أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - -الشرعية الدوارة- فى مصر !















المزيد.....

-الشرعية الدوارة- فى مصر !


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر فى مصر فى السنوات الاخيرة تمصير لفكرة "اعادة التدوير"، فبعد ان عرف العالم المتقدم صناعياً، اعادة تدوير المخلفات لاعادة استخدامها، كان لعبقرية المصريين شأنها، فـ"أبتكر" المصريون اعادة التدوير فى الاقتصاد كما فى السياسة، ففى الاقتصاد ظهرت فى مجال الانتاج الحيوانى طريقة "البقرة الدوارة" الذى نفذتها "الجمعية الشرعية" بمركز الداخلة، والتى تعتمد على تسليم شخص بقرة "عشار"، يقوم بتربيتها حتى تلد، ويأخذ هو إنتاجها، وبعد ذلك يسلمها مرة أخرى إلى الجمعية، وهي "عشار" أيضا، وتسلمها الجمعية بدورها إلى شخص آخر، ولذلك سميت بـ"البقرة الدوارة" .. وفى السياسة تم استخدام "الورقة الدوارة" فى تزوير الانتخابات، حيث يسلم المرشح استمارة التصويت مسودة لصالحه، الى الناخب الذى يضعها فى صندوق الاقتراع، ويأتى بالاستمارة الفارغة، التى تسلمها من لجنة الانتخابات، الى المرشح، الذى يعيد ملئها لصالحه، ليسلمها لناخب آخر، وهكذا تم استخدام "الورقة الدوارة" فى تزوير الانتخابات.


تجديد معادلة الحكم فى مصر !
"لا حتنفع لينا ولا لغيرنا"،(1) هكذا اعلنها الرئيس السيسى بكل صراحة ووضوح، فبعد زلزال 25 يناير 2011 اصبح من الضرورى للنسخة الاحدث من سلطة يوليو الممتدة، "فريق السيسى"، ان تجدد من نمط علاقتها بالمواطن، حيث اصبح من الضرورى، بدلاً من التورية، المباشرة، والاعلان بكل صراحة ووضوح عن هذا النمط، الجديد / القديم، من هذه العلاقة، هذا النمط الذى يضع الشعب مباشرة فى مواجهة مع الازمة البنيوية للسلطة فى مصر، ليتحمل الشعب مسئولية ونتائج فشل سلطة يوليو على مدى اكثر من ستة عقود!، على قاعدة نحن نحكم بطريقتنا، وانتم تتحملون نتائج طريقتنا!.


التجديد الدورى لشرعية الحكم!
تجدد سلطة يوليو الممتدة شرعيتها بشكل دورى، فكلما انتقص منسوب الشرعية يتم رفعه من جديد؛ تجدد الشرعية فى مصر وفق " قانون الملكية"، نحن نورث من يحكم، وبأى طريقة يحكم، ووفقاً لهذا "القانون" لم يكن للشعب المصرى يوماً دوراً فى "خلق" شرعية الحكم فى مصر، باسثناء الدور المغدور، المؤقت والمحدود، الذى لعبه فى 25 يناير / 11 فبراير 2011.

فمنذ ان استمد نظام يوليو شرعيته فى 1952 (الضباط الاحرار / عبد الناصر) من مشروع ازاحة الملكية واقامة الجمهورية الاولى، ومشروع التحرر الوطنى التنموى، حتى جاءت هزيمة 67 لتنتقص من هذه الشرعية، ومن اجل استعادة المنقوص من الشرعية واستمرارها، قبل عبد الناصر بالقرار 242 ومبادرة روجرز، اى قبل الاعتراف باسرائيل.

ثم جاء السادات مستمداً شرعيته "الابتدائيه"، من كونه نائب الرئيس الراحل، وبالتالى ممثلاً لسلطة يوليو الممتدة، ومع استمرار احتلال اسرائيل لسيناء، "ميراث الرئيس الراحل"، اخذت شرعية الحكم فى التأكل، لتأتى حرب اكتوبر 73 لتستعيد المنقوص من الشرعية، ومع اتفاقية الصلح مع اسرائيل، والنتائج المعاكسة لسياسة "الانفتاح الاقتصادى" 1974، اخذت شرعية الحكم تتناقص مرة اخرى حتى وصلت الى اغتيال الرئيس السادات نفسه، مروراً بانتفاضة الخبز.

كذا جاء مبارك مستمداً شرعية "ابتدائية" منقوصة وضعيفة، من كونه نائب الرئيس "المغتال"، لذا فقد بذل مبارك جهوداً واضحة لاستعادة وتقوية الشرعية المنقوصة والضعيفة، على المستوى الداخلى والاقليمى والدولى، والتركيزعلى كونه احد ابطال حرب اكتوبر، وصاحب الضربة الاولى الجوية التى مهدت لانتصار اكتوبر، وكذلك الاتجاه لتوسيع مساحة الحرية السياسية "الشكلية" والاقتصادية، اللتان كان قد بدأهما السادات، الا انه عندما شرع مبارك بالتجهيز لتوريث حكمه، الذى استمر 30 عاماً، لابنه، تقلصت شرعيته، وتهددت شرعية حكم سلطة يوليو كلها، شرعية اساسها الجمهورى الذى لا يورث، تقلصت الى ادنى مستوى لها، بما يهدد بزوالها.

لقد انقذ المجلس الاعلى للقوات المسلحة شرعية حكم سلطة يوليو الممتدة من الانهيار، من خلال توليه مسئولية "ادارة شئون البلاد" فى اعقاب الانتفاضة العارمة فى 25 يناير 2011.

السلطة لا تستعيد تنازلات يناير فقط !
لم يكن امام سلطة يوليو العتيقة الممتدة، امام اللحظة الفارقة فى تاريخ حكمها، فى 25 يناير 2011 وما بعدها، سوى ان تنحنى امام "العاصفة" وتقدم مجموعة من التنازلات حتى تمر؛ الا انه امام درجة خطورة "العاصفة" التى تمثلت فى الالتقاء "المحظور" بين ملايين الجماهير المنتفضة والمعارضة السياسية، وفى مقدمتها منافس السلطة التاريخى اللدود "الاخوان المسلمين"، أستعارت السلطة شعار ثوار يناير "النوبة دى بجد، مش حنسبها لحد"، الشعار الذى لم يستطع ثوار يناير ان يحتفظوا به امام انتهازية الاخوان المتأصلة، التى قابلتها المعارضة المدنية بأنتهازية لا تقل عنها انانية!؛ وبدهاء سلطة يوليو العتيقة، تم تنفيذ خطة الالتفاف على "العاصفة"، متكئة على انتهازية المعارضة "العجوز"، اسلامية ومدنية على السواء؛(2) ليس من اجل ان تستعيد جملة التنازلات التى قدمتها مضطرة امام "العاصفة" فقط، وانما،– كما تعتقد –، لقطع الطريق، بكل قسوة، امام اى امكانية لعودة "العاصفة" من جديد، وهو ما يفسر المغزى العميق للحنين لدى قطاعات واسعة من الجمهور لزمن مبارك الذى ثاروا عليه!، والكفر بالثورة!.


