أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟














المزيد.....

الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 08:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في ظل تردي الإعلام الموجه للمرأة؛ و المطبوعات الموجهة للنساء باسم الصحافة النسائية وبشكل لا يخلو من مرارة.. أشير في هذا السياق متسائلة: لمن توجه تلك المطبوعات المدموغة بصفة (مجلة المرأة) أو مجلة الأسرة...... ؟
وأية قيمة تساهم تلك المطبوعات بتأسيسها ؟
في تصفح سريع لعدد من تلك المجلات العربية نلاحظ أولا : فوقية تلك الصحافة على النساء العربيات لأن المجتمعات العربية التي لم تحسم موضوع الفقر بعد .. حيث لا تزال نسبة كبيرة من قطاع المجتمعات تمثل القرويات والفلاحات والأميات؛ بما نقرأه من أمية متفشية؛ فهل هن بحاجة لتحريض يدعوهن لمزيد من السخط على واقعهن عبر المجلات النسائية الداعية لمزيد من استهلاك ولهاث متواصل لعوالم كاذبة وهمية عبر الصورة المرفهة لأحدث المودات والتقاليع والعطور وأدوات الزينة ؟ وحيث لا يزال قطاع كبير من النساء العربيات غارق في تفاصيلهن الخاصة ووسائل الزينة البدائية جداً والقديمة مثل (الوشم ؛ والأثمد أو الكحل العربي ؛ والديرم ) وما الى ذلك ؟ فالفجوة بين تلك الصحافة والنساء المعنيات فجوة ثقافية اقتصادية ومعرفية ؛ خاصة اذا قلنا أن أجر المرأة (العاملة) الشهري قد لا يكفي ثمناً لزجاجة عطر أو أصبعاً لأحمر الشفاه ...فهل يعني ذلك أن المجلات النسائية موجهة فقط للأوساط المرفهة المترفة والتي تمثل ربما أقل من نسبة 20 % من النساء العربيات ؟
قد يبدو هذا غير محبط لو أن صحافة النساء تتناول في مبيعاتها شريحة معينة من المجتمعات؛ ولو أنها لا تقوم بغير تهميش نساءنا وتعميق القطيعة بينهن وبين مفاهيم المطالبة بالمساواة ؛ فنحن النساء اللائي خضعنا طيلة أعمارنا ولقرون لاعتبارنا المرايا السحرية التي (تصور) الرجل بضعف حجمه الطبيعي والحقيقي .. تأتي تلك الصحافة لتكرس لنا الجسد والاحتفاء به والاحتفال به من الرأس حتى أخمص القدم وليغدو عبدا لطقوس لا تعني الحفاظ عليه فقط بل جعله جذاباً مثيراً كممثلات السينما وعارضات الأزياء ؛ فنجد أنفسنا هنا في مأزق( عبودية الجسد ) بينما يمضي الخطاب المثقف المسئول لتسليط الضوء على تحرير المرأة تحريراً فكرياً كاملاً بوعي قضاياها المتمثلة في : كيف تتعامل مع ذاتها كإنسانة صاحبة قرار لتسيير شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية و في ظل التراكم القديم من الوصايات الأبوية ... فما يطلب اليوم عبر تلك الوسائل الإعلامية:هو إنتاج (جسد امرأة) رشيقة بقد مياس ومثيرة جنسياً وللدرجة التي قلبت موازين ومعايير كثيرة ؛ وغيرت نمط تفكير المجتمعات العربية التي كانت قبل سنوات تحرم عمليات التجميل وتراها بطراً لا لزوم له اجتماعياً وتطاولاً على خلقة الخالق دينياً؛ الى قبول جماعي وموافقة طالما توفرت الوسيلة والنقود ... بمعنى أن مقياس الجمال تحول وتغير بشكل انقلابي فصار تبعاً للسوق والتسويق بعدما كان نسبياً ؛ وليؤثر تأثيراً تاماً على فكر المرأة وفكر المجتمع ؛ وكمثال : كنا قبل عقود ننظر للشقراوات باعتبارهن غربيات وأوربيات .. لكن نصف نسائنا اليوم أصبحن شقراوات بفضل الصبغات والعدسات اللاصقة الملونة؛ مما يعني مضينا اللاهث خلف (النموذج المرسوم) وهو استنساخ لصورة المرأة الغربية وبشكل مرعب متسارع ؛ ناهيك طبعاً عن محاولات تنميط الجسد العربي التي تجعله خاضعاً لمعايير لا علاقة لها بالخصوصية العربية والسمات الشرقية ؛ وبمعنى آخر هي محاولة مستمرة ودءوبة للتمركز حول (الأنثى) مما قاد لتراجع الرسالة الإعلامية .
