أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - ذا بوست














المزيد.....

ذا بوست


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5794 - 2018 / 2 / 21 - 15:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ذا بوست" عنوان الفيلم الأمريكي الذي صدر في أواخر الشهر الماضي، وتعرضه السينمات في القاهرة هذا الأسبوع. الفيلم من بطولة ميريل ستريب وتوم هانكس ومن إخراج ستيفن سبلبورج. أسماء متميزة تشي بفيلم متميز تجعلنا نتغاضى عن أسعار التذاكر المرتفعة باضطراد.

يحكى الفيلم قصة واقعية عن صحفيي الواشنطون بوست الذين تدخلوا عام ١٩٧١ لنشر وثائق مسربة من البنتاجون توضح تورط الحكومات الأمريكية المتعاقبة في الحرب في فيتنام.
ونود هنا أن نركز على الدور النسائي بالفيلم. تقوم ستريب بدور كاثرين جراهم التي امتلكت عائلتها الجريدة مابين ١٩٣٣ وحتى بيعها في ٢٠١٣ على يد أحفادها.
اشترى والد كاثرين جريدة الواشنطون بوست في مزاد عام ١٩٣٣، ثم أورث الجريدة لزوجها عام ١٩٤٦، وحين توفى زوجها ١٩٦٣، ورثت كاثرين الجريدة وقامت على إدارتها، وحين أورثتها إلى ابنها، كانت كاثرين قد وضعت الجريدة في مصاف الجرائد القومية التي تلفت إليها أنظار العالم. إلا أنها في بداية حياتها المهنية كانت تحيط نفسها بمجموعة من المستشارين )الرجال) الذين لا يرونها أهل لإدارة الجريدة، ويدللون على صحة اعتقادهم بسؤال : لماذا لم يضع والدها مستقبل الجريدة بين يدي ابنته؟
والجواب المتوقع: لأنه يعلم مدى محدودية إمكانيات كاثرين .. ويخيم هذا الاعتقاد على كل من يتعامل مع كاثرين حتى تقتنع هي نفسها بذلك .. فنراها في الفيلم مترددة في اتخاذ القرارات، تتحدث همسا وبتردد فيقاطعها الرجال، أو يتحدثون نيابة عنها ... هي غير مؤهلة بكل المقاييس، وتتردد في التعبير عن رأيها .. وتؤدي ميريل ستريب هذا الدور ببراعتها المعهودة. ثم تأتي قضية مفصلية، تنشر "النيويورك تايمز" بعض وثائق عن حرب فيتنام، فتأمر المحكمة النيويورك تايمز بعدم النشر، وتحصل "الواشنطون بوست" على نسخة من الوثائق، فيصبح السؤال الوجودي هو: هل ننشر الوثائق المسربة ونزج بأنفسنا في صراع محتمل مع إدارة نيكسون التي لا ترتاح أصلا للسياسة التحريرية للواشنطون بوست، وبالذات أننا في خضم معركة طرح أسهم الشركة للتداول في البورصة قد نخسرها إذا أثرنا عاصفة النشر؟ سؤال هاملت الأزلي.
يتكون فريقان :
الأول برئاسة بن برادلي، رئيس التحرير، الذي يريد هو وفريق متميز من الصحفيين النشر، ويهددوا بالاستقالة في حالة عدم نشر الوثائق،
والثاني برئاسة محامي السيدة جراهم الذي يؤكد على المخاطر المنطوية على مغامرة النشر.
تتخذ كاثرين القرار وهي مترددة إلى حد ما: يجب أن تقوم الواشنطون بوست بواجبها المهني بنشر ما لديها من وثائق.
تدخل كاثرين جراهم إلى مبنى المحكمة وسط تظاهرة تدعم حق النشر. وفي مشهد رقيق، تعرب سكرتيرة المدعى العام لكاثرين جراهم عن دعمها الشخصي لموقف الصحف. ويأتي قرار هيئة المحلفين لصالحهم، ويذيله القاضي بتعليل عذب عن أهمية حرية الصحافة وحق النشر.
ونرى كيف أثر القرار المحوري في شخصية كاثرين جراهم، فهي ما أن تتخذ القرار) وحتى قبل الحكم لصالح جريدتها( تكتسب ثقة متزايدة بالنفس، فتتكلم بثقة، وتعلن بصراحة أن الجريدة كانت دائما جزءا من حياتها ولذا هي تخاف عليها أكثر من أي شخص آخر.
وتضيف بحسم "ومن لا يشاطرني الرؤية، يجب ألا يزاملني في مجلس الإدارة".
ولابد أن الحكم لصالح قرارها، قد أكسبها المزيد من الثقة بالنفس. فتتالت نجاحات الواشنطون بوست بقيادتها وأهمها تفجير فضيحية الواتر جيت في ١٩٧٢، والحصول على جائزة بلاتزر الأدبية عام ١٩٧٣.
تدور أحداث الفيلم في منتصف ١٩٧١، ومازالت الثورة النسوية مشتعلة بالولايات المتحدة، وقد تحسنت الكثير من الأوضاع المهنية للسيدات العاملات، وتخطين حاجز حصرهن لعقود في أدوار تقليدية في سوق العمل مثل المعلمة والممرضة والسكرتيرة والتي هي بالأساس امتداد لأدوارهن التقليدية في المنزل. ولكن السيدات لم يتربعن في ذلك الوقت على عروش ممالك صغيرة، وإن جاءت بهن الصدفة فلا رأي حقيقي لهن، وإنما انعكاس لآراء مستشاريهن.
يؤرخ الفيلم إذًا في جانب من جوانبه، لتلك اللحظة التاريخية التي أخذت فيه سيدة بكامل زمام أمور مملكتها الصغيرة في يديها.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة الزواج في مصر
- مشاهدات في -اليوم العالمي للمرأة-
- رعاية النشأ تبدأ من المهد
- النموذج الصحي للرجولة
- الحرام
- عن المراهقة
- البنات دول
- تقاطع الامتياز والتمييز
- الامتياز والتمييز
- مؤتمر دراسات المرأة
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- فتوى استرقاق النساء
- النظرة الذكورية المتفحصة
- تحية كاريوكا
- النساء والتجربة الليبيرية (2)
- النساء والتجربة الليبيرية (1)
- ثلاث جنيهات
- استدعاء العدالة (2)
- استدعاء العدالة (1)
- ذكورية الطرح عند هشام الجخ


المزيد.....




- في اليمن تنتظر تنفيذ حكم الإعدام.. عائلة امرأة هندية تكشف تف ...
- كيف يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على مزاج النساء؟
- شاهد.. قرية عطوف في الأغوار تفتتح مشروعاً لتمكين الشباب والم ...
- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة
- الاعلانات التي يروج لها المؤثرون الاطفال على وسائل التواصل ا ...
- تناول العنب يوميا يحسن قوة العضلات لدى النساء بعد انقطاع الط ...
- هل إمتاع الذات هيؤثر على صحتك؟
- بالتزامن مع اليوم الدولي .. جلسة معرفية عن التعاونيات


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - ذا بوست