بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 09:16
المحور:
الادب والفن
------
لما نفدت سجائره الرخيصة ، تذكر نصيحة زميل قديم : (( أقلع يا آدم عن التدخين ، أو
احتفظ بأعقـاب سجـائرك ، ستحتـاجهـا ذات يوم أسود ، وأنت في هذا الخلاء االبعيد ))
الثلج لـم يتوقف عن التسـاقط بكثـافـة ، منذ ثلاثة أيـام بـليـالـيهـا ، حـاصر القرية وأغلق
منـافذهـا المؤديـة إلى البلدة ، إنه في حـاجـة مـاسـة إلى التبغ ، لم يدخن منذ يومين ، مر
على كـل بيوت رجـال وشبـاب القريـة المدخنين ، واحـدا ، واحـدا ، ولـم يظفر بسجـارة
واحدة ، أو نصفها ، أو عقْبا ، قرر أخيرا بعد نفاد صبره ، أن يذهب إلى البلدة ، ليشتري
علب سجائر ، رغم محاولات رفيق مسكنه المدرسي ثنيه عن الذهـاب ، وعدم المخاطرة
بحيـاتـه ، في الصبـاح لبـس جـلـبـابـه الصوفي الأسود ، الذي قـد يقيـه من البـرد القـارس
وانتعل حذاءه العسكري و قصد البلدة ، مستعينا بعصا طويلة ..، مرت أيـام و أسـابيع ولم
يظهر للمعلم آدم أثر ، بحثوا عنه في كل مكان ، ولم يعثروا عليه ، قـال الشيخ عباس إمام
مسجد القرية : (( قد تكون ذئـاب الجبل الجـائعة ، هـاجمته والتهمته ، إنه غضب الله على
عباده الضالين ، لقد كان شيوعيا ، لايصلي )) وقال حسن عين السلطة في القرية : ((ربما
سـافر إلى مدينتـه في الشمـال ، ومن هنـاك عبر إلى الضفـة الأخرى ، أو سجـن لأنه كـان
يفتح فمه كثيرا )) .
بويعلاوي عبد الرحمان ( بويا رحمان )
وجدا - المغرب
23 - 02 - 2018
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