الموقف الدولى من شرعية الحكم فى مصر !
ان موقف الصمت الدولى ازاء الحجب القسرى لاى منافسة معتبرة من داخل المؤسسة العسكرية للمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى، يمكن فهمه على اعتبار انه ليس كافياً ان يكون مرشح الرئاسة من كبار قادة القوات المسلحة، لكنه بالاساس يجب ان يكون مدركاً ومستعداً لتنفيذ المهام "التاريخية" المنوط برئيس مصر انجازها فى هذه المرحلة المعينة، وقبوله بشروط وآليات تنفيذها، هذا هو جوهر الموقف الصامت للقوى الدولية الحاكمة، من عمليات الحجب القسرى التى جرت امام انتخابات 2018، فبعد اجتياح "النظام العالمى الجديد" للغالبية العظمى من دول العالم المعاصر، والعمل على قدم وساق على رسم خريطة جديدة للشرق الاوسط، والذى يمثل الاندماج فيه والعمل من اجله، الشرط الحاكم عند القوى الدولية، لشرعية سلطة حكم مصر فى اللحظة التاريخية المحددة، فليس كل قائد عسكرى كبير وفريقه الداعم، قادر على ادراك طبيعة المهام التاريخية فى اللحظة المحددة وقادر ومستعد لتحمل مسئولية وتبعات ونتائج آليات تنفيذها.

ان ادراك "فريق السيسى" لطبيعة المهام المطلوب انجازها دولياً، سياسياً واقتصادياً، واستعدادة وقدرته على تنفيذها، وعلى التعامل مع آليات وتبعات ونتائج تنفيذها، هى المحدد الاساسى والوحيد، المحددة لموقف القوى الدولية الحاكمة، من سلطة حكم السيسى، اما اى محددات اخرى، فهى هامشية، كصفقات السلاح او الصفقات التجارية، اياً كان حجمها، فالهدف الحاكم هو تحويل النظام المحلى ليتوافق مع "النظام العالمى الجديد"، كجزء من الشرق الاوسط الجديد، وليس مجرد عقد بعض الصفقات؛ كذا الحال مع موقف القوى الدولية من مدى التزام السلطة المحلية مع المعايير الدولية للحريات والديمقراطية وحقوق الانسان .. الخ، فمن المفهوم لدى "النظام العالمى الجديد"، كما لاى متابع مدقق، انه، - على سبيل المثال -، لا يمكن تنفيذ سياسات اقتصادية عنيفة، "نيوليبرالية"، تؤدى الى افقار الملايين، فى ظل مناخ من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان!.

المصادر:
(1) كلمة السيسي في مشروع "غيط العنب" باﻹسكندرية.
https://www.youtube.com/watch?v=Wgwliom7KPY
(2) خبرة يناير: بين براءة الثوار، ودهاء لنظام العتيق، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى فى مصر، مشروع الانتقال ل-دولة مدنية ديمقراطية-، على ...
- -شبح- ايمن نور، يحوم حول انتخابات 2018 ؟!
- ثم يسألونك فى مصر: من اين يأتى التطرف والارهاب ؟!
- تفعيل -الازمة- فى مصر، يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله !
- مأزق -الرئاسة الثانية- للسيسى ؟!
- انتهازية النخب السياسية، تعمل ضدها !
- مع استمرار -عزلة- القوى المدنية: -الانتفاضة- القادمة فى مصر، ...
- ان لم يكن -السيسى- سياسياً، فماذا يكون ؟!
- مرض نخبة ال-داون تاون-، المزمن ! -ستون عاماً من العزلة-
- عندها يرحل السيسى ؟!
- لاتغيير بدون مجتمع مدنى قوى: -محجوب عبد الدايم-، يترشح لرئاس ...
- النخبة المصرية والانتخابات، ونهاية -السبع العجاف- ! السناوى، ...
- ليس لدى الجنرال من ينافسه .. اليس كذلك ؟!
- -السيسى- رئيس فترة ثانية، وليست اخيرة !
- هل يفعلها -عنان- ؟!
- لماذا السقوط الثانى -المسخرة-، ل-شفيق- و -عنان-، واقعاً ؟!
- -بودو- يفضح صندوق النقد الدولى !
- اعلام -الصدمة-، وتجربتى مع معهد واشنطن!
- لماذا فشل -العلاج بالصدمة- فى مصر ؟!
- رئيس مصر القادم، ماذا انت بفاعل ؟!


المزيد.....




- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - -الشرعية الدوارة- فى مصر !