حيث تصرف النساء أموالاً وأوقات طويلة للوصول لهدفهن المنشود ؛ أو( النموذج المثالي) الذي عجزن عن الوصول له فقد يتعرضن لإحباطات ومتاعب نفسية قد تتطور لتصبح أمراضاً نفسية وعضوية.... كما نرى أن النموذج المشاع المرغوب الممثل بعارضات الأزياء..لا يخلو بحد ذاته من عبودية وإذلال بتفريغهن من أي محتوى فكري وطرح أجسادهن كمادة ووسيلة للاستمتاع ولو بالنظر أو تشيئ أجسادهن لأغراض تجارية تتبع العرض والطلب ... كما تحاول المطبوعات الموجهة للنساء بالتغرير بهن والكذب عليهن بسلسة طويلة من الأكاذيب تبدأ بتصوير الحياة الزوجية بصورة وردية حالمة لا تعني غير باقات ورد متناثر وزهور وشموع وأجواء حبلى بالرومانسية ؛ وديكورات رائعة لبيوت مثالية لا تتحق حتى في الأحلام .. مما يجعل الفتيات يصطدمن بالواقع المتعقل في بداية حياتهن ودخولهن تجربة الزواج ؛ ذلك الواقع الذي يملي شروطه العملية ولا ينتمي للصورة المرسومة في تلك الصحافة النسائية.
كما يعاب على تلك الصحافة تكريسها أدواراً ثابتة ومحددة للمرأة وتكاد لا تتزحزح عن: الديكور والمطبخ والتجميل... أما الجانب المهني أو اختراق النساء لسوق العمل فالصورة الحالمة نفسها لا تتغير ولا تستطيع التوافق مع الواقع وشرحه بصراعاته ومشكلاته .. كما نرى الأحكام الجاهزة الأشبه بالقوالب في التقارير والموضوعات مثل (علاقة المدير بالسكرتيرة) والخيانات الزوجية وما الى ذلك ... من قصص غريبة شاذة وفضائح تدور أو تفتعل في حياة المشاهير والفنانين .
باختصار شديد : المجلات الموجهة لنسائنا العربيات مجلات متبطرة بعيدة عن الواقع لا تنزل لحال الفقيرات المعدمات ولا تخاطب الفلاحات القرويات كما لا توجه خطابها لذوات الدخل المحدود أو المتوسط ؛ وهي تحول نسائنا لسلعة تستهلك السلع ؛ و تحاول طرح منظومة من القيم / الأفكار لا علاقة لها مطلقاً بالنساء العربيات .



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- بتهمة -إزدراء النساء-.. اعتقال مالك معرض للسيارات المستعملة ...
- بعد اتهامه بالاغتصاب..  ميندي يعود ويكسب -معركته- مع مانشستر ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- فوز ترامب يوقف تنبؤات -سيمبسون- بحكم امرأة للبيت الأبيض
- الاحتلال والعنف الأبوي…انتزاع حجاب وجلابيب الأسيرات الفلسطين ...
- حق الإجهاض.. ولايات أميركية تمنح المناهضين أول انتصار
- حماس: مصادرة ادارة سجن الدامون الجلابيب والحجاب من الاسيرات ...
- حماس: نطالب كافة الجهات الحقوقية والقانونية وخاصة تلك المعني ...
- أريزو خفاري ضحية جديدة لقوانين الحجاب القسري في ايران
- الولايات المتحدة: استفتاء لرفع القيود على الإجهاض في فلوريدا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