
.2على البرلمان العراقي مراقبة تنفيذ الحكومة للقوانين التي تتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 1325.
3.على المؤسسات الحكومات والمنظمات المدنية السعي الجاد لتوعية الرأي العام بوجود قرار مجلس الأمن رقم 1325 وشرح أبعاده وأهميته لهم.
.4تأهيل الكوادر المتخصصة في جوانب دعم المرأة لرفع مستوى الوعي المجتمعي بالدور الهام للنساء ومشاركتهن في حل النزاعات وبناء جهود السلام.
.5زيادة الوعي الجمعوي بالفرص المختلفة لضمان تأمين قدر كافٍ من العدالة والمصداقية في قضايا العنف القائم ضد المرأة في أوقات الحرب، وخصوصا فيما يتعلق بمفاوضات فض النزاع وجهود ما بعد الحرب لإعادة البناء.
.6تاسيس الية لمراقبة حماية واحترام حقوق المرأة والطفلة الإنسانية في المنطقة.
.7الاستفادة من الجمعيات والمنظمات النسائية الدولية والتعاون معها من خلال استراتيجية مشتركة.
.8السعي لترجمة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة " سيداو لعام 1979" على ارض الواقع من خلال برامج ممنهجة .
.9تأكيد دور الإعلام " بكافة تجلياته " في توحيد جهود النساء الناشطات والمنظمات النسائية الضالعة في بناء السلم والامن.
.10وضع استراتيجية حكومية لدعم دور المرأة في صناعة السلام الحقيقي داخل الوطن من خلال الفنون وعلى رأسها المسرح والدراما .
11. ايلاء اهتمام اكثر بموضوع المختطفات والناجيات الايزيديات والمسيحيات والشيعيات بسن قوانين لانصافهن ودعمهن .

قبل الختام نؤكد بأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن يهدف إلى تمثيل نساء المجتمعات التي شهدت صراعات مسلحة لإيصال رسالتهن وأصواتهن في عملية تسوية الصراعات وليكن جزءا من جميع مستويات صنع القرار كشريك على قدم المساواة لمنع الصراعات وحلها وتحقيق السلام المستدام.

نختم حديثنا بالتحية والاحترام للمرأة المناضلة صاحبة الالم والرابضه في الميادين لرفع صوتها عاليا في فضاءات تحقيق السلام ،لانها شريك أساسي في تدعيم قيم السلام ونشرها في المجتمع فقضيتها مرتبطة بمعظم القضايا الأخرى الهامة على الساحة الدولية التي لا تتحقق إلا في أجواء السلم كالتنمية وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب والعنف والطائفية والتمييز والإصلاح السياسي وتحقيق السلام العالمي الذي بات اليوم المطلب الأول والأهم للبشرية جمعاء .

المراجع:
وكلات إخبارية ومواقع ألكترنية (موقع الأمم المتحدة ومواقع شخصية)



#حسو_هورمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد نظرة تحليلية 1 *
- المادة 140 من الدستور العراقي في وسائل الاعلام


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسو هورمي - المرأة الايزيدية شريك أساسي في مسار السلام المُستدام