أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - بشرى ناصر - خطاب المرأة المشبع بالخوف














المزيد.....

خطاب المرأة المشبع بالخوف


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:26
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


يطلق بعض قراءي عليّ صفات جاهزة مثل (محاربة) و(مقاتلة) و(شجاعة) لا تدغدني ولا تستثيرني في قرارة نفسي ؛ فالحقيقة التي لا أحرج من الاعتراف بها : أنني كغيري من النساء أكتب بصوت ضعيف وخائف؛ وأشعر بالأغلال والقيود تكبلني كل لحظة ؛ وحدي من يعي ذلك جيداً ؛فلحظة الكتابة تؤهلك لاكتشاف حقيقيتك؛ وتضعك في مواجهة مع نفسك كأحسن ما تنبغي المواجهة ؛ولذا تصبح الكتابة وسيلة لمدك بمزيد من مشاعر العجز والحيرة والخواء بدلاً من أن تعوّضك أو تطهرك ؛ يحسن بي هنا تعريف(خطاب المرأة) :هو أفكارها التي تطرحها في بنية نصية أو سردية ؛ولأنه يقوم على محاولة لاكتشاف هوية المرأة وخروج (الأنا) التي لا تنجلي وتتوضح الا بتعرفها بالآخر وتوصيلها له؛ والحديث عن خطاب المرأة أو نقده ودراسته لا تتم بمعزل عن المنظومة الثقافية / منظومة الخطاب نفسه على اعتبار أن خطاب المرأة مشروعاً أيدلوجياً يفترض به أن يوازي إبداع الذكورة ولا يقل عنه ويرفض أن يكون تابعاً له أو ملحقاً به ؛فهل استطاعت المرأة في مسيرتها الإبداعية تحقيق نقلة نوعية تمكنها من الإفصاح عن (الأنوثة) ؟ لتخلق بذلك معادلاً موضوعياً لإفصاح الذكورة في إبداع الرجل ؟ ذلك الخطاب الذي ظل غائباً ويحاول التعويض عما فاته من زمن؟هل يستطيع مجاراة الخطاب النقدي الذي يصر على (الوصاية الأبوية)ويشكله المحافظون والإصلاحيون والمتنورون ودعاة المجتمع المدني ودعاة تحرير المرأة ويكاد يكون الخطاب النقدي بمجمله مفتقراً للموضوعية والجدية ...والأهم من هذا كله كيف تنتج المرأة خطاباً حداثوياً فاعلاًًً في ظل القمع اليومي المتربص بالفرد العربي (عموماً) ويطاله بالتكفيروالتفريق عن الزوجة ؟
كيف تصبح المبدعة حرة والمجتمعات خائفة ؟ نخاف من الأجنبي ونخاف الديمقراطية ونتربص بها ونخاف الفكر الحر ونخاف من الماضي (المقدس) ونخاف الحاضر ونخاف جداً من (ذوي العمائم) ؟
فمجتمعاتنا لا تكتفي بتهميش وإقصاء النساء فقط وتستفرغ علينا عبر وسائل إعلامها ليل نهار أن المرأة نصف المجتمع بل وتتعمد التعتيم وحجب حتى أسماء النساء وليس أجسادهن فقط ؛
فوضع المرأة عندنا معقداً أشد تعقييد لدرجة أننا نقع في التباس كبير بين (حقوق المرأة) وبين(احترام المرأة) بمعنى أن مجتمعاتنا تنظر لمن لم ينلن حقوقهن أسوة بالرجال بنظرة احترام وتقدير بينما لا تنال المطالبة بالمساواة الاحترام الكافي ... ولا تزال مجتمعاتنا تنتج قناعة مشتركة بين الذكور والإناث أن النساء للمنزل والرجال للعمل ؛ فالوصاية الأبوية قائمة وغير قابلة للزحزحة ؛ اسألوا العاملة العربية هل يساعدها زوجها في شؤون المنزل وتدريس الأولاد؟ فالقبول بعمل النساء لم يخلق تغييراً راديكالياً للأدوار؛ ولذا نسمع يومياً صيغاً على شاكلة : المجتمعات (تسمح) و(تمنح) و(تقبل) بمشاركة المرأة وليس باعتباره حقاً طبيعياً وأن النساء يشكلن فعلا نصف المجتعات .
