الإعجاز في غلبت الروم وهم كبير !

السيد المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يأتي كثير من المسلمين هذه الأيام ويحاولون أن يقدموا لنا نحن الملاحدة دليلا على قرآنهم ومن أكثر الأدلة انتشارا هو الإعجاز الغيبي في سورة الروم ( غلب ت الروم ) ويقولون : كيف لكتاب بشري أن يتنبأ بنتيجة معركة قبلها ببضع سنوات ؟ وهذا إعجاز حسب إدعائهم ، ولكن إذا أخذنا هذه الآيات وحللناها ( غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين و يوم إذن يفرح المؤمنون بنصر الله ) عندما كنت مسلمآ كانت تراودني الشكوك حول هذه الآيات حيث يقول الإعجازيون : كانت هناك حرب بين الروم و الفرس و كان الفرس وثنيين من عبدة الأوثان وكان الروم مسيحيين وبالتالي كان المسلمون يشجعون الروم ويفرحون بنصرهم لأنهم أقرب للمسلمين من الوثنيين ( الفرس ) ولما غلبت الفرس الروم ..حزن المسلمون لذلك ! ولذا نزلت الآية !! ،، عندما كنت مسلما كنت أشك في مصداقية هذا الكلام تماما وكنت أقول : كيف سينصر الله المسيحيين وهم طبقآ للشرع الإسلامي كفار و لن يقبل منهم ( ومن يتبع غير الإسلام دينآ فلن يقبل منه وفي الآخرة لمن الخاسرين ) وبالتالي فإن أي أحد غير المسلمين لن يقبل منه الله وبالتالي كيف سينصره إن لم يقبل منه ؟! والعجيب أنه يقول ( يفرح المؤمنون ) ولكن كيف سيفرح لهم المسلمون ؟؟! ولماذا أصلا ؟! ( لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ) و ( لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم ) وبالتالي فمن المستحيل أن ينصرهم الله وأن يفرح لهم المسلمون ! ، وبالتالي علينا أن نحاول أن نبحث عن تفسير واقعي ومنطقي للآية وهو أن المسلمين كانوا يحاربون الروم في غزوة مؤتة 629 م ، فانهزم المسلمون شر هزيمة منهم وقتل الكثير من أشد المحاربين وبعد المعركة وبعد أن انتصر عليهم الروم ، جائت تلك الآية لمحاولة رفع عزيمتهم أنهم سيهزموا الروم بعد بضع سنين ( على الأقل 3 سنوات ) وكانت الآية ( غلبت الروم ) بفتح الغين وليس بضمها أي انتصر الروم على المسلمين و ( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) أي عندما ينصرهم الله على ذلك العدو ( الروم ) ولكن عندما انتصر المسلمون بعد سنة واحدة في غزوة تبوك 630 م ، فأصبح ذلك الأمر مخالفآ للآية و أن الآية قالت (في بضع سنين ) أي على الأقل 3 سنوات وبالتالي أصبح المسلمون في موقف محرج أنهم هزموا الروم قبل الميعاد المزعوم في القرآن وبالتالي قاموا مع الزمن بتغيير ( غلبت الروم ) من فتح الغين إلى ضمها لتصبح مبنية للمجهول وابتكروا القصة المزعومة والمنتشرة حاليآ ( الفرس والروم ) ، وكان الرسول وأصحابه يقراؤنها بفتح الغين أي غلبت أي انتصرت الروم على المسلمين ، وبالتالي انتهى ذلك الإعجاز المزعوم في تلك الآية من المسلمين عندما غيروا قراءة ( غلبت الروم ) بفتح الغين إلي ( غلبت ) بضم الغين

في النهاية أحب أن اوجه رسائل و هم : الرسالة الأولى : كيف تجعلون من شئ مختلفين في تفسيره إعجازا ؟! والقرآن لم يكن منقوطا ولا مشكلآ

الرسالة الثانية : حتى و إن كان التفسير كما تقولون ، فكيف يكون هذا إعجازا ؟ هذا توقع من محمد لا أكثر كما يتوقع باقي البشر وليسوا أنبياء ولا شئ ! فكان من المعروف أن الحرب يوم لنا ويوم علينا ، فلو كان هذا إعجازآ فعلا لماذا لم يحدد الله السنة بالضبط ولم يقل بضع !! فلو كان إعجاز لقال خمس سنين ! وذلك إذا فسرناه حسب تفسيركم في الروم والفرس

الرسالة الثالثة : تفسير الاية بقصة الروم والفرس غير منطقية للغاية وقد وضحت الأسباب بالأعلى
تحياتي .

#السيد_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل