أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الوهاب عبد الستار الجبوري - بين التطور والانقراض














المزيد.....

بين التطور والانقراض


عبد الوهاب عبد الستار الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 01:49
المحور: المجتمع المدني
    


تعد الحرف اليدوية مظهراً من مظاهر الحضارة ووسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافتها وأصالة المجتمع.

ولها قيمتها المعنوية الكبيرة التي تطغى على قيمتها المادية فهي أرث حضاري مهم , وتعتبر كذلك توثيق لتاريخ البلد.

لكن للأسف الشديد انقرضت هذه المهن وانقراضها يعني ضياع الدقة والإتقان في العمل أيضاً , فأكثر الأعمال أتقاناً هي الأعمال التي تأخذ الصبغة اليدوية التي يصنعها الأنسان بيده , فهي دوماً أفضل من الأعمال التي يتم صناعتها عن طريق المكائن , ومنها المهن التي دخلت دوامة التطور وأصبحت شبه منقرضة كمهنة مبيض النحاس ، الإسكافي ، النداف ، المكوجي , ومساح الجزم .....الخ

وقال أحد العاملين بمهنة التطريز سابقاً :

أن هذه المهن لم تعد كالسابق بسبب توفر المعامل الخاصة بالحياكة ووجود الالات التي تصمم الكثير من الأشياء في وقت قصير.

وأضاف أيضاً الى أن التطريز والحياكة اليدوية كانت تطلب في المدارس كعمل نشاطي يدوي للطلاب , ولكن هذا الشيء لم يعد موجود الأن في مدارسنا , كما أضاف أن أسعار البضائع الجاهزة , رخيصة الثمن , ولن تأخذ مجهود كبير في صنعها ادى الى انقراض هذه المهن نهائياً , وهذا يعد مؤشر خطير يهدد ثقافة وتاريخ المجتمع.

وقال أحد العاملين في مهنة الإسكافي :

أن أسعار البضائع الجاهزة رخيصة الثمن ولا تتعدى تكلفة اصلاحها سوى القليل من المال , لذلك اصبحوا الأشخاص يفضلون شراء الجاهز بدلاً من أصلاحه.

وأضاف أخر أن هذه المهن اكثر تداولا في المناطق الشعبية , كون الناس من الفئة البسيطة , وميسورين الحال , على عكس بعض المناطق التي أنتشرت بها البضائع الجاهزة من أبخس الأسعار الى أغلاها.

وعلى الرغم من ضياع شعبية المهن اليدوية الا انه مازال أصحابها متمسكين بها , فقد أضاف الإسكافي أنه لن يترك مهنته بسبب حبه لها ويجد المتعة في عمله , ونفس الحال ينطبق على مهنة الندافة أيضاً.

وكان للناس رأي حول هذا الموضوع

أن العالم في تطور مستمر وهذه المهن أصبحت قديمة وتعتبر مهن الفقراء اصحاب الدخل قليل , وبما أنها لاتدر مبالغ كافية للعيش في ظل غلاء المعيشة تم أعتزالها وتركها , وفسر أخرون أن السبب وراء أختفاء هذه المهن وضياع شعبيتها هي كثرة المصانع والماركات المختلفة وسهولة الصناعة لاعداد كبيرة ، فعلى سبيل المثال مهنة الإسكافي تعد شبه منقرضة في زماننا اليوم , فرغم رخص وجمال الاحذية الجديدة لكن صناعة الأحذية التقليدية أفضل لأنها تهتم بالتفاصيل الحرفية , كون الأحذية السابقة تصنع من الجلد الطبيعي والمواد النباتية والخشب عكس وقتنا الحالي.

رغم مميزات عصر السرعة وكثرة الالات وتمكننا من صناعة مئات القطع بالدقيقة الواحدة ألا أننا بحاجة فعلية لأسترجاع هذه المهن التي كانت تمثل الاصالة في وقت معين حتى قضينا عليها بالمعدات الحديثة التي لايمكن لها أن تصل لدرجة الأتقان الذي يقوم به الأنسان في الصنع اليدوي



#عبد_الوهاب_عبد_الستار_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد رفع العقوبات الدولية.. آمال الإغاثة في سوريا تصطدم بواقع ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف نقاط توزيع المياه على النازحين في غز ...
- الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 373 عاملاً من الضفة و61 مشتبه ...
- نكبة فلسطينية -تتجدد-.. مخيم طولكرم تحت الجرافات وحق العودة ...
- رشيد حموني يطلب رأي كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئ ...
- 3850 حالة اعتقال خلال النصف الأول من 2025
- قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة تشارك في الاستعراض العسكري ...
- السعودية: الداخلية تعلن إعدام مواطن ارتكب عددا من -الجرائم ا ...
- اليونيسيف يعلن إصابة 5800 طفل بسوء تغذية في غزة
- طريقة اسرائيلية جديدة لتجويع النازحين الفلسطينيين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الوهاب عبد الستار الجبوري - بين التطور والانقراض