فخطاب المواطن العربي يكاد يكون بمجمله خطاباً خائفاً غير حر؛ لأن الذات العربية تفضل الاختباء خلف ضمير الجماعة أو الضمير المجهول وتخاف الإفصاح حتى في الكتابة والأدب ولذا لا يزدهر أدب السيرة الذاتية في عالمنا العربي باستثناء بعض التجارب القليلة ؛فالشخصية العربية مطاردة تتغذى على الخوف وتلتحف (المبادئ الجميلة) هذا على العموم؛ فكيف بالنساء المحملات منذ بدء التاريخ بالخطأ والخطيئة ؟
والسلطة الأبوية تمتد لتشمل كل شئ ولتنتهي عند مفهوم (الأمة) ولذا ترى النساء عندنا يعشن تحت وطأة(التأثيم) ؛ ناهيك طبعاً عن المتغير السياسي والاقتصادي الذي يطبع بصماته مباشرة على وضعية النساء من خلال برمجة المجتمعات لحضور النساء بين حجب الجسد أو كشفه تبعاً لتأثير المتغير على التقاليد الاجتماعية أورد هنا مثال (الثورة الإيرانية) وهكذا تظل الظروف ضد النساء وحتى تمضي اللعبة على أتم وجه يتم ضخ الآف الحجج والبراهين التي تؤكد أن المرأة (عورة) و(جوهرة مصونة) و(درة ثمينة) فهي تضطر للخروج من منزلها لتعمل ولتشارك الرجل تبعات الحياة ومحاربة العوز والحاجة لخلق ظروف اقتصادية أفضل لكنها مقيدة بالحجب فقد تم تحريرها من (المنزل) تحريراً نفعياً استغلالياً ولذا يصبح مشروطاً بعدم الاختلاط أو مشروطاً بالحجاب والنقاب ومشروطاً بعدم التزاحم والمواجهة مع الذكور.
فهل نستطيع نحن المتهمات بالشجاعة والحرية رفع أصواتنا والمطالبة بتوفير إرادة سياسية قوية تؤثر على تفعيل وتعزيز القضايا الحاسمة فيما يخص النساء؛ ونطالب بإدخال تحسينات على النظام التشريعي وإصلاح القوانين التي تميز ضد النساء ؟
فالالتباس في قضية المرأة ينعكس على الواقع ليخلف التباسا ثقافيا مما يدعونا للسؤال : هل يحمل خطاب المرأة في قطر دلالة ما ..... وهل يمتلك خصوصية ؟ اذا كان خطاب المرأة العربية لا يزال عاجزاً وخائفاً ومتردداً ومغلفاً بالكبت ؛ فكيف نتعجب من النساء القطريات حينما ينتجن خطاباً مستسلماً عنصرياً خائفاً لا يقترب من المحظورات ولا يطال الثوابت بل تكاد أصواتهن لا تنفصل عن أصوات المجتمع وكثيراً ما يصبحن صوت المجتمع لأنهن يخفن الخروج قيد شعرة عن النمط الاجتماعي المرسوم .



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدام الحضاري : سيناريو جهنمي
- هواجس أنثوية
- تمجيد النحن وغياب الآخر
- أما آن لأقدم أوجاعنا أن تثمر......؟
- توريط النساء بالإرهاب
- الاعتصام بحبل الله ....
- المثلية -أو الشذوذ الجنسي ...
- نساء رهن البيع ...
- كلاّ....أنا لست حرة
- جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون
- أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - بشرى ناصر - خطاب المرأة المشبع بالخوف